الصراعات الشخصية حطمت الجيدو الوهراني لا أنسى مساندة جزيري في محنتي فتح البطل القاري للجيدو مؤخرا بتونس فتحي نورين قلبه لجريدة الجمهورية من خلال نزوله ضيفا عليها صبيحة الأمس ، عائدا إلى بداياته مع هذه الرياضة ، ذاكرا كل من كان له الفضل عليه للبروز و التألق إلى غاية بلوغه التتويجات الدولية ، كما عرج ابن حي الصنوبر "بلونتار" إلى المشاكل التي يعاني منها غالبية مصارعي الجيدو ، فضلا على تطرقه للصراعات التي بات يعيشها الجيدو الوهراني ، داعيا السلطات المعنية إلى التفاتة نحو المواهب الشابة المقبلة على المشاركة في المحفل المتوسطي 2021. كيف كانت بدايتك مع الجيدو ؟ الانطلاقة كانت من حي الصنوبر "بلونتار" العتيق ، انطلقت في ممارسة الجيدو و كرة القدم معا كمهاجم و عند صنف الأصاغر و نظرا لتعلقي بالشيخ حمزي الذي علمني أبجديات الاختصاص فضلت الجيدو عن كرة القدم و شقيت طريقي فيه إلى غاية الأكابر. و ماهي الفرق التي تدرجت فيها ؟ من "بلونتار" إلى نادي الباهية المعروف في وهران بالجيدو تحت قيادة المرحوم شيخ حسني بن سالم و من هنا انطلقت رحلتي مع الألقاب المحلية و الدولية و الفضل يعود لكل المدربين الذين كانوا يشرفون على تدريبنا على غرار تومي حبيب و تخرج من هذا النادي عدة أسماء بارزة صنعت و تصنع أفراح فرق الشرق و الوسط اليوم ، ليأتي الدور على جمعية وهران بعد عودة عجلته للدوران في 2012 مع الطاقم الفني المكون من المرحوم حسني بن سالم دائما ، عبيدة ، بوعزة و خلاف علي ، حينها كان المدرب الوطني السابق ياسين سليني رئيسا للفرع و حمادة فالت المناجير عام و سيد أحمد معزوز طبيبا للفريق و تعد جل هذه الأسماء من أهل الاختصاص من ثم نحو البرية فالمجمع البترولي النادي الذي أعطاني دفعة قوية نحو الأمام بفضل حنكة مسيريه و الإمكانيات المتوفرة للمصارعين. هل لنا أن نعرف الألقاب التي حققتها خلال مسيرتك ؟ أولها كان في صنف الأشبال سنة 2007 بطل الجزائر للأشبال مع نادي الباهية و بطل مغاربي مع المنتخب الوطني و هو ما منحني فرصة الذهاب مع الوفد الجزائري المشارك في أولمبياد بيكين 2008 كمكافأة من اللجنة الأولمبية الجزائرية ، في صنف الأواسط حققت البطولة الوطنية ما أهلني للمشاركة في البطولة الإفريقية بسينغال التي حزت فيها على المركز الثالث ثم المشاركة في المحفل العالمي بأغادير المغربية في 2010 لأعود للتتويجات بعد مرحلة فراغ الأولى في مسيرتي سنة 2013 من بوابة جمعية وهران نلت لقب للبطولة الممتازة عند الآمال و و بطولة الفردي و المرتبة الثالثة عند الأكابر. لكن سنة 2014 كانت حافلة بالانجازات؟ (يضحك) و هي المنعرج في مسيرتي ، نلت فيها جائزة أحسن مصارع ، و فتحت لي المجال لدخول بوابة المنتخب الأول ، بلغت البوديوم القاري في مناسبتين بجزر موريس ثالثا في صنف أقل من 73 و الأول في البطولة الافريقية المفتوحة بمشاركة مصارعين من خارج القارة الافريقية ، ما فتح لي المجال للمشاركة دورة زغرب للجائزة الكبرى و جئت في الرتبة السابعة بعد رفضي منازلة المصارع "الصهيوني" في النصف النهائي تعاطفا مع الشعب الفلسطيني ، لأشارك بعدها في طولة العالم بروسيا. لكن في سنة 2015 تعرضت لإصابة خطيرة؟ كنت حينها قد غادرت الجمعية نحو نادي "البرية" نتيجة لتخلي الأولى عن وعودها لي ، الاصابة كانت عل مستوى الرباط الصليبي ، خلال تربص المنتخب الوطني الإتحادية تكفلت بي مصاريف العملية و العلاج عهد الرئيس السابق مسعود ماتي و هي مشكورة على ذلك. تبقى الاصابة هي أسوأ ذكرى في مسيرتك ، أليس كذلك ؟ بسببها ضيعت المشاركة في أولمبياد ريو دو جانيرو في البرازيل ، كنت متأهلا من خلال تصنيفي في الاتحادية الدولية ، لكن عودتي جاءت متأخرة جدا ، لكن هذه المرة من بوابة نادي المجمع البترولي الذي يعتبر أحسن نادي من حيث الهيكلة و التنظيم و الفضل للطاقم الفني الحالي الذي أعادني لمنصات التتويج. آخرها كان الأسبوع المنصرم في البطولة الافريقية بتونس؟ هذا التتويج تحقق بعد عمل موسمين كاملين مع مختلف الأطقم الفنية في النادي و حتى مع المنتخب الوطني بقيادة عمار بن يخلف و يعقوبي ، أهدي هذا التتويج لكل من ساندني ، البداية بقاطنة حي "بلونتار" و كل أسرة الجيدو الوهراني الذي أهدي لها هذا الانجاز و يبقى الهدف الثاني هو بلوغ المشاركة الأولمبية في طوكيو 2020 و لما لا مقارعة المراتب الأولى في مهد الجيدو بالعالم. و كيف تقيم المشاركة الجزائريةبتونس؟ مرتبة الثانية لا نخجل بها و في نظري لم نضيع المرتبة الأولى و عناصر النخبة الوطنية حققت نتائج حسنة جعلتها تتقدم في الترتيب العام المؤهل لأولمبياد طوكيو ، من صعب أن تعود بلقب من تونس في ظل التحيز التحكيمي الكبير و الظاهر للعيان. كلمة عن الجيدو الوهراني ؟ كمصارعين لم نهجر أو نتهرب من فرقنا ، لكن غادرنا أين نجد الظروف ملائمة للعمل و التألق ، مشكلة الجيدو الوهراني أنه لا يوفر حاجيات المصارع عند بلوغه صنف الأكابر ، ليست ماديات فقط ، بل حتى أمور معنوية لو وجدنا الصراحة و النية الصادقة لبقينا لغاية اليوم في وهران ، للاسف الجيدو الوهراني سيذهب للهاوية نتيجة لصراعات شخصية لا غير و الخاسر الأكبر هو المصارع. ماذا يمثل لكم المرحوم حسني بن سالم؟ لا يجحد أحد على أن شيخ حسني له فضل كبير على العديد من المصارعين لثلاثة أجيال مختلفة يمكن تسميته بالأب الروحي للجيدو الوهراني ، كما كان مؤسس للعديد من المدارس و الاندية بعاصمة الغرب الجزائري تألقت و حققت العديد من الألقاب الوطنية. يقال أن المصارع جزيري هو رفيق دربك؟ (يضحك) هو أخ و ليس رفيق ترعرعت معه منذ ان كنا في نادي الباهية ... رب أخ لم تلده أمك ، شهدنا الأفراح و تقسمنا الأقراح. يقال أن الجيدو رياضة الفقراء ، ما ردك؟ كرة القدم أيضا رياضة الفقراء و فيها الكثير من العائدات المادية كبيرة ، صحيح هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم لكن لا يجوز أن تأكل حق الرياضات الفردية ، الحق كل الحق الجيدو له مكانة في الساحة الرياضية الجزائرية لكن أبناؤه يعانون ، جيلنا الحالي يقتدي بنائب اولمبياد بيكين بن يخلف 2008 و عمار بن حمادي نائب بطل العالم في مصر 2005 ، هذا الثنائي رغم تشريفهم للراية الوطني في أكبر المنافسات العالمية لكن لم ينالا ما يناله لاعب كرة قدم ينشط في الرابطة الثانية ، أما المتحدث فقد حقق 28 لقب بين المنافسات الدولية و محلية و لم ننل حتى الثناء المعنوي ما عدا من الأحباب و الأصدقاء. هل لقيت تكريم من السلطات المحلية؟ انجازي بالنسبة للسلطات المحلية لولاية وهران لا حدث بالنسبة لهم ، صحيح أنني أنشط في فريق عاصمي لكن شرفت الجزائر باسم وهران ، نناشدهم بالتفاتة بسيطة للمواهب الشابة خصوصا أننا مقبلين على محفل متوسطي سنة 2021 .