يعد النادي الحراشي للجيدو من أقدم المدارس الرياضية في الفنون القتالية بالجزائر ويحظى بشعبية كبيرة، حيث يضم في صفوفه ما لا يقل عن 500 منخرط في كل الأصناف، ذكورا وإناثا، وقد ساهم مدربوه ومسيروه خلال السنوات الأخيرة في تكوين ما لا يقل عن 150 مصارعا يحملون الحزام الأسود، فضلا عن أن النادي شكل دوما منبعا للمواهب الشابة التي التحق الكثير منها بالمنتخبات الوطنية لكل الأعمار . كما يشهد للنادي مساهمته الفعالة في الرفع من شأن الجيدو الجزائري عالميا من خلال التتويجات الدولية التي نالها رياضيوه في السنوات الأخيرة، وأبرزهم: عمار بن يخلف (ميدالية برونزية في أولمبياد 2008 ببيكين) وعبد الرحمان بن عمادي (نائب بطل العالم سنة 1985بالقاهرة) ومولود نورة (ميدالية ذهبية في مونديال ذوي الإحتياجات الخاصة بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية) وكمال العربي (ميدالية برونزية في بطولة العالم لأقل من 21 سنة بالبرتغال سنة 1996). ويحوز نادي الجيدو للحراش على مصارعين نالوا لقب بطل إفريقيا لدى الأكابر وهم يوسف حميدوش وعبد الرحمان لعواد وزوبيدة بويعقوب ولياس بويعقوب وحجام أساما وليلى زيتون وفتيحة سليماني، بالإضافة إلى بطلي العرب سفيان بويعقوب وسمير سبع. ويولي مسيرو النادي أهمية كبيرة للتكوين من خلال إنشاء مجموعات للأطفال الذين يستفيدون من الإعداد البيداغوجي، ويسمح ذلك بإرساء التكوين انطلاقا من القاعدة، بينما يسمح التنظيم المطبق في النادي بتسهيل المرور من مستوى إلى آخر، إذ أن الأغلبية الكبيرة من الممارسين الصغار في النادي، مكونة من أطفال هم في سن التمدرس، وفي هرم التنظيم، تتواجد فئة “النخبة” التي تضم أحسن المصارعين في أصناف الأشبال والأواسط والآمال والأكابر والقادرين على التنافس في المستوى العالي، في حين أن المصارعين الذين فشلوا في الإلتحاق بالنخبة، سوف يواصلون التدريبات إلى أن تتحسن نتائجهم على المستوى الوطني والتي تمكنهم من الإلتحاق مجددا بالنخبة، كل حسب تطور إمكانياته الرياضية. وقد استمد نادي الجيدو للحراش قوته منذ تأسيسه، من كفاءة وخبرة مسيريه وإطاراته الفنية، حيث كان لهم الفضل في شغل مناصب عليا لتأطير هذه الرياضة على المستوى الوطني، نذكر من بينهم عبد الرزاق فورة (رئيس سابق للإتحادية الجزائرية للجيدو والفنون القتالية) والمرحوم حاج أمحمد سعيد، الذي كان رئيس خزينة ذات الإتحادية، ومصطفى ماباد، الذي شغل في الماضي منصبي مدرب وطني ومدير فني وطني، وحميد شعلال، الذي درب في التسعينات الفريق الوطني للذكور والإناث أكابر، وفريد محداد، مدير الرياضات بالثانوية الرياضية الوطنية بالعاصمة، وجمال ماباد، مدرب وطني سابق للأشبال، وبويعقوب زوبيدة، مدربة وطنية للشبليات، وبايو عمر وفرحات لوتيس وعبد الغاني برحمة (حكام دوليون). أهداف النادي وقد حدد مسيرو النادي أهدافا أساسية من أجل تطوير رياضة الجيدو في الحراش وتمكين ممارسيه من الإستفادة من تكوين قوي، سواء لدى الذكور أو الإناث، ويأتي في مقدمة هذه الأهداف الممارسة التربوية والرياضية للمواهب الشابة، والتي تحظى باهتمام كبير من المسيرين والمدربين إلى جانب التكفل بالممارسة الرياضية الترفيهية والدفاع عن النفس، ويلي ذلك الممارسة الرياضية للنخبة ثم تنظيم المظاهرات الرياضية المحلية ، وأخيرا المشاركة في تطوير النشاط الرياضي المحلي.