يعد رئيس اتحادية الجيدو السيد محمد مريجة مثالا في النجاح لما حققه من تألق في مسيرته الرياضية ومساهمته في تطوير واثراء هذه الرياضة على المستويين الوطني والدولي بعد مسيرة طويلة في التسيير سمحت له برسم استراتيجية أوصلته بسرعة إلى العالمية· وقد اخترنا في هذا الحوار الذي أجريناه مع مريجة إثارة عدة مواضيع لها علاقة بالمستوى الحالي للجيدو الجزائري وأفاق تطوره، وجوانب أخرى من هذه الرياضة منها بالخصوص المنتخب الوطني واستعداداته للمشاركة في المنافسات القارية والألعاب الاولمبية على وجه الخصوص · - كيف انتقلت من البساط إلى تسيير الفرع وما هو سرّ هذا التحول ؟ من يعشق رياضة ما و يتألق بها لا يمكنه أن يهجرها أو يتخلى عنها بسهولة· أهوى هذه الرياضة منذ الصغر و حققت فيها سجلا من ذهب منذ أن انخرطت في صفوف المنتخب الوطني، حيث كانت مسيرتي حافلة بالألقاب الوطنية والدولية استمرت لمدة 21 سنة كاملة حصلت خلالها على لقبين قاريين وميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية· وبعد أن وضعت حدا لمشواري الرياضي، انتقلت مباشرة إلى تدريب المنتخب الوطني في سنة 1991 و ارتقيت بعد سنتين إلى منصب مدرب رئيسي ثم أصبحت في العام الموالي (1994) رئيسا للاتحادية · * لكن ما هو سر استمرارك لمدة 15 سنة على رأس الهيئة الفيدرالية ؟ أظن ان ذلك راجع إلى حب المهنة بالدرجة الأولى و يأتي بعده عاملا الصرامة والانضباط· لكن لا بد على المسير أن لا يكون كثير التشدد وأن يمتاز بالليونة والتواضع ليحقق إنجازات معتبرة تليق بسمعته · - ما هي الاستراتيجية التي اعتمدتموها لوضع الجيدو على سكته الحقيقية ؟ لقد ركزت في البداية على محور التكوين واعادة هيكلة المنتخب الوطني الذي كان يرتكز على عناصر أساسية سمحت له بالتألق في عدة منافسات دولية، ثم بدأنا في إقامة علاقات مع الدول التي بلغت تطورا كبيرا في رياضة الجيدو، وذلك بغية اكتشاف التقنيات الحديثة لهذه الرياضة· وتمكنت بعدها من دخول الهيئات الدولية من خلال انتخابي في منصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي، و أصبحت أيضا عضوا داخل اللجنة التقنية للاتحاد الدولي التي كان يرأسها آنذاك الياباني ياماشينا· والشيء المهم في هذا التحول أنني أصبحت ملمّ جيدا بالأشياء التي يشعر بها رياضي النخبة وأتفهم وضعيته و يمكنني ذلك من العمل على تحسينها باستمرار· * ماهي الأهداف التي تطمح لتحقيقها في المستقبل ؟ لقد برهنا اننا الأحسن على المستوى الإفريقي فضلا عن تمكننا من الدخول إلى المستوى الدولي بفضل الميداليتين الفضية والبرونزية المحققتان في البطولة العالمية من طرف عبد الرحمان بن عمادي وصورايا حداد على التوالي· الآن نعمل على تحقيق تتويجات أخرى في المحافل الدولية من خلال مشاركتنا القادمة في الألعاب الاولمبية 2008 ببكين، لتكون بذلك ثمرة العمل المنجز من طرف المدربين والمصارعين والأندية التي تعمل في القاعدة، ذلك أن الجيدو الجزائري شهد تطورا معتبرا في السنوات القليلة الماضية ولا بد من الحفاظ عليه وتحسينه مستقبلا · - على ذكر الاولمبياد أين وصلت تحضيرات النخبة الوطنية ؟ * لعلمكم فان المنتخب الوطني لم يتوقف عن التحضيرات فضلا عن مشاركته في العديد من الدورات الدولية منها على وجه الخصوص دورتي باريس وهامبورغ· عناصره تستعد الآن بقاعة التدريبات لبوزريعة تحسبا للبطولة الإفريقية المؤهلة للألعاب الاولمبية والمقررة من 15 إلى 18 ماي القادم بالمدينة المغربية الدارالبيضاء، أين ستلعب التشكيلة الوطنية كل حظوظها لكسب 10 أو 11 تأشيرة اولمبية على الأقل علما ان الجيدو الجزائري سيكون حاضرا في المغرب ب 14 مصارعا و مصارعة · - لكن كيف هي نظرتكم الآن لمستوى عناصر الفريق الوطني ؟ * أظن انه جيد جدا· المصارعان بن يخلف و صورايا حداد مثلا تألقا بصفة خاصة في دورتي هامبورغ و باريس اللتين سمحت لزملائهما الآخرين بإبراز طاقاتهم البدنية و الفنية· وأملنا الآن هو الحفاظ على نفس وتيرة العمل من اجل الوصول إلى تحقيق ما نصبوا إليه و هو انتزاع ميدالية ذهبية في الموعد الاولمبي · - علمنا ان صورايا حداد تعرضت لإصابة قد تمنعها من الذهاب إلى بيكين ·· ؟ * بالفعل· صورايا تعاني من إصابة، لكنها ليست خطيرة ، وستعود بسرعة إلى البساط وأملنا كبير في ان تكون هذه المصارعة مع زملائها في الصين · - نظمتم مؤخرا دورة دولية بوهران· فكيف تقيّمونها ؟ * دورة وهران كانت ناجحة من كل الجوانب وتألق فيها المصارعون الجزائريون حيث نالوا المراتب الأولى و الثانية في مختلف الأوزان سواء لدى الرجال أو الإناث· الدورة شارك فيها عدد قياسي من المصارعين مثلوا 120 دولة افريقية وعربية جاءت إلى وهران بأحسن الأسماء كونها تحضر البطولة الإفريقية و الألعاب الاولمبية · - هل تشاركون في دورات أخرى بعد البطولة الإفريقية ؟ * اعددنا فقط برنامجا خاصا للعناصر المتأهلة الى الألعاب الاولمبية · - لقد اجريتم في السنوات الأخيرة تربصات في الخارج بدون انقطاع· هل تستمرون في هذه السياسة ؟ * نحن نتصرف بعقلانية في الأموال المقدمة لنا من وزارة الشباب والرياضة· واستطعنا ان نجهز قاعة بوزريعة المخصصة فقط للجيدو، كما ان التشكيلة الوطنية تخلصت من مشكل النقل والإيواء · - استفدتم أيضا من تجمعات خارج الوطن، كيف تم ذلك؟ * كان بفضل العلاقات الطيبة ببعض الاتحاديات الأجنبية، و بصفتي رئيس الاتحاد الإفريقي أساهم في برمجة مثل هذه التربصات· - ماذا عن المنحة المقدمة من طرف اللجنة الاولمبية؟ * اعتبرها كافية و تلبي الغرض المطلوب · - ماهو برنامج فئة الأواسط ؟ * لها موعدان هامان يتعلق الأمر بالبطولة الإفريقية المقررة في شهر جويلية بنيجيريا إضافة الى البطولة العالمية التي ستجري بتايلاندا في سبتمبر المقبل، و تحسبا لهذين الموعدين تجري التشكيلة تربصا مشتركا مع الفريق الوطني للأكابر قصد اكتساب الخبرة، كما برمجنا معسكرا آخر بتيزي وزو في العطلة· وهدفنا المسطر هو الصعود فوق المنصة الشرفية - هل خليفة المنتخب الوطني موجود؟ * بالتأكيد، حيث ضمنا مسبقا إدماج 70 بالمئة الى فريق الأكابر بعدما أقحمناهم في دورتي تونس والمغرب و تألقوا فيها بوجه مشرف، واذكر بالخصوص شهلة عطايلية و يعقوب· - كلمة أخيرة؟ * نسعى لتشريف الألوان الوطنية في الموعد الاولمبي، ونشكر جريدتكم "المساء" على هذه الالتفافة الطيبة·