نظمت أمس جمعية صحة سيدي الهواري بوهران "قعدة ثقافية " في إطار شهر التراث حيث زينت تلك الجلسة التي احتضنتها الحمامات التركية الأثرية، معرضا للحلويات التقليدية والأطباق والأواني النحاسية، لتشكل المرأة الوهرانية لوحة فنية بارتدائها لتشكيلة جميلة من الأزياء التقليدية على رأسها "البلوزة الوهرانية" التي عكست جمال تطريزها بالأحجار الملونة وهناك من جئن بالحايك "المرمى أو العشعاشي" حاملات روح الأصالة معهن، وكان اللباس التقليدي هو المهيمن على هذه القعدة الثقافية من "كاراكو" و"شدة تلمسانية" و"جبة قسنطينية" وغيرها من الألبسة التي تعكس تراثنا الجزائري الأصيل الذي قدم في عرض جميل أمام الحضور، كما تضمنت الاحتفالية عروض للقرقابو، ومديح جميل للمداحات والفقيرات، وكان الشعر أيضا حاضرا مع صاحب حرف الملحون "حميدة مولسهول" الذي قدم قصائد عن مآثر وهران، كما استمعت النسوة بالبوقالات التي أعطت للجو العام مسحة من عبق الزمن الجميل . خلال هذه التظاهرة الثقافية المميزة، صرح رئيس جمعية صحة سيدي الهواري السيد كمال بريكسي ل"الجمهورية"، أن الهدف من هذه التظاهرة الثقافية، هو تعريف الشباب بالتقاليد التي تزخر بها كل منطقة من مناطق الجزائر . من جهة أخرى، ذكرت إحدى الحاضرات في هذه الجلسة التراثية أنها تشعر بالحبور والسعادة وهي ترتدي زيا تقليديا جزائريا، لطالما ارتدته الجدات والأمهات بكل فخر، ومشاركتها في هذه القعدة ما هي إلا مساهمتها في بقاء هذا التراث وتلقينه الأجيال الجديدة من أجل المحافظة عليه . كما كانت الحلويات التقليدية حاضرة هي الأخرى من خلال ما عرضتها أنامل السيدات المشاركات بمجموعة من التشكيلات والأحجام منها الكعك، المقروط، الطورنو، القريوش، وغيرها من الأصناف التي استمع بها الحضور في أخر الجلسة بأكلها وشرب الشاي معها. الجدير بالذكر، أن هذه الحلويات التي تعرض في الحفلات والأفراح والأعياد وتحتل حيزا كبيرا في الكتب المتخصصة في هذا النوع من الصناعات بقيت صامدة أمام مزاحمة الحلويات الشرقية التي تلقى إقبالا من قبل العائلات، كما عبرت احدهن أن الحلويات التقليدية أصبحت الآن تشكل مصدر رزق العديد من النساء الماكثات في البيت اللائي يقمن بتموين المحلات والفنادق وقاعات الشاي والمقاهي وفتحن ورشات للتكوين في هذا المجال .