*أتسوق بالعين الصفراء وأشتهي السمك في رمضان برابح بن عابد شخصية مستغانمية بارزة في رياضة الملاكمة ، فرضت نفسها على المستوى المحلي بفوزها على ملاكمين أوربيين في خمسينيات القرن الماضي ، كما ذيع صيته على المستوى الوطني من خلال عديد المنازلات التي أجراها عبر الوطن بعد استرجاع الجزائر سيادتها. عمي برابح الذي اختار منذ ستينيات القرن الماضي إلى غاية مطلع التسعينيات نهج تدريب الملاكمين ، نجح في تكوين أبطال رفعوا الراية الوطنية عالية في سماء العواصم الأوربية والأمريكية ، عمي برابح الذي تجاوز عقده الثامن (83 سنة) يوم 27 فبراير 2018 يكن له أهل مستغانم كل الإحترام والتقدير لما قدمه من خدمات للشباب على مدار أربعة عقود كاملة [1960/1990] . *هل لك أن تعرف بنفسك للقراء الكرام ؟ برابح بن عابد من مواليد 27/02/1935 بمدينة مستغانم ، ترعرعت وسط أسرة فقيرة متكونة من ثمانية إخوة وأخوات ، كبقية أبناء مستغانم كنت أقطن بحي تجديد الحي الشعبي والعربي بامتياز ، حيث كانت العنصرية بارزة بيننا وبين الأوربيين الذين كانوا يطلون علينا دوما من الحي المجاور "حي لا فيني راينالد/la venue raynald " الذي كان يقطنه المعمرون . *قبل الحديث عن مسارك الرياضي كيف يقضي عمي برامح أيامه الرمضانية ؟ لا أخفي عليك أنني أقضي أيامي الرمضانية بين المسجد ، البيت والسوق ، فبعد صلاة الفجر أسترح في البيت إلى الساعة العاشرة صباحا ثم أتوجه إلى السوق العمومي بالعين الصفراء لأقتني متطلبات العائلة في نفس الوقت أزور بعض أصدقائي لأعود مجددا إلى المنزل بعد صلاة الظهر أين أقضي تقريبا بقية الوقت إلى غاية آذان المغرب ، بعده الفطور أتجه إلى المسجد لأداء صلاة التراويح لأعود بعد ذلك إلى البيت لأقضي السهرة وسط عائلتي وأحفادي. *ما هي الأكلات المفضلة عند عمي برابح ؟ ليست لي أكلة مفضلة ، أحب كل المأكولات ، في مقدمتها الحريرة وبعض أطباق السمك . *لنعود إلى الموضوع ، كيف جئت إلى رياضة الملاكمة ؟ في الحقيقة انخرطت في رياضة الملاكمة صدفة ، فبعدما تجاوزت عقدي الأول بسنة (11 سنة) وجدت نفسي أمام قاعة للملاكمة الكائن ب 'شارع السبع / rue de lion ' وسط مدينة مستغانم ، أحببت هذه الرياضة لأول وهلة بعدما رأيت الملاكمين وهم يتدربون وهم يرتدون القفازات والبذلة الرياضية ، صاحب القاعة دي شوسون طلب مني الانخراط في ناديه 'ملاكمة نادي مستغانم/ BCM' ، لم أتردد لحظة وهكذا بدأت مغامراتي مع الملاكمة ، حيث كنا نتدرب خمس مرات في الأسبوع إضافة إلى المشاركة في منازلات دورية مع أقراني داخل قاعة التدريب . *هل تتذكر أول منازلة لك في هذه الرياضة ؟ نعم ، وكأنها جرت بالأمس ، أول منازلة رسمية لي كانت في سنة 1951 ب "ساحة دي باراي / place du bareil " بوسط مدينة مستغانم ، كان سني آنذاك 23 سنة ، حيث كان لي شرف منازلة الأخوين فيستال ، فزت على الأول في المنازلة الأولى كما فزت على أخيه في المنازلة النهائية إلا أن والدهما لم يتقبل هذا الأمر وراح يعتدي على الحكم كما محا اسمي من السبورة ليضع اسم ابنه سارج ، إلا أن الإدارة أنصفتني وأجريت مباراة أخرى في وهران ، حيث لاكمت كل من عزاز ، فارقاس وشراكا ميلود . للتذكير كان ناديBCM يجمع أسماء كبيرة على غرار بنورين الذي لم يهزم خلال كل مشواره الرياضي وكذا بوخدمي محمد بطل شمال افريقيا وغيرهم . *هل لكمت في صنف المحترفين أم بقيت في قسم الهواة ؟ لم ألاكم في صنف المحترفين ، هذا لم يمنعني من منازلة المحترفين ، حيث أجريت منازلة مع المحترف بوحافس في قاعة حرشا في الجزائر العاصمة وكانت أحسن سهرة على الإطلاق ، كما لاكمت الملاكم العالمي حمية في سنة 1955 وانهزمت لكن بنورين فاز عليه . *كيف هي وضعية الملاكمة بمستغانم ؟ كانت هناك ثلاثة قاعات كلها ملك للمعمرين ، القاعة الأولى كانت تحت الجسور الثلاثة بوسط المدينة ، الثانية بشارع السبع والثالثة بحي بيبينيار ، لاكمت في فريقين BCM وEsperance ، بعد استرجاع الجزائر سيادتها رحل المعمرون لكنني واصلت الملاكمة والتدريب معا في نادي BCM ، طلبت الرابطة منا الإختيار بين الملاكمة أو التدريب فاخترت التدريب ، عندها فتحت أول قاعة لي وهي عبارة عن مستودع قديم ، كانت مدينة مستغانم حية بفضل رياضة الملاكمة ، حيث كنا أسبوعيا نبرمج دورة مع ملاكمين من نوادي عنابة ، قسنطينة ، مسيلة ... *أين ذهب كل هذا الجهد عمي برابح ؟ كل شي راح للأسف ، السبب دخول المال وابتزاز الشباب مقابل ممارستهم هذه الرياضة النبيلة ، حيث بات الملاكم يدفع مقابل التدريبات 2000 دج شهريا دون أن تتحصل هذه القاعات على ألقاب ، يقول صاحب إحدى القاعات بمستغانم أنها تجمع 180 رياضي ، أنا أقول له أين الألقاب والتشريفات ، لنا اليوم بمستغانم ثمانية قاعات رياضية مخصصة للملاكمة ولا إحدى منها نالت ألقاب للأسف . خلال المنافسات الأخيرة عشرة رياضيين من مستغانم شاركوا في منافسة بقسنطينة لم يتحصل أي كان منهم على لقب نفس الشيء بالنسبة للتظاهرة التي نظمت في ولاية عنابة . *هل تتابع الفريق الوطني للملاكمة ؟ طبعا ، هي الأخرى تعيش كارثة حقيقية ، مؤخرا نظمت جمهورية الكونغو الطبعة 18 لبطولة افريقيا للهواة فباستثناء فليسي لم يتحصل البقية على أي ميدالية ، أين نحن من هذه الرياضة التي كانت بالأمس تصنع مجد الرياضيين الجزائريين في المحافل الدولية. *ما العمل في نظرك لإصلاح ما تضرر ؟ لإصلاح ما تصدع ، دعني أقول لك أن المسؤولين المحليين وفي مقدمتهم المدير الولائي للشباب والرياضة مسؤول على ما يحدث بولاية مستغانم ، حيث كل الرياضات تراجعت وبشكل رهيب ، فليست الملاكمة وحدها المنكوبة هناك كذلك الجيدو ، الدراجات الهوائية ، كرة اليد ، السلة ، الكاراتي. كل الإهتمام منصب إلا على رياضة واحدة وهي رياضة كرة القدم .