أصل القضية : «مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهانا.. !!..موضوع أثاره الصديق والكاتب الجزائري – ياسين سليماني – منشور في فضاء المسرح لصحيفة الجمهورية الصادرة بوهران بتاريخ 12/ يونيو/2018 )، إذ محموله أثارني عبر طياته وملابساته وتساؤلاته من حيث لايدري كاتبه ؛ وفي نفس الآن شَرَّع بابا كنت أود ألا أفتحه؛ لأسباب متعددة؛ ويتجلى في العنوان أعلاه « هل المسرحيون لا يقرأون.. ؟. وإن كانت مقالة الزميل سليماني محصورة في (السرقة الأدبية) في شقها الأول؟ بداهة فالسرقة الأدبية؛ظاهرة معروفة ومشاعة في الوسط الثقافي العَربي بالدرجة الأولى؛ والفرع الذي يبدو في أول وهلة هو الأصل ؟ قبل تمظهر وسائط التواصل والشبكة العنكبوتية؛بحيث كم واحد منا وقَف على تطابق سافر وفظيع بين منتوج الأصل من نصوص شعرية وقصصية ومسرحية... تم انتحالها وانتسابها لأشخاص لهم رمزيتهم الثقافية في بلدانهم ؛ مستغلين مواقِعهم وظروف عدم الانفتاح الثقافي بين الأقطار العربية؛ وفرض قيود الرقابة والتصدير على الكتب والدوريات وكذا غلاء رسومها الجمركية. مما يعُوق عدم خلق سوق حقيقية وفاعِلة لتبادل الكتاب والمنشورات؛ رغم أن بعْض المؤسسات الحكومية؛ كانت تسعى لخلق انتشار المنتوج الثقافي؛ ولكنه محدود التوزيع وفي بعْض العواصم ( فقط)، عِلما أن العَديد من الكتب تُمْنع من التداول لأسباب سياسية صِرفة؛ فحتى ان وجاد معارض للكتاب والدوريات هنا أو هناك؛ كانت ولا زالت لا تساهم في نشر الكتاب العَربي ولا تُحقق نسبة ما هو منشور؛ لأسباب سياسية وأخرى تبادلية بين بعض الناشرين؛ الذين يشكلون « لوبيا «من نوع خاص؛ يحاربون من خلاله بعْض دور النشر الأخرى؛ ورغم أنه تم تأسس اتحاد الناشرين العَرب بقرار من جامعة الدول العَربية رقم - د. ع. (37) بتاريخ1969 / 4/ - وذلك بناء على توصيات اللجنة الثقافية الدائمة ،ليعْمل الاتحاد تحت مظلة جامعة الدول العربية وهُو اتحاد عَربي مهني غير ربحي،يتكون أعضاؤه من اتحادات النشر المحلية من كل بلَد عَربي. والمضحك أنه لم يفعل ولأسباب مَجهولة ،رغم محاولة لإحيائه سنة (1985) في ليبيا،وأيضًا لم يُفعّل. ولكن في عام 1995 اتفق عدد من أعضاء الاتحادات المحلية العَربية تتمثل في: مصر/ لبنان/ سوريا/ ليبيا /المغرب/ الأردن/ السودان/على ضرورة تفعيل دور اتحاد الناشرين العرب ،لمجابهة المشاكل التي بدأت تطرأ على صناعة النشر في العالم العربي، وخاصة مشكلة التعدي على حقوق الملكية الفكرية (التزوير) هل تحقق ذلك ؟..سؤال يحْتاج لإجرائية وتدقيق عِلمي وعملي؛ ليس من زاوية التقارير؛ بل بناء على استمارات إحصائية؛ لأي مدى تم تفعيل اتحاد الناشرين؟ والتركيز على هدفين أساسيين ومفادهما : 1/ الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين العرب) هل تمت عمليا؟ 2/ العمل على رعاية حقوق الناشرين وحماية مصالحهم في حرية النشر )، هَل تحققت إجرائيا ؟ ولاسيما أن الأهداف المسطرة متعددة وما يهمنا إلا ما سبق قوله . فرع القضية : وهنا فالنشر صناعة وتجارة؛ وعامل من عوامل التنمية الاقتصادية والثقافية معا ، بغض النظر عَلى الإشكاليات المحيطة والمحبطة للكتاب وترويجه منها ما اشرت إليه سلفا؛ إضافة لشبه انعدام القراءة؛ وبُخْل المثقفين في كل الأقطار العربية؛ وبدون استثناء؛عدم اقتناء الكتب والمنشورات؛ لخلق تنمية ثقافية؛بحيث يفضلون الإهداءات والمجانية؛ وهاته حقائق لما لا تثار ؛ لأن الأغلبية لهم نفس السلوكيات تجاه المنشورات ؛ وبالتالي ؛ فمجال الطبع الإلكتروني قلب مفاهيم النشر؛ وتجاوز الحدود؛ رغم ان أغلبية «المثقفين» العَرب لم يتكيفوا مع الوضع الجديد؛ والبعض لم يستوعبه بعْد؛ وقرينة القول؛ المواقع الثقافية؛ بحيث أسماء معْروفة هي التي تنتج في الفضاء الإلكتروني؛ وبعض المؤسسات أمست تطبع الكتب وتعيد طباعة ما كان منشورا ورقيا؛ وهذا العالم البديل له خيوطه ولوبياته منتشرين في بقاع العالم ؟، وفي نفس اللحظة ؛ لقد تفاقمت السرقة الأدبية لشكل مثير للغاية؛ فمن يحمي حقوق المؤلف؟ ما دامت السرقة الأدبية تعتبر من الجرائم التي تطال الملكية الفكرية،والتي لا تقل أهمية عَن سرقة المال؟ إذن؛ فمن موقع الشبكة العنكبوتية استقى الصديق المسرحي ياسين سليماني موضوع السرقة ألتي خطها بقوله (( القضية الأولى التي نبّه إليها عَبر حسابه الصديق الباحث المسرحي «فهد الكغاط»....يتعلق تنبيهه بسرقة كتاب كامل للباحث الجزائري « د.عمر بلخير « بعنوان «تحليل الخطاب المسرحي في ضوء النظرية التداولية » نشرته منشورات الاختلاف عام (2003) أملك نسخة منه منذ سنوات،بحيث تم نشره بعنوان مغاير هو «الخطاب المسرحي» ونُسب إلى « عمر سعادة « في دار «أمجد للنشر والتوزيع » بعمّان الأردنية.... وقَدْ نَبَّه الصديق الكغاط إلى أنّ هذا ثاني كتاب يُنسب للمدعو عمر سعادة وتنشره الدار المذكورة،وقد كانت الأولى تتعلق بالاعتداء عَلى كتاب للدكتور المغربي حسن يوسفي «المسرح في المرايا» كاملا و الاكتفاء بتغيير عُنوان الكتاب واسم الكاتب)) القضية العامة : هنا حبذا لو قام – فهد الكغاط – باعتباره – باحثا- تشريح الكتابين ( الأصل / المنسوخ) للوقوف عن طبيعة السرقة :هل تمت في سرقةالألفاظ فقط أوفي المعاني أوهما معا ؟ وكذا محاولة البحث عَن بيبليوغرافية السارق( عمر سعادة) ، لنكون أمام منجز له أهميته في الساحة الثقافية العربية, أما تدوين إشارة في الحساب الشخصي؛ لإنوجاد سرقة أدبية(هكذا) فمن الطبيعي أن تطرح أسئلة صميمة : هل هناك حسابات شخصية بين المدون/ السارق؟ أم هناك دوافع لشويه دار النشر ((أمجد للنشر و التوزيع» بعمّان الأردنية )) لأسباب لا تعرفها إلا(دار النشر/ المدون)؟ في نفس السياق؛ مادام الباحث – ياسين سليماني – التقط التدوينة ورَكِب عليها وركَّب مقالة؛ والتي رَكِبْنا عَليها بدورنا وأعْطتنا فُسحة للنقاش؛ كان بإمكانه أن يقوم بما أشرنا أليه أعلاه تجاه الباحث فهد الكغاط بل اكتفى فقط بالقول( وقدقارنتُ بالفعل بين الكتاب الذي عِندي لعمر بلخير والكتاب الذي تحدث عنه الدكتور الكغاط فوجدته متطابقا،بينما لم يتم التوصل إلى شخص يعمل في البحث المسرحي باسم عمر سعادة )) ؟ هنا سقط كلا الطرفين ( الكغاط/ سليماني ) في ملابسات ؛ تُشكِّك بأنهما اطلعا( فعلا) على الكتابين وذلك من خلال أنه لم يتم ذكر الاسم الثلاثي لمن انتسب إليه الكتابين ولا تاريخ نشرهما؛ لآن الباحث من طبيعة آلياته التدقيق والدقة – وبالتالي يبدوأن وراء التدوينة وشوشة لمن له مصلحة في ذلك؛ علما أن مجال النشر والبحث الأكاديمي يخفي ما يخفي من حرب ضروس تستعمل فيها أبشع أنواع الأسلحة؛وفي نطاق ذلك لا أمارس حكم قيمة؛ بل هي حقائق لم تعد خافية على أبلد وأغبى طالب في الفضاء الثقافي؛وبالتالي فالكتاب الأول المنحول( الخطاب المسرحي) باسم عمر رشيد سعادة – عمان دار أمجد للنشر والتوزيع /2014 - المملكة الأردنية الهاشمية رقم الإيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية (2014/6/2997) 812 . نلاحظ بأن الكتاب منشور قانونيا ؛ وهُنا لا أختلف مع الصديق: ياسين سليماني؛ ان الكتاب نفسه شكلا وتبويبا ومُحتوى لكتاب (عمر بلخير: تحليل الخطاب المسرحي من منظور النظرية التداولية: منشورات الاختلاف الجزائر/ 2003)، لكِن نفس (هذا) الكتاب يحمل طبعة ثانية، عن منشورات دار الأمل للنشر والتوزيع بتيزي وزو سنة 2015 ؟ ، فمن سمح بالطبعة الثانية ألا يكون الكاتب نفسه؛ أم منشورات الاختلاف؛ باعت حقوقها لدار الأمل للنشر؟. نفس الكتاب الثاني :المسرح وجماليته / عمر سعادة رشيد – عمان دار أمجد للنشر والتوزيع 2014 المملكة الأردنية الهاشمية رقم الإيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية (2014/6/2996) 792 . المنحُول من كتاب«المسرح في المرايا » لحسن يوسفي؛ وبدوره منشور إلكترونيا في2015، والملاحظ بأن الكتابين المنسوبين لعمر رشيد سعادة: كلاهما يحملان تنبيها قانونيا ومفاده(جميع الحقوق محفوظة ؛ لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق استعادة المعلومات لو نقله بأي شكل من الأشكال؛ دون إذن خطي مسبق من الناشر) هنا نتساءل: هل عمر بلخير (و) حسن يوسفي: لايقرآن ما ينشرفي مجال المسرح؛ ولاسيما أنهما يحملان صفة( دكتور)؟ ( ممكن) !لأن الكتابين منشورين تباعا في سنة(2014) ونحن في(2018) لنرى تدوينة لفهد الكغاط تشير للسرقة؟ هُنا دار النشر معروفة؛ وتشارك في المعارض العربية؛ فلا يمكن أن تغامر بسمعتها؛ كما وقع لدار المسيرة للنشر الأردنية؛ وبالتالي مستبعد ما أشار إليه الزميل سليماني بالقول( وأغلب الظن أن الدارنفسها هي التي قامت بالسطو وليس شخصا تقدم بالكتاب مدعيا وتم نشره دون أن تنتبه الدار لذلك)، علما أن عمر رشيد سعادة كائن موجود وليس وهمي؛ لأنه نشر قبل ذلك كتابا يحمل عنوان (فلسطين في التاريخ الإسلامي) في نفس الدار الناشرة . إذن في نطاق هاته الإشكالية؛ التي تفرض أن يدلي كل الأطراف المعْنية بما لديه من حُجَج؛أشير بأنه ليس مستبعدا أن ( عمر بلخير/ حسن يوسفي) باع حقوقهما لدار النشر بمبالغ مالية متفق عليها سلفا؛ لأننا الآن نعيش في مجتمع تهافتي نحو الأموال؛ ولايهم مصدرها؛ بل يهم كيف يتم استجْلابها؛ الخلاصة: هنا ؛فإن كُنت مخطئا في طرحقضية ( البزنسة الثقافية) يبقى أن المسرحيين لا يقرأون ؟لأن الكتابين عمرا طويلا في المشهد الثقافي؛ والتساؤلات التالية تساهم في فتح كوة للفهم. إذ:فهل مصادفة تم طبع الكتابين في نفس الشهر والسنة ( يونيو2014) من لدن دارأمجد للنشر والتوزيع الأردنية ؟، وهَل من المصادفة يتم طبعهما في (2015) الأول عَن (دار الأمل للنشر والتوزيع بتيزي وزو/الجزائر) والثاني عن (مجلة الكتب العربية للنشر الإلكتروني)؟، هل مصادفة تم طبعهما في البداية مجانا وفي نفس السنة (2003 )الأول عن منشورات( اختلاف) والثاني عَن منشورات اتحاد كتاب المغرب ؟ إشارة أكيدة: للإشارة؛ الأخ والصديق فهد الكغاط تجْمعني به المدينة والجوار والجماعة المسرحية التي تربى فيها أمامنا على يد والده المرحوم قيد حياته « محمد الكغاط «، أما العزيز ياسين سليماني ؛ فيجمعني معه التواصل اليومي وقضايا مشتركة وفي الأفق مشاريع في سياق الاهتمامات؛ رغم بعْد المسافات - (المغرب/ الجزائر) – وهذا لكي يتلافى القارئ المفترض بأن هنالك ضغينة ما؛ أو حسابات شخصية تجاه أحدهما.