أصبحت مقبرة عين البيضاء رغم أنها تعتبر الأولى بمدينة وهران التي امتلأت عن أخرها بالموتى مهددة بيئيا وصارت وضعيتها حديث العام والخاص بين الاستهجان و التنديد بالمظاهر السلبية والسلوكات المشينة لبعض المواطنين لاسيما المستفيدين من سكنات عدل بالتجزئات القريبة من المقبرة . رغم أنها لم تسلّم معظم شققها لمستحقيها إلا أن مخلفات المنازل التي شرع اصحابها في تعديلها قبل دخولها وتسربات المياه القذرة من هذه السكنات باتجاه المقابر والمستثمرات الفلاحية منذ إسكان العائلات بموقع 2500سكن عدل بعين البيضاء في سنة 2016 باتث تهدد أكبر مقبرة بوهران و لا تحفظ كرامة الأموات لكن الملاحظ لمن يزور قبر أحد مقربيه يقف عند مستوى الإهمال والتسيب الصادر من بعض السكان الجدد القريبين من محيطها بفعل رمي الاوساخ ومخلفات المنازل وبقايا مواد البناء على بعد أمثار من السياج لتحول هذا المكان إلى مفرغة عمومية تنبعث منها الروائح الكريهة و تنتشر في وسطها القوارض و الحشرات والزواحف هذه الوضعية التي حذر من تفاقمها ممثلي لجنة حي عدل لا سيما وان أكوام القمامة أصبحت تزخف تدريجيا نحو المقابر القريبة من الجدار الخلفي للمقبرة وهذا ما أثار حفيظة العائلات التي تقطن بالتجزءتين 3 و4 المطلتين مباشرة على المقابر التي اعتبرت الأمر إهانة كبيرة لذويهم من الموتى الذين تم دفنهم بالمقبرة ذاتها مما يطرح مجموعة من الأسئلة المُحرقة للقلب منها لماذا مقبرة عين البيضاء مُهملة ولماذا لم يحسب حساب للموتى قبل انجاز عمارات تطل شرفاتها على المدافن على بعد أمتار من هذه المقبرة حيث لا يمكن توقع تصرفات البعض من السكان وأين حُرمة الموتى والمقابر من كل هذا ؟ وأين الضمير والوازع الديني من كل هذا؟ يحدث هذا في الوقت الذي أطلقت فيه منذ أسبوع حملة واسعة للتنظيف برعاية وزارة الداخلية والجماعات المحلية ويبدو ان مبادرة التطوعية استثنت من حملتها الواسعة عبر البلديات الأماكن المقدسة التي لها حرمتها كالمدافن التي تعد المثوى الأخير للأموات مادام أيادي المتطوعين من الحركة الجمعوية والمجتمع المدني ومؤسسات النظافة ومسؤولي الجماعات المحلية لم تمتد لتزيل القمامة من مقبرة عين البيضاء التي أصبحت عرضة للانتهاكات اليومية والتصرفات اللامسؤولة لبعض المواطنين في غياب دوريات النظافة للقضاء على النقاط السواء المحيطة بجدار المقبرة