يتخوف مزارعو عدة مناطق بولاية غليزان من استمرار تضرر القطاع الزراعي الذي يعد من القطاعات المنتجة بشكل فعال في الإنتاج المحلي و الوطني و يعتمد عليه أغلب السكان على مستوى مناطق شاسعة لكن غياب اليد العاملة أضحى مشكل يرهن زراعة الخضروات و الفواكه و الأشجار المثمرة خلال حملات جني المحاصيل أو عند الزرع ، ما جعل التجار و الوسطاء يستغلون الأوضاع و يرفعون الأسعار . و أصبح الإنتاج الزراعي يواجه الصعوبات في بعض المحاصيل الزراعية ، أرجعها هؤلاء الى أسباب عديدة أبرزها نقص اليد العاملة ما جعل القطاع يتدهور نتيجة هذه المشاكل و تراجعت عديد الأنشطة الزراعية عن الإنتاج مثل البطاطا و الطماطم حيث يضطر المزارعون إلى بيع المحاصيل الأكثر إنتاجا بالمنطقة كالزيتون و الحوامض إلى جانب الخضروات منها القرنون و ذلك خلال موسم الغرس حيث شهدت مساحات واسعة مخصصة لإنتاج البطاطا تراجعا و تقلصت تلك الموجهة لإكثار البذور للأسباب المذكورة حسب العديد من الفلاحين الذين أشاروا إلى أنهم يفتقدون الإمكانيات البشرية نتيجة رفض الشباب العمل في فترات جني المحاصيل و عادوا لكراء أراضيهم بمبالغ تتراوح ما بين 6 و 7 ملايين سنتيم للهكتار سنويا لفلاحين آخرين قادمين من الولايات المجاورة و خاصة من شرق الوطن و هذا لتفادي المشكل الذي يواجهونه كل موسم و يؤثر بشكل مباشر على الإنتاج و أضافوا أنه رغم امتلاك أراضي صالحة للزراعة إلا أن المزارعين باتوا لا يستغلون المساحة الكلية مشيرين إلى أن إنتاجهم كان في سنوات سابقة يكفي لسد احتياجات السوق بعيدا عن المضاربة التي تساعد على ارتفاع الأسعار ، أما المضاربون و الوسطاء فيعتبرون هذه الوضعية فرصة و لهذه الأسباب فهم يتحكمون بشكل مباشر في المحاصيل الزراعية عبر التحكم في الكميات المعروضة للتسويق و ارتفاع أسعار هذه المنتجات الاستهلاكية في الأسواق رغم وفرتها على مدار السنة لأن بإمكانهم تسيير الأراضي لامتلاكهم قدرات مادية و بشرية ناهيك عن رفع الأسعار بصفة مستمرة و تخزين المنتوج و البطاطا على سبيل المثال في غرف التبريد حيث يتم تسويق كميات من غرف التبريد محليا في الوقت الذي اختتمت حملة جني محصول الموسم الحالي الذي وصل الى حوالي 500 ألف قنطار بمتوسط مردود بلغ 300 قنطار في الهكتار الواحد من انتاج البطاطا الموسمية خلال الأيام القليلة الماضية .