ونحن نحيي ذكرى ال 57 لمظاهرات 17 أكتوبر1961 ارتأينا أن نستذكر مرة أخرى نشاط البطل زواوي محمد المعروف ب *مصطفى لونوار* العباسي الذي أربك شرطة فرنسا ، حيث كان بحق القائد الأعلى للأفلان بفرنسا والعقل المدبر لهذه المظاهرات فنسلط الضوء على جوانب أخرى خفية من نضاله وبسالته . مصطفى لونوار نشأ في أحضان عائلة مناضلة ثورية بالحي الشعبي القرابة بسيدي بلعباس كان لها شرف استقبال العلامة الشيخ بن باديس في أفريل 1933 في منزلها ، أين أسس أول فوج لجمعية العلماء المسلمين بسيدي بلعباس، ثم استقبال الشهيد حمو بوتليليس الذي أنشأ بين جدران هذه الدار خلية سيدي بلعباس للمنظمة الخاصة في 1948 . ولما أتم تعليمه الثانوي بثانوية عزة ( لابيرين سابقا) انتقل إلى العاصمة لدراسة تخصص الطب، ثم من هناك إلى تولوز بفرنسا لاستكمال تعلمه، غير أن حبه الشديد لوطنه جعله يتخلى عن الدراسة وينضم إلى صفوف فيدرالية جبهة التحرير الوطني كقائد بمارسيليا ، ثم بباريس أين تم استدعاؤه هناك لتولي مسؤولية رئيس خلية اللجنة الفيدرالية ، حيث قام بتسيير وقيادة التشكيلة التي كانت تحمل اسمه ليستمر في نضاله في سرية تامة ، ومما ساعده في تنفيذ مهامه لون بشرته الأشقر الذي يشبه كثيرا الفرنسيين . هذا وتؤكد وثائق تاريخية رسمية تحصلنا عليها أن مصطفى كان يستعين بالفرنسيين الذين كانوا يدعمون الثورة التحريرية ، منهم على وجه الخصوص 3 نساء كن على اتصال مستمر به لأجل جمع المال وتمويل الفيدرالية وهن :( دونيز برار) كاتبة راقنة و(جزيت بيري) سوكريترة و (رولاند مانجسون) موظفة سابقة بشركة رونو للسيارات ،هذه الأخيرة التي تم توقيفها من طرف شرطة فرنسا في عملية ضد الأفلان وقد تبين أنها كانت ضمن شبكة الدعم والدعاية لصالح الجبهة وأنها كانت تنقل الأموال إليها رفقة صديقات لها وهو مبلغ ضخم قدره 302 مليون فرنك فرنسي وقد تم الزج بها في السجن . وبما أن بطلنا هو القائد الأعلى للأفلان بفرنسا والعقل المدبر لمظاهرات 17 أكتوبر، فإن الشرطة الفرنسية جندت كل الوسائل وسخرت كل الإمكانيات للبحث عنه في كل مكان إلى أن ألقت القبض عليه في نوفمبر1961 ورمت به في الزنزانة فكان لهذا التوقيف صدى كبيرا في الصحف الفرنسية ، سواء بفرنسا أو الجزائر، إذ تصدر صفحاتها الأولى بالبنط العريض خبر إلقاء القبض عليه . وغداة الاستقلال اشتغل محافظا وطنيا للحزب ثم نائبا بالمجلس الشعبي الوطني كما اشتغل نائبا لمدير مجلة الثورة الإفريقية * révolution africaine* ثم ما لبث أن اعتزل كل النشاطات واختفى عن الأنظار وظل ملازما لصديقه الحميم الغازي الجيلالي رفيقه في النضال السياسي يتردد عليه في دكانه الكائن بالحي الشعبي القرابة الى أن وافته المنية في 3 أكتوبر سنة 1980. واليوم يطالب أفراد عائلته وكل المناضلين والمجاهدين الذين عرفوه عن قرب السلطات المحلية وكذا وزارة المجاهدين بضرورة تسليط الضوء على جوانب خفية من نضال هذا البطل الأشم من خلال تنظيم ملتقى وطني في هذا الخصوص .