- زواوي محمد الملقب ب "مصطفى الاسود" تلقى مبادئ التضحية والنضال في الحي الشعبي " القرابة " بسيدي بلعباس في أحضان عائلته المناضلة قبل أن يتابع دراسته بجامعة الجزائر في تخصص الطب ثم ينتقل الى تولوز فرنسا وهناك انضم الى فيدرالية جبهة التحرير الوطني. تحل اليوم الذكرى ال 56 لمظاهرات 17 أكتوبر التي خلفت المئات من الضحايا بعد رميهم في نهر السين بباريس والالاف من الجرحى والمعتقلين وهي مناسبة أليمة تتجدد كل سنة نتذكر من خلالها مناضلي فدرالية جبهة التحرير الوطني ونستحضر ذكريات رفقائهم في السلاح الذين غادروا هذه الدنيا الى الأبد نجد بينهم وجها بارزا لم ينل حقه من الذكر والاهتمام ولا بد من نفض الغبار عنه . انه زواوي محمد المعروف ب " مصطفى الأسود" mustapha le noir الذي انتقل الى الرفيق الأعلى في 3 أكتوبر2000 بسيدي بلعباس عن عمر يناهز 84 سنة. زواوي محمد من موليد 8 مارس 1920 بالحي الشعبي القرابة بسيدي بلعباس أين نشأ وتربى في أحضان عائلة مناضلة كانت تستقبل وجوها بارزة من جمعية العلماء المسلمين والمسؤولين السياسيين على غرار البشير الابراهيمي وحمو بوتليليس حيث تلقى مبادئ النضال على يد أفراد عائلته . تألق في دراسته اذ اختص في الطب بجامعة الجزائرقبل أن ينتقل الى تولوز لاستكمال الدراسة .وبفرنسا واصل نضاله في سرية تامة ليتحمل مهمات مختلفة ضمن فدرالية جبهة التحرير الوطني التي انضم اليها منها قائد الولاية 3 ب بمنطقة مرسيليا قبل أن يتم استدعاؤه الى باريس على رأس خلية اللجنة الفيدرالية ليقوم بتسيير وقيادة التشكيلة التي كانت تحمل اسمه وان الكثيرين من الجزائريين ليسوا على علم بأن زواوي محمد هو القائد الأعلى للأفلان بفرنسا وهو أبرز صانعي أحداث 17 أكتوبر1961 في باريس هذا مايكشف عنه الأرشيف المحفوظ في فرنسا ولاسيما الأبحاث الهامة التي أنجزها في 2006 المؤرخان: نايل ماكماستير (Neil macmaster ) و جيم هاوز (jim house ) في كتاب تحت عنوان " باريس – الجزائريون ورعب الدولة والذاكرة " يسلطان فيه الضوء عن نضال ودور هذا القائد الملقب ب " مصطفى الأسود "الذي دوخ شرطة فرنسا اذ ضمناه تفاصيل دقيقة بشأن دور الهياكل والفاعلين المشاركين في تنظيم تظاهرات باريس مؤكدين على أن زواوي محمد كونه مسؤولا فيدراليا مقيما بباريس كان المصدر الوحيد للمراقبة ليس على مستوى باريس بل على مجموع التراب الفرنسي ومشيرين الى أن أومر اللجنة الفيدرالية بقيادة علي هارون بألمانيا لم تكن توجه مباشرة الى الولايات السبع بفرنسا وانما كان يتلقاها أولا زواوي الذي ينقلها بدوره عن طريق 3 مراقبين يشتغلون معه بباريس حيث يربطون الاتصال برؤساء الولايات السبع كل حسب المنطقة التابعة له علما وأن زواوي والمراقبين الثلاثة هم من تكفلوا بتنظيم مظاهرات 17 - 20أكتوبر على مستوى تراب فرنسا كله . وفي جانب اخر يلفت المؤرخان الانتباه الى أن زواوي كقائد للأفلان بفرنسا بقي في الظل يخفي قدر المستطاع اتصالاته بالاطارات الجزائرية والمناضلين الفرنسيين لذلك لم تسلط عيه الأضواء وبقي مجهولا لدى الكثير. هذا وأفضت تحريات شرطة السفاح بابون papon المتواصة في كل مكان الى توقيف هذا البطل يوم 10نوفمبر1961 والزج به في السجن الى غاية استقلال الجزائر . الجدير بالإشارة الى أن السلطات المحلية لسيدي بلعباس كانت قد أطلقت تسمية زواوي محمد على متوسطة متواجد ة بحي الروشي تخليدا لنضاله وتضحياته في سبيل الوطن غير أن البعض ممن يعرف هذا البطل وهم قلة قليلة يرون أن ذلك شيئ قليل في حق رجل كان القائد الأعلى للأفلان بفرنسا والعقل المدبر لمظاهرات 17أكتوبر فيما يقترح اخرون ضرورة إقامة ملتقى وطني لاماطة اللثام عن جوانب خفية كثيرة من حياة هذا الرجل المغوار لاستخلاص العبر والدروس وتلقينها للنشء الصاعد.