- يبقى المتسابق الجزائري فوضيل علاهم مرشحا للتتويج بجائزة فئة مركبات رباعية الدفع لرالي الجزائر الدولي الجاري حاليا بصحراء البلاد وهو الذي يشارك بسيارة و معدات *غير مطابقة* للمقاييس الدولية وبالتالي غير معتمدة من طرف الاتحادية الدولية للسيارات، كما يقول. وصرح علاهم في حديث لواج على هامش مشاركته في منافسات الطبعة الرابعة لرالي الجزائر الدولي (1-9 نوفمبر) قائلا: *كل شيء في السيارة مرهون بمدى قدرتها وفعاليتها في حماية الشخص الذي يقودها. فخزان الوقود ومقاعد سيارتي وهي من نوع جغوار (8 اسطوانات)، بالإضافة إلى حزام الأمن، أضحوا غير معترف بهم من طرف الاتحادية الدولية للسيارات لأن مدة صلاحيتهم انقضت وضيعت قيمتها الأمنية والوقائية في السباقات الكبرى*. بالنسبة لبطل نسخة رالي 2015، الذي شارك في الأشهر الماضية في رالي روسيا، فمدة صلاحية البذلة التي يرتديها حاليا في رالي *تحدي الصحراء* مثلا هي خمس سنوات لا أكثر -حسب الهيئة الدولية-، **وأنا مجبر من الان على التفكير في تغييرها*. وفاز علاهم ومساعده الفرنسي توغناريني جاكومن بثلاث مراحل من أصل خمس جرت لحد الآن، ليكون المرشح رقم واحد للتتويج بجائزة فئة مركبات رباعية الدفع قبل جولتين من انتهاء المنافسة. وفي معرض حديثه عن الامور الممنوعة والمخالفة لقوانين الهيئة الدولية، ذكر علاهم استعمال المشاركين *للسرعة المفرطة داخل وخارج النسيج العمراني*، مثلما هو الحال في هذا الرالي. وقال: *ما لاحظته هي السرعة الفائقة التي يسير بها سائقو السيارات والدراجات النارية في مدخل المدن أو خارجها وحتى في الطرق السريعة. الكل مستعجل للوصول قبل الآخر إلى مخيم الرالي.* واستطرد قائلا: *الغاية من إعلام المشاركين بأن هناك روابط طرقية (غير محتسبة بالكرونومتر) أثناء السباق هو دفعهم لتحديد السرعة الأدنى والقصوى التي يمكن للسائقين السير بها. ينبغي عدم تجاوزها لأن الهدف هو ترسيخ ثقافة احترام قانون المرور لدى المشاركين وعكس هذه التعليمة مرفوض لدى الاتحادية الدولية للاختصاص وتسلّط عليه عقوبات في السباقات الدولية المعترف بها*. وحسب المتسابق الجزائري، فإن سباق الراليات يحمل ايضا *قيمة اخلاقية وانسانية وهي الاجواء الحميمية التي تجري فيه بالإضافة الى تعزيز أواصر الصداقة بين المشاركين، لأن الامر يتعلق بالتقاء سياح أجانب مع متسابقين من البلد المضيف*. ومن الامور التي ذكرها صاحب العديد من المشاركات في رالي داكار الدولي والتي تتماشى مع الحداثة والتطور، هي الجهة المكلفة بتنظيم الرالي والتي يمكن أن تكون شركة خاصة وليس بالضرورة اتحادية الرياضات الميكانيكية. وفي هذا الموضوع أوضح أن *المعمول به في أكبر راليات العالم هو تدخل الشركات الوطنية وحتى الاجنبية في تنظيم المسابقات بشتى انواعها (السرعة، الصحراء، المرتفعات، التحمّل، الكارتينغ وغيرها). لكن هذا يكلّف أموالا باهظة للهيئة الفدرالية. لكن بالمقابل نضمن سباقا عالي المستوى سواء من الناحية التقنية او التنظيمية*.
--سباق الراليات *عامل جذب سياحي مهم*--
وأشار المتحدث إلى أن سباقات الرالي تنتعش وتتطور بالإشهار و الرعاية والعكس صحيح. وقال: *علينا تغيير الذهنيات في هذا المجال. الرالي لا تنظمه الاتحادية وهذه الاخيرة دورها ينحصر في الاشراف عليه واستقبال الضيوف والتعريف بعادات وتقاليد وثقافة البلد المضيف والتفرغ لأشياء اخرى قد ترهقها في إقامة الرالي.* وذكر علاهم ان *الشركات المنظمة لسباقات الرالي هي التي تقوم بالتفاوض مع الرعاة للمساهمة فيه، من خلال ضمان الاشهار والتمويل وتوفير كل ما هو لوجيستي من عتاد وقطع غيار لمركبات ذات محركات قوية و ميكانيكيين أكفاء وهي التي تقوم بدعوة وجذب المشاركين الاجانب وعلى عاتقها ايضا يقع جانب توفير المؤونة (وقود، تغذية، خيم وغيرها). وبالمقابل تتفرغ الاتحادية فقط للجانب الاداري الخاص بها، كما انها مطالبة بتسهيل نشاط الشركات المنظمة*. وأعطى البطل الجزائري، المولع بسباق الراليات الكبرى، مثالا ببلدان مجاورة التي أصبحت اتحاداتها لا تتدخل في تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية المرفهة والممتعة. وقال : *لقد سايرت هذه البلدان الركب الحديث وفتحت المجال واسعا أمام شركات أجنبية تعود إليها مهمة تنظيم كبرى الراليات بغرض جلب السياح الأجانب وجعلهم ورقة اقتصادية فعّالة. فوفّقت في ذلك الى حد بعيد وأضحت تقيم عشرات المنافسات السنوية حتى وإن لم يشارك مواطنو ذلك البلد بأعداد كبيرة فيها، لأن من بين أهدافها جلب المشاركين الاجانب وتحفيزهم للمجيء مرة اخرى لضيافتها*. وهكذا تبقى هذه الرياضة -غير الاولمبية والمكلفة جدا- *عامل جذب سياحي لا يستهان به وتبقى مرهونة بمدى الاستعداد لتطويرها وعصرنة آليات تنظيمها*، كما خلص الى قوله علاهم. ويبقى فوضيل علاهم مرشحا بقوة لنيل لقب رالي الجزائر الدولي في فئة المركبات رباعية الدفع، بعد التتويج الذي حصل عليه في الطبعة الاول. للتذكير، أن علاهم لديه العديد من التتويجات، منها لقب رالي *لال شوط* بألمانيا سنة 2012 والمرتبة الثالثة في رالي *التوارق* المعترف به دوليا (مارس 2017). كما لديه عدة مشاركات في رالي داكار الدولي ومؤخرا في روسيا.