رواية «أنا وحاييم «للكاتب ذو النزعة الإنسانية الحبيب السايح. حسب ما تبينت منها بعض الشذرات من عنوانها، وسرديات بعض أحداثها، وتعامل شخصياتها المتباينة عرقا، ومعتقدا. ينطلق فيها الروائي من صفاء نزعته الإنسانية، بحدة ذكاء، وقدرة فنية بارعة، تطفو فوق العرق، والمعتقد، الذي كثيرا ما جلب للإنسان المآسي، والعداوات التي نجمت عنها الحروب والخراب لبنيات الإنسان التحتية، والفوقية التي سكنتها الأحقاد والنزعة الإبليسية عدوة كل خير في فطرة الإنسان التي فطر الناس عليها. وعادة الإنسان حينما يخلع عنه الرداءات التي إرتداها من بيئته، وثقافته الشفونية المغالية الرافضة لكل نوع مكتسب في كينونة الإنسان؛ ويرجع إلى فطرته الإنسانية الصافية من كل شائبة تفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان، ويتعامل بحب وتتجلى فيه روح الله، أو صفاء الطبيعة. رواية « أنا حاييم « ، ..رواية يتجسد فيها طهر الإنسان، وروحانية الله، لأن الله محبة ، والرواية جديرة بالقراءة، والاقتناء والترجمة إلى سائر اللغات، ولاسيما في الظرف الإنساني، الذي يتميز بالشرور الشيطانية التي تملأ الإنسان أين ما كان وتجسد مقولة هوبز « الإنسان ذئب لأخيه الإنسان»، فشكرا للأديب الروائي الحبيب السايح على هذا الانجاز الرائع، وما أحوج الإنسانية لمثل هذه البصمات الإنسانية التي تقرب الإنسان في فطرته مع أخيه الإنسان، ولولا طفو النزعة الإنسانية ما قال جون بول سارتر في آخر حياته وهو يحتضر : « أنا إنسان فاشل مادام هناك طفل في العالم يمشي حافيا. « .