وتعتبر المرة الأولى التي تسجل فيها الجزائر حضورا بعملين، حيث رشحت عمل الحبيب السايح "أنا وحاييم" منشورات ميم الجزائرية، فيما رشحت دار الآداب اللبنانية رواية واسين الأعرج "مي، ليالي ازيس كوبيا". وسبق للجزائر أن دخلت القائمة الطويلة من خلال سمير قسيمي وأمين الزاوي وواسيني الأعرج الذي سجل حضوره ثلاث مرات سابقا، فيما وصل بشير مفتي إلى القائمة القصيرة. كما أعلنت الأمانة العامة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر في اليوم نفسه عن الحكماء الخمسة أعضاء لجنة تحكيم الدورة الحالية من الجائزة، بينما يتوقع المتتبعون للروايات العربية الجديدة ومقترحاتها ومستجداتها أن تحتد المنافسة وتحتدم بين العشرات من الروايات، مثلما ينتظر أن تثير هذه النصوص إشكالات وسجالات من شأنها أن تثير النقد كما يحدث خلال الإعلان عن كل جائزة.وكان بيان الأمانة قد أشار إلى أن الجائزة العالمية للرواية العربية (آي باف) أهم الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي، والتي تُمنح لأفضل رواية في كل سنة، حسب وجهة نظر لجنة التحكيم وتقييمها، وتهدف البوكر إلى مكافأة التميز في الرواية العربية المعاصرة، ورفع مستوى قراءة الروايات العربية، وكذا التعريف بها من خلال ترجمة الروايات الفائزة وتلك التي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسة أخرى ونشرها". وكانت لجنة التحكيم قد اختارت 16 رواية لتشكل القائمة الطويلة من بين 134 رواية مرشحة للجائزة في هذه السنة، والتي صدرت ما بين جويلية 2017 وجوان 2018.الجائزة تدار برعاية من "مؤسسة جائزة مان بوكر" في لندن، بينما تقوم دائرة الثقافة والسياحة" في أبوظبي، في الإمارات العربية المتحدة، بدعمها ماليا" لأن الجوائز التنويرية والمرموقة تستطيع أن تخلق دينامية ثقافية وأدبية حقيقية، وبمقدورها أن تكون فاعلا ثقافيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بجوائز متخصصة في مجال بحثي ودراسي أو إبداعي وفني. ولعل هذا ما يصدق على جوائز عربية نادرة، من جملتها الجائزة العالمية للرواية العربية، التي اشتهرت باسم "البوكر العربية"، وهي التسمية التي جرت بها الألسن، ما دامت الجائزة تنظم بالشراكة مع مؤسسة جائزة "بوكر" للرواية العالمية في لندن.يُذكر أن رواية "ساق فوق الساق-في ثبوت رؤية هلال العشاق"، الصادرة عن منشورات الاختلاف، للروائي أمين الزاوي ضمن القائمة الطويلة للروايات قد رشحت لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2018 في دورتها ال11، حيث تم اختيارها من بين 124 رواية من 14 دولة عربية، من قبل لجنة التحكيم التي ترأسها الأكاديمي والناقد والشاعر والروائي والمسرحي الأردني إبراهيم السعافين. وكانت الدورة قد شهدت دورة هذه السنة ظهور أسماء كتاب للمرة الأولى على القائمة الطويلة وهم شهد الراوي، وليد الشرفا، أحمد عبد اللطيف، رشا عدلي، عزيز محمد، أمجد ناصر، ديمة ونّوس، حسين ياسين. كما أنّ شهد الراوي وعزيز يترشحان بأول عمل لهما من خلال "ساعة بغداد" و«الحالة الحرجة للمدعو ك«، وقد تم ترجمة رواية "ساعة بغداد" لشهد الراوي إلى الإنجليزية وصدرت عن دار وون ورلد وفازت بالبوكر 2018.الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. ترعى الجائزة "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، بينما تقوم "دائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبي" في الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليا.وعن رواية الروائي الحبيب السايح "أنا وحاييم" فتدور أحداثها حول قصة شابين تمسكا بالهوية إلى آخر رمق رغم الطريق المليء بالأشواك ورغم الألم والوجع، وبقيا منذ أن كانا طفلين حتى فرق بينهما الموت.كتب عنها الروائي واسيني الأعرج يقول " أنا وحاييم. رواية الكاتب الكبير الحبيب السايح الأخيرة. نص مثير لأسئلة كثيرة، أبقاها سدنة التاريخ الرسمي معلقة، أو أخفوها. يعيد الحبيب قراءة التاريخ الوطني من خلال حفريات جديدة في الجسد الجزائري المثخن باليقينيات الزائفة. لهذا يتعامل الحبيب مع التاريخ ليس بوصفه تاريخا منتهيا ولكن كمساحة للتساؤل. موقف الحبيب من الصهيونية واضح، رفضها وحاربها وما يزال، لكن اليهودي شيء آخر. فهو مكوّن مجتمعي وتاريخي. لهذا يبني الرواية على صداقة بين جزائريين، أحدهما يهودي والآخر مسلم. بهذا يفتح الحبيب ملف الهويات الصعب، ويبين للذين أغلقوا الملفات الكبرى للجزائر الحديثة أنهم كانوا مخطئين لأنهم أغلقوها فقط على رواياتهم. وها هو يذهب في عمق رواية أخرى من خلال متخيل يعيد إلى الواجهة نقاشا حادا وصعبا يحتاج إلى نفس ديمقراطي كبير بدل الأحكام الجاهزة. رواية تستحق كل الاهتمام. للقراءة والنقاش. حين ينتصر الجانب الإنساني، في الإنسان، تنزاح حدود الديني والعرقي والأيديولوجي لتفسح إلى التآخي البشري فتزول المسبّقات؛ لأن الروح أصغى إلى كلمة آدم الأولى: سأكون أباكم جميعا وتكونون أنتم جميعا ذريتي. إنه شيء من ذلك تسعى إلى قوله قصة الصيدلي حاييم بنميمون اليهودي وأستاذ الفلسفة المسلم أرسلان حنيفي، الجزائريين اللذين يتقاسمان، منذ طفولتهما، الجيرة والطعام والتذكارات والتعليم الابتدائي والدراسة الثانوية والجامعية. ويواجهان، تحت الاحتلال، العنصرية والاستفزاز؛ في كل من مدن سعيدة ومعسكر والجزائرووهران. ولأن حياتَهما يرهنها مصير مشترك فإنهما معاً يخوضان مقاومة؛ كل بطريقته، من أجل تحرير وطن أنجبتهما تربته. فتُفارق بينهما الحرب، التي غداة نهايتها كان كل شيء سيتغير. وكان المسكوت عنه في الواقع والمكبوت في عمق الوجدان سينطق! وكان من المقدَّر لهما أيضا أن يعرفا الحب والانكسار".الحبيب السائح كاتب جزائري من مواليد منطقة سيدي عيسى ولاية معسكر، نشأ في مدينة سعيدة، تخرّج من جامعة وهران (ليسانس آداب ودراسات ما بعد التخرّج). اشتغل بالتّدريس وساهم في الصحافة الجزائرية والعربية، غادر الجزائر سنة 1994 متّجها نحو تونس حيث أقام بها نصف سنة قبل أن يشدّ الرّحال نحو المغرب الأقصى ثم عاد بعد ذلك إلى الجزائر ليتفرّغ منذ سنوات للإبداع الأدبي قصة ورواية. صدر له المجموعات القصصية "القرار" سوريا 1979 / الجزائر 1985، "الصعود نحو الأسفل" الجزائر، ط 1، 1981، ط 2، 1986، "البهية تتزيّن لجلادها" سوريا 2000، وروايات "زمن النمرود" الجزائر 1985، "ذاك الحنين" الجزائر 1997، "تماسخت" وغيرها.يُشار الروائي واسيني الأعرج ولد في 8 أوت 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية بولاية تلمسان، جامعي وروائي، يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، ويعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي، سبق له الحصول عام 2007 على جائزة الشيخ زايد للكتاب (فئة الآداب) عن روايته "الأمير"، وجائزة الإبداع الأدبي التي تمنحها مؤسسة الفكر العربي في بيروت عن روايته "أصابع لوليتا" عام 2013، وجائزة كتارا للرواية العربية عن روايته "مملكة الفراشة" عام 2015. ومن أعماله الروائية "البوابة الحمراء... وقائع من أوجاع رجل"، "طوق الياسمين... وقع الأحذية الخشنة"، "حارسة الظلال"، "سيدة المقام"، "سونات الأشباح القدس"، "البيت الأندلسي"، و«ذاكرة الماء" زينة.ب