عاش سريع غليزان أسبوعا أسودا مليئا بالتقلبات على المستوى الإداري في ظل إقالة الطاقم الفني ثم التراجع عن ذلك ما أثر على الجو العام ككل داخل الفريق ،حيث كانت نقاط الداربي بمثابة جرعة الأمل التي ستمنح الفريق وثبة بسيكولوجية للتحضير بأريحية للمنعرجات القادمة ... البداية كانت مع حجار ثم بلجيلالي و الآن لطرش و بالعودة إلى بداية موسم الرابيد الملىء بالتقلبات على جميع المستويات فإن إدارة حمري كانت قد فضلت التعاقد مع المدرب شريف حجار القادم من صعود حققه مع جمعية عين مليلة ،حيث أن الإدارة الغليزانية رأت فيه الخيار الأمثل و المدرب القادر على ترتيب أوراق البيت و إعادة الفريق للرابطة الأولى وهي التي وضعته في أحسن الظروف من خلال منحه الورقة البيضاء لتولي عملية الإنتدابات ،كما أنها وفرت له تربصين الأول بسطيف و الثاني بتونس ،لكن النتائج السلبية التي تلاحقت مع مرور الجولات الأولى للموسم عجلت برحيل التقني التموشنتي دون أن يحقق ماجاء لأجله ،وهو ما دفع بحمري أن يمنح الثقة لمساعده نورالدين بلجيلالي الذي قاد الفريق في ثلاث جولات إستطاع من خلالها أن يلملم الجراح و يعيد رفقاء زايدي إلى المنافسة من جديد بعد الفوز الذي حققه خارج الديار أمام سعيدة و هو الوحيد هذا الموسم بعيدا عن زوقاري ،غير أن خيار التقني الغليزاني لم يكن إلا مؤقتا فقط بعدما عاد لمنصبه كمساعد للمدرب الجديد عبد الكريم لطرش الذي لم يقنع مجيئه للفريق أغلب المناصرين الذين كانوا ينتظرون إسماً أكبر من ابن مدينة القل الذي وضع كل الإنتقادات جانبا وشرع في عمله لقيادة الرابيد نحو الهدف المسطر ،لكنه فشل هو الآخر في طرد نحس التعثرات خارح غليزان و اكتفى بتحقيق الفوز داخل الديار فقط ،قبل أن يرمي المنشفة عقب لقاء مقرة الذي عجزت فيه تشكيلته عن الفوز و تقليص الفارق مع المتصدر ما أدخل الفريق في أسبوع أسود ودوامة من المشاكل كادت تعصف بالحلم مبكرا لولا عودة المياه إلى مجاريها سريعا داخل البيت بعودة لطرش الذي قاد الفريق للفوز بالداربي أمام تلمسان و استعادة كامل الحظوظ في لعب الصعود في انتظار ما ستحمله الخرجة المصيرية القادمة إلى وهران لمواجهة الجمعية ببوعقل الرابيد لا يسافر جيدا خارج غليزان النقاط التي جمعها الرابيد طيلة الموسم الجاري و المركز الذي يحتله لحد الآن و الذي سمح للتشكيلة بالبقاء في سباق الصعود يعود بالدرجة الأولى لهيبة زوقاري الطاهر التي عادت هذا الموسم فبإستثناء مواجهتي العلمة و مقرة اللتين تعثر فيهما الفريق وعجز عن حصد النقاط الثلاث فإنه مقابل ذلك تمكن من الإطاحة بجميع المنافسين ،لكن النقطة السلبية التي تحسب على الفريق وطاقميه الفني و الإداري هو ظهور العناصر الغليزانية بشكل هشٍ عندما يبتعد الفريق عن غليزان حتى ولو واجهت فرق مؤخرة الترتيب ،وهو الأمر غير المقبول لفريق يلعب من أجل الصعود ،حيث نجح مرة واحدة فقط في العودة بكامل الزاد عندما عاد بالفوز من سعيدة ،ذلك ما أثر عليه في الترتيب العام للبطولة ،إذ يأمل الشراقة في أن يتخطى فريقهم هذا الحاجز مع بداية العد العكسي لنهاية البطولة التي لا مجال فيها لإهدار المزيد من النقاط مجددا . فشل كبير في ميركاتو الصيف و الشتاء و نمديل الإستثناء مثلما ذكرناه في الفقرات السابقة حول منح الإدارة الغليزانية الورقة البيضاء للمدرب السابق شريف حجار لتولي عملية الإستقدامات ،لكن مع مرور المباريات تأكد للجميع فشل كل الصفقات التي قام بها المدرب الحالي لإتحاد الحراش ذلك ما جعل إدارة حمري تسرح بعضهم في صورة سيماني و هاشم ،فيما لازالت العناصر الأخرى حبيسة الدكة لحد الآن وليس هذا فحسب فإن الفشل في إبرام التعاقدات التي تقدم الإضافة لفريق يلعب ورقة الصعود لازم الإدارة الغليزانية خلال ميركاتو الشتاء إذ أنه لا يمكن الحكم على ناش و حاجي لقلة مشاركاتهما ،فيما تبقى الفرص التي يضيعها كوريبة من مباراة لأخرى كفيلة بالحكم على مستواه المتواضع ،ليصنع العائد للبيت الغليزاني نمديل زهير بعد تجربة قصيرة مع أهلي البرج الأزمات المالية غابت مقارنة بالمواسم السابقة وعكس المواسم السابقة التي كانت لا تنقضي دون أن تشهد مقاطعةً أو إضراباً من اللاعبين إحتجاجاً على عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية وهو المشكل الذي تسبب في إبعاد الفريق عن تجسيد أحلام الأنصار بالصعود إلى واقع ،لكن الإدارة الغليزانية يمكن القول أنها نجحت هذه المرة إلى حد بعيد في تجاوز هذه العقبة و تسيير الموسم إلى حد الآن و ذلك قبل سبع جولات من خط الوصول بسلام و دون مشاكل تذكر ،و على الرغم من قلة الموارد المالية وانعدام السبونسور لفريق يضم 29 لاعبا تتراوح كتلة أجورهم الشهرية حوالي 1،5 مليار إلا أنه يحسب لحمري قدرته على تسيير 23 جولة بهدوء فيما يخص هذه النقطة ولو أنّ جوانب أخرى تستحق الوقوف عندها . الرابيد أمام ست نهائيات و في القبة قد تفتح أبواب الصعود و بالحديث عن مشوار الفريق لحد الآن في بطولة تعرف تنافس تسعة نوادي حول ثلاث بطاقات للعبور إلى الرابطة الأولى فإن الحظوظ بالنسبة للجميع قائمة وهو الحال نفسه للرابيد الذي سيكون مجبرا على الفوز بكل المواجهات التي يخوضها داخل معاقله أمام كل من إتحاد عنابة ،أمل بوسعادة و أولمبي الشلف ، مأمورية قد تكون نظريا في متناول كتيبة لطرش بإستثناء اللقاء الأخير أمام الشلف الذي لن يكون سهلا بالنظر إلى قيمة المنافس الذي يلعب هو الآخر من أجل الصعود ،في مقابل ذلك فإن الرابيد سيكون مجبرا على فك عقدة السقوط خارج الديار من خلال جلب ست نقاط في خرجاته أمام كل ،رائد القبة ،إتحاد بسكرة و إتحاد البليدة على التوالي إن أراد العودة للرابطة الاولى من جديد .