أكدت الدكتورة –بلعسكري أسماء- أستاذة بكلية العلوم الطبيعة والحياة بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس ان الجامعة الجزائرية سجلت حضورا ملحوظا و بارزا في الحراك الشعبي الجزائري مند جمعة 22 فبراير 2019. و كان الطالب الجزائري السباق في التظاهر بصفته طالبا يمثل الطبقة المثقفة و بصفته أيضا فردا من أفراد المجتمع الجزائري، حيث شارك في كل مسيرات الجمعة و خصص يوم الثلاثاء لوقفاته الاحتجاجية داخل الحرم الجامعي حاملا شعارات الحراك الشعبي ثم انتقل صوته إلى الشارع عبر المسيرات التي قام بها خلال الأسابيع الثمانية الماضية رفقة أساتذته و عمال الجامعة. و قد أبرزت هذه الظروف تضيف الدكتورة ملامح وعي و تطور في شخصية الطالب الجزائري حيث تعدت مشاركته في الحراك مجرد رفع اللافتات و الهتافات بل راح ينظم ندوات و لقاءات في مدرجات الجامعة و حتى في الساحات العامة. جمعت هذه الجلسات طلبة و أساتذة من مختلف الاختصاصات فنقلت معلومات لا يفقهها الجميع عن الدستور و قوانينه و أراء مختلفة عن آليات الانتقال السلس و التغيير السلمي الحضري للوضع الراهن. شكلت هذه الندوات همزة وصل بين الطلبة و الأساتذة من مختلف الكليات فحينها قام رجال القانون بطرح مواد قانونية تخص الظروف التي تمر بها البلاد, و أضاف طلبة و أساتذة علوم الاقتصاد معلومات حول الوضعية الاقتصادية للبلد .ليتفرغ طلبة علوم الطبيعة لتنظيم حملات التنظيف و التشجير التي شهدتها كل كليات الجامعة. هذا وتردف الدكتورة بلعسكري أن الطالب دخل منذ بداية الحراك في إضرابات عديدة ومع تسارع الأحداث صعد الطلبة من احتجاجهم و تم التوقف عن الدراسة تماما وشل مختلف جامعات الوطن خاصة بعد تعرض بعض الطلبة للتعنيف والاعتداء بعاصمة البلاد خلال مسيرة سلمية رافضة لتولي بن صالح تسيير الدولة معبرين بذلك عن مساندتهم لإخوانهم المتضررين و عن خيبة الأمل التي أصابت كل المجتمع الجزائري من تصرف بعض أفراد الشرطة بعدما أظهرت الشرطة الجزائرية ,للأمانة, أسمى معاني الاحترام لرغبة الشارع الجزائري الذي خرج منذ قرابة الشهرين للتعبير عن رأيه و رغبته في تغيير حقيقي و صادق لأوجه نظام لم يعد يحترم أدنى صفات الديمقراطية. أما عن مدى تأثير هذه الإضرابات على سيرورة الدروس أشارت الأستاذة بلعسكري أنه من المؤكد أن الدخول المسبق في العطلة الربيعية و عدد أيام الإضراب أثر في الحجم الساعي و برامج المواد و المقاييس الدراسية. و تؤثر هذه الظروف أيضا على سيرورة أعمال الطلبة الذين هم بصدد انجاز تجارب ورسائل تخرج الليسانس و الماستر خاصة أصحاب التخصصات التجريبية و التطبيقية و لهذا فقد تفرض هذه الظروف إعادة النظر في مواعيد امتحانات السداسي الأخير و مواعيد مناقشات رسائل التخرج. و قد نوقشت هذه النقاط من طرف الأساتذة و الطلبة خلال الندوات التي تبرمج باستمرار منذ بداية الحراك الجامعي.