عانى سريع غليزان كثيرًا هذا الموسم من عدم استقرار الجهاز الفني، حيث مرّ بثلاث مراحل كاملة كانت بدايتها مع المدرب شريف حجار ومساعده لطفي بوذراع قبل أن يغادر إلى الحراش و يترك المهمة لبلجيلالي نور الدين الذي عمل بشكل مؤقت، ليأتي بعدها لطرش عبد الكريم حيث خاض مرحلة العودة كاملة. و تعتبر المرحلة التي كان فيها حجار على رأس العارضة التقنية لأسود مينا هي الأصعب في مشوار البطولة، بما أن السريع خاض 6 مباريات خارج قواعده خلال الجولات العشر الأولى، كما أنه واجه معظم الفرق المتنافسة على المراتب الأولى وكان من الصعب جدًّا جلب النقاط من خارج أسوار ملعب زوقاري، ذلك ما جعل حجار يكتفي بتحقيق ثلاث انتصارات بميدانه، و يسجل تعثرًا واحدًا كان بالتعادل أمام العلمة، قبل أن يعوّضه بخطف نقطتين من مستغانم و تلمسان. ومثلما يعلم الجميع، فإن مرحلة حجار عرفت نهاية درامية نوعًا ما، حيث وبعدما علم التقني التموشنتي بتحضير الإدارة لإقالته ومباشرتها اتصالات مع مدربين آخرين، فضّل استباق الإقالة من خلال إعلانه عن الاستقالة قبل توجهه نحو اتحاد الحراش، فيما تكفل مساعده نور الدين بلجيلالي بالإشراف على تدريب الفريق وحيدًا وتحمّل المسؤولية التي كانت صعبة للغاية، لكنه وُفق في مهمته و نجح في تحقيق 3 انتصارات بزوقاري مقابل التعرض لهزيمتين خارج الديار كانتا أمام بوسعادة و جمعية الشلف. وما يعيب كثيرًا على إدارة محمد حمري، هو أنها ورغم شروعها المبكر في البحث عن خليفة المدرب شريف حجار، إلا أنها لم تحسم موقفها وضيّعت جميع الفرص للتعاقد مع المدربين الجيدين الذين كانوا متوفرين في الساحة، كما أنها لم تضع كامل ثقتها في المدرب المؤقت نور الدين بلجيلالي الذي كان قد عبّر صراحةً في أكثر من مناسبة عن استعداده لقيادة سفينة السريع، لكن حمري تأخر في حسم الأمور و انتظر إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، الأمر الذي أثّر نوعًا ما على تركيز المجموعة. هذا و وقع اختيار الإدارة الغليزانية على المدرب عبد الكريم لطرش لكي يكون رجل المرحلة الثالثة في الطاقم الفني للرابيد، حيث باشر التقني السكيكدي مهامه رسميًا قبل انطلاق مرحلة الإياب التي خاضها كاملة و تمكن خلالها من جمع 29 نقطة، حيث حقق 9 انتصارات 7 منها داخل القواعد بالإضافة إلى تعادلين كان أحدهما بزوقاري أمام نجم مقرة، فيما تلقى السريع 4 هزائم في عهد المدرب لطرش الذي تعتبر مرحلته هي الأطول مقارنة بحجار و بلجيلالي، فإن النتائج كانت أكثر توازنا و أفضل نوعًا ما، خصوصاً أنّ السريع تمكّن من جلب انتصارين من خارج القواعد، و هو ما لم يحدث خلال مرحلة الذهاب، لكن و رغم ذلك فإن التشكيلة الغليزانية لم تقدر على مسايرة النسق المفروض من قبل فرق المقدمة، وبقيت الأجواء هادئة توحي و كأن رفقاء زايدي اقتنعوا بدور المراقب لسباق التنافس على الصعود. والبارز في تجربة المدرب لطرش على رأس العارضة الفنية لسريع غليزان، هو أن التقني السكيكدي ورغم خوضه لمرحلة الحسم وبعض اللقاءات المصيرية على غرار مواجهات مقرة، العلمة، بسكرةوالشلف، إلا أنه لم يكن عرضةً للضغط والانتقادات بالشكل نفسه الذي عرفته مرحلة حجار بالرغم من أن الأخير كان في بداية الموسم، ذلك ما كان بمثابة العامل المهم الذي ساعد لطرش في تحقيق النتائج الجيّدة وسط الحصانة التي تميّز بها لدى الأنصار الذين اختزلوا انتقاداتهم على الإدارة و اللاعبين فقط.