ولاية ادرار وعلى غرار باقي ولايات الجنوب ،تعرف ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة التي فاقت 53 درجة مئوية في الظل ،وتعدت عند الزوال 60 درجة مئوية ،حيث فرضت حظر التجوال على السكان ،شوارع خالية ومساحات عامة تنعدم فيها الحركة ،هو حال ادرار طيلة ايام هذا الصيف . في وقت تشهد مصلحة الاستعجالات توافدا كبيرا للمصابين بضربات الشمس ،خاصة أصحاب مرض الضغط الدموي وداء السكري وضيق التنفس بمعدل 40 حالة يوميا ،نقلوا الى مختلف الاستعجالات للعلاج . كما لقيت امراة في الستين من عمرها بتينركوك 27 كلم شمال عاصمة الولاية ادرار ،مصرعها اثر الحرارة المرتفعة باحدى الاراضي الفلاحية بضواحي تينركوك . هذا ،وتمت معاينة الجثة من طرف طبيب عام سخر من قبل الهيئة الامنية . وتعد الحادثة الثانية من نوعها بعد وفاة رجل في فنوغيل . فيما اطلقت المصالح الصحية والحماية المدنية حملة تحسيسية لفائدة السكان ،لتجنب المشي او الجلوس تحت أشعة الشمس الحارقة ،ناصحة بشرب الماء بكثرة حتى لا يجف جسم الإنسان ،غير أن ازمة التزود بمياه الشرب لا تزال قائمة بالعديد من أحياء وقصور الولاية ،حيث أدت أزمة العطش وندرة مياه الشرب بالمواطنين إلى تنظيم وقفات احتجاجية عبر بلديات ادرار ، تيميمون ،سالي ،كما يطالب ناشطون جمعويون ببلدية تيمياوين الحدودية السلطات الولائية ومديرية مصالح الموارد المائية لولاية ادرار بالتدخل العاجل لحل أزمة ندرة المياه الصالحة للشرب ،والتي لا تزال تراوح مكانها ولم تعرف انفراجا حقيقيا ،بالرغم من تدشين مشروع جلب الماء من تقراوت 85 كلم شمال غرب مقر البلدية مرتين ،متسائلين عن عدم تدفق المياه بشكل يلبي احتياجات كافة المواطنين ،وعدم اكتمال المشروع الذي كلف خزينة الدولة ازيد من 280 مليار سنتيم ،مما اجبر العديد من المواطنين على العودة لحفر المزيد من الابار التقليدية للتزود بالماء الشروب والسقي ،بينما يضطر اخرون لشراء مياه الصهاريج يوميا ب 1000 دج ل 1000 لتر ،مشيرين الى تكرار مبررات الجزائرية للمياه حول اعطاب في المضخات ومضخات الضخ ،ما يستوجب حسبهم ،الإسراع في فتح تحقيق حول اسباب عدم نجاح المشروع .وحيث أن المصائب لاتاتي فرادا ،ساهمت الانقطاعات المستمرة في الكهرباء ،وضعف التيار في الكثير من بلديات الولاية ،في تعقيد معيشة السكان ،وتحويلها الى صور ماساوية ،خاصة في البيوت التي تحوي اطفالا رضعا وشيوخا وكذا مرضى ،ضف اليه ،تسبب النقص في التيار الكهربائي في اضرار فادحة لسكان المنطقة ،في ظل الارتفاع الرهيب لدرجات الحرارة خلال هذه الصائفة .وعبرت ساكنة قصور فنوغيل وزاوية كنته ،عن امتعاضهم الشديد جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ،في الوقت الذي تكون فيه درجة الحرارة مرتفعة جدا ،وعادة ما يكون هذا الامر في حدود الواحدة زوالا ،ونظرا لنقص مرافق الترفيه و وسائل التبريد ،على غرار ضعف تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي اللازمة لتشغيل المكيفات الهوائية ،وقلة المسابح العمومية ،وكذا انعدام اماكن التسلية والمدن المائية ،يجعل الكثير من المواطنين مضطرين لمغادرة مساكنهم باتجاه كهوف الفقارات والمغارات المهترئة وهي اماكن باردة نسبيا لاجتياز فترة الظهيرة وتجنب درجات الحرارة القياسية ،وفي نفس السياق ،قام عشرات الشباب من عدة احياء بمدينة رقان بالاحتجاج على تجدد انقطاع التيار الكهربائي في ذروة ارتفاع درجة الحرارة ،حيث توقفت كل الاجهزة الكهرومنزلية كالمكيفات والثلاجات على العمل دون اشعار مسبق .