مديرية الجزائرية للمياه تؤكد أن الديون و القرصنة و التسربات المائية أثقل كاهل الشركة لا تزال مظاهر أزمة التزود بمياه الشرب قائمة بالعديد من أحياء وقصور ولاية ادرار ،رغم ان بلديات الولاية استفادت خلال السنوات الأخيرة من مشروع ربطها بمصادر المياه بالولاية ،لوضع حد لأزمة المياه الصالحة للشرب .حيث أدت أزمة العطش و ندره مياه الشرب بالمواطنين إلى تنظيم وقفات احتجاجية ،كما هو الحال ببلدية تيميمون و اولاد سعيد وقصر ماسين وكذا قصر مولاي العربي ببلدية سالي ،وغيرها من المناطق . كما يطالب ناشطون جمعويون ببلدية تيمياوين الحدودية والي ولاية ادرار والوالي المنتدب بالمقاطعة الادارية لبرج باجي مختار ومديرية مصالح الموارد المائية لولاية ادرار ،التدخل العاجل لحل أزمة ندرة المياه الصالحة للشرب ،والتي لا تزال تراوح مكانها ولم تعرف انفراجا حقيقيا بالرغم من تدشين مشروع جلب الماء من تقراوت 85 كلم شمال غرب مقر البلدية مرتين ، مسائلين عن عدم تدفق المياه بشكل يلبي احتياجات كافة المواطنين وعدم اكتمال المشروع الذي كلف خزينة الدولة أزيد من 280 مليار سنتيما ،ما اجبر العديد من المواطنين على العودة لحفر المزيد من الآبار التقليدية للتزود بالماء الشروب والسقي ،بينما يضطر آخرون لشراء مياه الصهاريج يوميا ب 1.000 دج ل 1.000 لتر ،مشيرين إلى تكرار مبررات الجزائرية للمياه حول اعطاب في المضخات ومضخات الضخ ،ما يستوجب الإسراع في فتح تحقيق حول أسباب عدم نجاح المشروع الذي انطلقت أشغال انجازه في 23 سبتمبر 2013 وتم تدشينه في 2015 ،و زيارة ولاة الولاية للمنطقة دون ان يتحقق حلم تدفق المياه بحنفيات الساكنة ونهاية أزمة العطش ،املين بالاسراع في حل المشكلة في الاجال القريبة . وببلدية سالي التي شهدت مؤخرا تنظيم اعتصام أمام مقر البلدية .. من جهة أخرى ،أغلق سكان قصر ماسين والاحياء الشمالية بتيميمون الطريق رقم 118 الرابط بين ولايتي ادرار والبيض ،مطالبين بوضع حد لازمة الماء الشروب ،حيث اشتكى المواطنون من انقطاع في الماء لمدة تزيد عن ال 15 يوما ، كما خرج سكان حي 450 مسكن في مسيرة سلمية وصولا الى مقر وحدة الجزائرية للمياه ،حيث أقدموا على غلقها مطالبين بتسوية وضعية الماء الشروب . ولا زال سكان هذه المناطق يعيضون على وقع ندرة مياه الشرب ،التي وجد سكانها انفسهم مضطرين للتنقل للتزود بالماء ،فيما تضطر الغالبية منهم إلى الاعتماد على الابار التقليدية والفقاقير من اجل جلب هذه المادة الحيوية رغم ما تشكله من خطر على صحتهم . وقد أبدى هؤلاء السكان امتعاضهم الشديد من الانقطاعات المتكررة للمياه التي يعيشونها في كل مرة ،خصوصا في فصل الصيف ،حيث تزداد حدة معاناة القصور التي تفتقر لليتابيع وخزانات المياه ،وأوضح سكان قصور ،الكاف ،القصبة ، والقصور المنتشرة عبر اقليم بلدية تيميمون ،انهم قضوا أياما دون ماء بسبب انقطاعه الطويل وكذلك نقص التزود به ببعض القصور . وللوقوف على ندرة مياه الشرب اتصلنا بالقائمين على وحدة الجزائرية للمياه بتيميمون ،حيث أوضحوا ان الأسباب تعود إلى قدم شبكة القنوات التي يعود تاريخها إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ،وكذلك تاكل هذه القنوات بفعل الزمن ،كما ان كمية كبيرة من هذه المياه تضيع في الطريق بسبب تسربها من القنوات . في سياق متصل ،تعهد رئيس بلدية تيميمون ،امام محتجين بالاحياء الشمالية والقصور قاموا بإغلاق طريق تيميمون ،تينركوك بحل مشكل ندرة المياه ،كما طالب مواطنوا قرية امقيدن نحو 140 كلم شمال مقر البلدية تيميمون بحقهم في التنمية وتوفير المياه الصالحة للشرب . من جهتهم طالب سكان احياء سيدي عثمان ، المعلمين و 110 سكن بافاد لجنة من مديرية الموارد المائية للوقوف على تفاقم مشكلة اختلاط المياه الصالحة للشرب بمياه الصرف الصحي ، محذرين من انتشار الامراض المتنقلة عن طريق المياه وامراض العيون والامراض الجلدية ، وطالب سكان هذه الاحياء المسؤولين المحليين الى باتخاذ الاجراءات اللازمة لتخليصهم من هذا المشكل .. من جهته ،كشف مدير الجزائرية للمياه بادرار ،عن ان المؤسسة التي تسير الى حد الان 12 بلدية من أصل 28 بالولاية ،لم تتمكن من تحصيل مستحقاتها التي تجاوزت 63 مليار سنتيم ،وهو ما اثر على مستوى الخدمات ،مشيرا الى ان القرصنة اثرت بشكل كبير على الخدمات المقدمة للزبائن ،حبث يقوم البعض بتحويل مياه الشرب لسقي المحاصيل الفلاحية .و أكد السيد بدر الدين عريبي المدير الولائي للجزائرية للمياه بادرار ،ان مصالحه تبذل جهدها في الميدان لاستكمال تسلم ملف تسيير الماء الذي كان موكلا للبلديات ،مشيرا الى ان الشركة تسير حاليا توزيع الماء ب 12 بلدية من اصل 28 بلدية ،وهو البرنامج الذي يمتد الى غاية 2020 بالتنسيق مع المجالس المنتخبة ،الذي يهدف ،حسب المتحدث ،الى تحسين الخدمات في تزويد السكان بماء الشرب بدون مشاكل . واشار المسؤول في ذات السياق ،الى ان مصالحه تحصي الى غاية اليوم ،35 الف زبون ،والباقي يتعاملون مع البلديات الى حين تسلم الملف نهائيا ،واوضح في سياق اخر ،ان الانقطاع والتذبذب الحاصل في تزويد بعض المناطق بالماء « خارج عن نطاق تسيير الشركة ،بل هو من صلاحيات البلديات « ،مشيرا الى قرب تسلم ملف في كل من بلدية بوده واولف وبرج باجي مختار وتيمياوين الحدودية وغيرها من البلديات . واعلن مدير « الجزائرية للمياه « بادرار ،ان المؤسسة تعاني من ازمة استرجاع المستحقات المتراكمة لدى الزبائن ،والتي وصلت حسبه ،إلى 63 مليار سنتيم ،منها 11 مليار سنتيم على عائق الإدارات العمومية ،ما اثر على نشاط الشركة ، حيث سجلت الشركة 130 توصيل غير شرعي منذ بداية السنة الجارية 2019 .