حطمت ولاية أدرار في الآونة الأخيرة ،رقما قياسيا مقارنة بغيرها من ولايات الوطن ،من حيث عدد الحركات الاحتجاجية في مختلف القطاعات ،لاسيما القضايا التي تهم المواطن مثل التشغيل ،وتقاعس السلطات في توفير ضروريات الحياة ،كالمياه الصالحة للشرب والكهرباء والإنارة العمومية ،وهذا بفعل غياب سياسة واضحة تركت ولاية نفطية تشهد تخلفا تنمويا ،وكان اخر هذه الاحتجاجات تلك الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مواطنو برج باجي مختار يوم الاثنين،للمطالبة بردم السد الذي وصفوه بسد العار حيث أصبح مصدرا للأوبئة والأمراض الخطيرة وكذا العقارب والأفاعي ،على حد قولهم ،كما طالبوا بفتح تحقيق معمق حول هذا المشروع الفاشل الكارثي والذي كلف الخزينة العمومية أموالا طائلة . وتحتل احتجاجات الشغل اعلي معدل للاحتجاج ،بسبب البطالة التي أنهكت الشباب وغياب سياسة تشغيل واضحة ،و رصد تلاعبات في المناصب وبيروقراطية التوظيف في الشركات البترولية ،أمام صمت رهيب للسلطات المحلية ،وهو ما دفع الشباب للتعبير عن غضبه بشتى الطرق والوسائل ،منها أحداث دائرة تينركوك 270 كلم شمال مقر الولاية ادرار ،التي أفضت إلى أعمال شغب وتعرضت المجمعات النفطية بالولاية للغلق من طرف العاطلين عن العمل وهذا بالاعتصام داخل خيم منصوبة ،مانعين العمال والعتاد من الدخول والخروج . كما تشهد مدن وقصور ادرار تذبذبا في التزود بالمياه الصالحة للشرب ،والولاية تنام على اكبر خزان من المياه العذبة ،ومواطنوها يعانون العطش ،وحسب شكاوى المواطنين ،هناك قصورا لم تجر المياه في حنفياتها ما يقارب الشهر والسلطات المحلية ،وهو ما دفع بهم الى تنظيم اعتصام أمام مقرات عمومية وغلق بعضها وقطع طرق رئيسية و ولائية ،مطالبين الجهات المختصة تقديم حلول انية لا ظرفية ،مما جعل الكثير منهم يعمد إلى استعمال مياه الفقارات والابار التقليدية التي تفتقر لشروط السلامة الصحية . وحسب بعض المختصين ،أكدوا ان أزمة التزود بالمياه ،ترجع الى عدم نجاعة المشاريع المنجزة وعدم احترامها لمعايير الاتقان والجودة ، وشهدت بلديات رقان ،تينركوك ،برج باجي مختار ،زاوية كنته ،وغيرها من مناطق الولاية وقفات احتجاجية للمواطنين احتجاجا على مشكل الكهرباء والانقطاع المتكرر في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة خلال هذه الصائفة . ويشتكي سكان هذه المناطق من ضعف التيار الكهربائي ،والانقطاع المفاجئ والمتكرر للكهرباء . وامام هذا الوضع البائس ،لم يجد سكان البلديات المتضررة سوى الاحتجاج امام مقر شركة توزيع الكهرباء والغاز ،بعدما اقدموا على غلق الطرق الرئيسية بالمتاريس والحجارة واضرام النيران في العجلات المطاطية ،. ولم تقتصر الاحتجاجات على الشغل وتذبذب التزود بمياه الشرب والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بل تعدتها الى وضعية الفقارات المزرية ،حيث خرج العشرات من سكان حي البرجة الحمراء بادرار للاحتجاج في الشارع على خلفية الوضعية الصعبة التي يعيشون فيها ،خاصة ما تعلق بانهيار الفقارات ،ما دفع بهم لمناشدة والي الولاية التدخل السريع ورد الاعتبار لها وحمايتها من الخطر المحدق بهم نتيجة الانهيارات المتكررة للفقارة . وقال المحتجون ان انهيار الفقارات تسبب في سقوط شاحنة داخل حفرة ،متخوفين في ان يؤدي ذلك الى سقوط اشخاص داخل الحفر التي تتشكل جراء انهيار الفقارات ،الامر الذي اثار غضبهم ، وتعرف الكثير من بلديات الولاية مشاكل وصراعات شخصية عديدة بين الاعضاء اثرت سلبا على التنمية بهذه البلديات ،وجعلها تغرق في دوامة من النزاعات ،جعلت المواطن المحلي يدفع الثمن ،بفعل عدم تفعيل برامج الإنارة العمومية ،وعجز مجالسها المنتخبة في حل حتى مشاكلها الداخلية ،