- سيور تؤكد أن المياه غير ملوثة في انتظار النتائج النهائية اليوم - فرق متخصصة بدأت البحث عن مصدر المياه ذات اللون الغريب منذ نهاية أوت المنصرم أثار تغير لون مياه الحنفيات منذ نهاية شهر أوت المنصرم بمعظم الأحياء الشرقية للولاية مخاوف السكان و عزوفهم عن استعمال هذه المياه في احتياجاتهم اليومية نظرا للون الغريب المائل إلى الحمرة الذي ظهرت به و كذا الرائحة حيث بدت المياه و كأنها مختلطة بالأتربة أو الصدأ حسب تحليلات المواطنين، إذ تم تداول فيديوهات تظهر التغير الواضح للون مياه الحنفيات إلى اللون الترابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي و بدأ التحذير من استعمالها للشرب أو حتى للطبخ أو الغسيل أو الاستحمام من قبل السكان في انتظار ما تكشف عنه مصالح سيور هذه التي بدأت بإجراء عزل المواقع المعنية و اقتطاع عينات من المياه لتحليلها كما أبدى العديد من المواطنين بأحياء حمو مختار بالمقري و حي 260 مسكن عدل بايسطو و حيي الياسمين 2 و الصباح و بئر الجير و كذا بعض أحياء آرزيو استيائهم من وصول مياه الحنفيات بلون مغاير و رائحة غريبة حسب تصريحات السكان الذين أكدوا أن الظاهرة سجلت أكثر من مرة قبل أشهر بمنطقة المحقن و آرزيو، معبرين عن قلقهم و مخاوفهم من الأمراض المتنقلة عبر المياه ما جعلهم يستغنون تماما عنها و تعويضها بمياه الصهاريج التي لا تقل خطورة عن مياه الحنفيات هذه التي أشيع تلوثها و اختلاطها بالأتربة و مواد أخرى مجهولة –حسب ما يُتداول وسط سكان الأحياء المذكورة. و تساءل سكان الأحياء المعنية عن مصدر التموين بهذه المياه، مثيرين جدلا كبيرا عن ما سموه بالكارثة التي تهدد حياتهم في ظل تماطل المسؤولين و عدم تأخر تدخل المصالح المعنية و على رأسها مؤسسة المياه و التطهير سيور التي ينتظر منها السكان نتائج التحاليل التي أجريت على عينات من المياه الملوثة من أجل طمأنة زبائنها و إعادة ثقة المستهلك بمياه الشرب التي باتت تصل «ملوثة» داخل عقر داره -حسب ما ذكره بعض المواطنين، مشيرين إلى أنهم يدفعون فواتير باهظة مقابل التزود بمياه غير صالحة للاستعمال و لا يمكن استغلالها حتى في الاحتياجات اليومية، و فضلا على فواتير سيور زادت دلاء «الما حلو» من ثقل الهم على أرباب الأسر الذين أصبحوا يضطرون كل يوم إلى النزول و البحث عن بائع المياه المتنقل لملأ الدلاء من أجل الشرب و باقي الاحتياجات، و منهم من يحرص على استعمال المياه المعدنية في الشرب و الطهي باعتبارها الأكثر أمانا بالنسبة إليهم رغم التكاليف الزائدة. التحاليل بدأت قبل شهر من نقاط الإنتاج الرئيسية بسيدي العجل و الخزانات الكبرى إلى شبكات التوزيع نقلنا هذا الإشكال إلى مؤسسة المياه و التطهير سيور و كشفت مصادر من ذات المؤسسة أن مصالحها انطلقت في العمل و التحري عن أصل المشكل فور وصول أول شكوى نهاية أوت المنصرم و تنقلت على إثرها فرق متخصصة للمعاينة و تم ملاحظة ذلك و التأكد من وجود مياه بلون غريب بعدة أحياء بالمنطقة الشرقية و تبث بعد التحاليل المخبرية التي أجريت على العينات المقتطعة أن المياه غير ملوثة و أنها لا تحتوي على أي نوع من أنواع البكثيريا ما يؤكد أن المياه لا تشكل أي خطر على الصحة العمومية-حسب ما ذكرته مصادر متخصصة من مؤسسة سيور، مضيفة أنه بعد التأكد من سلامة المياه من حيث النوعية بدأ البحث عن المشكل المتسبب في تغير اللون الذي يعكس اختلاط الماء بالأتربة أو الصدأ، حيث تواصل عمل فرق مصالح سيور التي بدأت مهمتها من نقاط التموين الرئيسية حيث أجريت تحاليل أخرى من عينات المياه المقتطعة من نقاط الإنتاج بكل من محطة تحلية مياه البحر بالمقطع و كهرما و كذا الماو الممون للجهة الشرقية ب385 ألف متر مكعب في اليوم و أسفرت التحليل أيضا أن المياه سليمة و صحية. و حسب نفس المصادر فان عمل الفرق المتخصصة لا يزال متواصلا إلى ساعات متأخرة من الليل للوصول إلى تحديد مشكل تغير لون المياه و من أجل ذلك تواصلت المهمة بعد التأكد من سلامة مياه نقاط الإنتاج الرئيسية إلى الخزانات الكبرى بكل من كاناستال و بئر الجير و عين البية التي كانت مياهها سليمة هي الأخرى ليتنقل بعد ذلك الفريق المتخصص للبحث على مستوى شبكات التوزيع التي تمتد على طول 3200 كلم و تم اختيار 5 قطاعات على مستوى بعض الأحياء الشرقية منها حي جمال الدين و عدة مواقع أخرى تحديدا في نقاط الربط بالمجمعات السكنية الجديدة التي كانت محط شك من قبل الفريق و تم عزل تلك القطاعات مع اقتطاع عينات من المياه بمعدل عينة في كل ساعة لمدة 24 ساعة كاملة تواصلت إلى غاية الواحدة من ليلة أول أمس الاثنين ليتم صبيحة أمس الثلاثاء تحديد مصدر المياه التي تصل بلون غريب إلى الحنفيات و ينتظر أن تظهر اليوم النتائج النهائية التي تكشف عن سبب المشكل و تحديد طرق التدخل و المعالجة. و تطمئن سيور زبائنها من ناحية نوعية المياه و مؤكدة عدم وجود أي خطر على الصحة العمومية مشيرة انه سيتم تغيير أي قناة حديدية تبث أنها السبب في تغير لون الماء الذي سيعود إلى الحنفيات بشكل طبيعي فور انتهاء المهمة التي استغرقت قرابة شهر كامل من العمل المتواصل لتحديد المشكل و معالجته