انتشرت في السنوات الأخيرة و بشكل ملفت للانتباه ظاهرة التعدي على حرمة الأموات حيث تحولت المقابر مركزا للمشعوذات والمشعوذين والسحرة ، يتفننون في اعمالهم الشيطانية مدعين علمهم بالغيب و حل ذ مشاكل ضعفاء النفوس كفك الربط عن من الأزواج وتزويج العوانس والتفرقة بين الأحبة من خلال دفن صور الضحايا المراد بهم مكره و استعمال ماء القبر الذي يعتبره السحرة من أحسن وصفات المستعملة في طقوس السحر والشعوذة ، هذا ناهيك عن أن هذه الأماكن أصبحت تستهوي المتشردين والمدمنين لاحتساء الكحول والمهلوسات بعيدا عن الأنظار ،خاصة وأن الرقابة والأمن يكادان يكونان شبه مفقودين في كثير من المقابر هذا فقد تحولت في نظر الشابات إلى مركز للعلاج من السحر، و التخلص من العنوسة، أو فرصة للظفر بفارس الأحلام المشعوذة حيث يأخذن التربة من قبر ميت مدفون جديد، ويضعنها في أكياس صغيرة . للسكارى جانبا من المقابر أضحت المقابر تجد متسعا لإيواء السكارى ومتعاطي المخدرات والمتسولين الذين يجلبون معهم الاطفال حيث افادت بعد المصادر ان الاطفال الذين يستعملون للتسول بالمقابر 45 بالمئة منهم يتم استئجارهم من طرف اوليائهم و يقبضون عنهم المال حسب السن و المدخول الذي يتمكن منه المتسول لا سيما في أيام الجمعة الأعياد الدينية . كما انه المقابر باتت مرتعا للصوص وكذا مكانا للتخلص من كل أنواع النفايات والفضلات خاصة قارورات الخمر التي ترمى بجانب القبور، من غير استحياء ولا احترام لحرمتها، وحتى المشاجرات التي تحصل كثيرا بين المتسولين والسكارى، وتعالي الأصوات في كثير من الأحيان بالكلام الفاحش داخل المقبرة، كل هذا من الأفعال المخلة بالحياء تكون على مسامع الأموات، فعوض الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، أضحت تصلهم شتائم السكارى ولا يتوقف الأمرعند المناظر والروائح المقززة، بل تعداه إلى حالات كثيرة للاعتداء التي تتعرض لها النساء خاصة السرقة والاعتداء الجسدي. ماء قبر الميت مطلوب لدى المشعوذين من بين المقابر التي تشهد هذه المظاهر مقبرة الدوما الواقعة بحي بلانتير و التي اضحت مرتعا للسكارى و متعاطي المخدرات حيث أنه بعض شهادات الزوار فانه تتواجد أكواب بلاستيكية فارغة وقارورات ممزقة، وحتى فناجين قهوة فوق القبور، بعضها مليء بماء عكِر، وهذه الظاهرة تتكرر عبر المقابر، وحتى إن بنائي القبور صاروا يتركون عند البناء فراغيْن دائرييّن في بلاط القبر قرب الشواهد ، لوضع الأكواب، وبسؤالنا زوار المقابر عن سر الظاهرة، غالبيتهم أجابوا إنها مياه أمطار تشرب منها العصافير والحيوانات صدقة عن الميت أو يُسقى بها القبر لكن جواب مرافقنا عاشور كان مختلفا، وحسبه المشعوذون صاروا يستغلون هذه المياه التي يُسمونها ماء القبر، ويبيعونها بمبلغ معتبر من للقارورة الصغيرة، لاستعماله في سحر معين.