تحولت مقبرة سيدي حرب بعنابة في الفترة الأخيرة إلى وكر للمجرمين و مرتع للفساد وشرب الخمر وتعاطي المخدرات إضافة إلى انتشار ظاهرة الاعتداء على المواطنين حيث اشتكى الكثير منهم من هذه الوضعية والتي كان آخرها الاعتداء على عامل بلدية بالمقبرة... فظاهرة التعدي على حرمة الأموات في المقابر لم نكن نسمع بها من قبل، بل إن الكثير من أبناء هذه الأمة كان يعدها كبيرة من الكبائر، فالمقابر اليوم أضحت مركزا من بين مراكز عمل المشعوذات، ومرتعا لاحتساء الكحول وقراءة الحظ، بل المخزي في الأمر أنها أضحت ملاذا آمنا للصوص الذين قد يهاجمون كل من يزور أهله من الأموات، خاصة وأن الرقابة والأمن يكادان يكونان شبه مفقودين في كثير من المقابر بعنابة ، أضحت المقابر تجد متسعا لإيواء السكارى ومتعاطي المخدرات والمتسولين وحتى اللصوص، وكذا مكانا للتخلص من كل أنواع النفايات والفضلات خاصة قارورات الخمر التي ترمى بجانب القبور، من غير استحياء ولا احترام لحرمتها، وحتى المشاجرات التي تحصل كثيرا بين المتسولين والسكارى، وتعالي الأصوات في كثير من الأحيان بالكلام الفاحش والبذيء داخل حرم المقبرة، كل هذا من الأفعال المخلة بالحياء تكون على مسامع الأموات، فعوض الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، أضحت تصلهم شتائم السكارى ولا يتوقف الأمر عند المناظر والروائح المقززة، بل تعداه إلى حالات كثيرة للاعتداء التي تتعرض لها النساء خاصة السرقة والاعتداء الجسدي، من جهة أخرى عبر العديد من المواطنين عن تدمرهم الشديد من الوضعية المزرية التي تعاني منها مقبرة سيدي حرب من غياب أبسط شروط النظافة والتي تتحمل مسؤوليتها الجهات المعنية التي تبقى الغائب الأكبر ،كما طالبوا المسؤولين بضرورة وضع حد لهذه التجاوزات من طرف العصابات التي باتت تشكل خطرا عليهم وتهدد حياتهم وضرورة التصدي لهم في اقرب وقت ممكن.