تشهد أسعار سمك السردين ارتفاعا كبيرا في أسواق ولاية مستغانم منذ عدة أسابيع ما جعلها بعيدة عن مقدور غالبية المستهلكين على اقتنائها رغم توفرها ظاهريا بكثرة ، غير أن الأسعار تظل مرتفعة و تتراوح بين 400 إلى 500 دج للكلغ الواحد ، يحدث هذا على الرغم من أن ولاية مستغانم معروفة بإنتاجها الوفير للسردين على المستوى الوطني و المعروف بجودته العالية و بأسعاره المنخفضة وحسب ما أكده الصيادون ببلدية حاسي ماماش أن قلة الأمطار و استقرار الظروف المناخية لفترة طويلة وراء ارتفاع الأسعار و ذلك بسبب قلة المنتوج . و أجاب أحدهم حول سؤال يتعلق بالصيد الوفير للسردين خلال الأيام القليلة الأخيرة و انخفاض الأسعار في الأسواق ، أن ذلك السردين هو من الحجم الصغير و قد تراوح سعره بين 200 و 250 دج إلا أنه لم يلق إقبالا من المستهلكين . *العشرات من الصيادين يعلقون نشاطهم و يدخلون في عطلة مفتوحة
و أكد بحار آخر ، أن من أسباب قلة الإنتاج هو أن عدد قليل من الصيادين يخرجون كل ليلة و يعودون في الصباح للميناء بصناديق خاوية وفي أحسن الأحوال بعشرة صناديق من السردين لا أكثر، ما أدى إلى قلة العرض و ارتفاع الأسعار. مضيفا أن العشرات من الصيادين علقوا نشاطهم و دخلوا في عطلة مفتوحة خاصة و أن بعضهم متأثر من المشاكل المهنية التي يتخبط فيها و التي أثرت على الإنتاج. *خبير في الصيد يؤكد أن غلة البحر تتأثر بعوامل الطقس مثل الزراعة و حسب خبير في الصيد ، فانه يفسر ظاهرة قلة الأمطار و الجفاف بكون الأسماك وخصوصا السردين تتأثر كغيرها من المحاصيل الفلاحية بالطقس، حيث يتغذى مما تحمله السيول المتدفقة من سفوح الجبال و الوديان والسدود والأنهار نحو البحر من مختلف الكائنات الدقيقة و العناصر الطبيعية ، التي تشكل مصدرا أساسيا في تغذية الأسماك، غير أنه بفعل تأخر تساقط الأمطار لفترة طويلة و تدني درجة حرارة الماء فإن السردين باعتباره من الأسماك المهاجرة يغادر سواحل الجهة الغربية للبلاد نحو مناطق أخرى بحثا عن مصادر التغذية والنظام البيولوجي الملائم.
*قلة الأمطار في شهري ديسمبر و جانفي تؤثر سلبا على إنتاج السردين و أضاف أن استقرار الظروف المناخية يؤدي إلى تراجع الإنتاج السمكي بسبب قلة التيارات البحرية التي تسمح بتجديد مخزون الأكسجين و تحرك مستعمرات الأسماك من الأعماق إلى السطح و تنقله من جهة نحو جهة أخرى. و كشف أن غلة البحر تتأثر أيضا بعوامل الطقس تماما مثل الزراعة في البر. حيث أن موجة الجفاف و تأخر تساقط الأمطار في وقتها، و خاصة بين ديسمبر و جانفي و هي الفترة التي تسمح بنمو و تكاثر السردين، يكون لها الأثر السلبي على الإنتاج السمكي من السردين إلى أدنى مستوياته وهو ما يتسبب في الارتفاع الفاحش للأسعار. تجار السمك يحمّلون المسؤولية للمضاربين في حين أكد احد تجار السمك أن السردين و رغم قلة الإنتاج يعرض للبيع بميناء مستغانم على تجار الجملة بأسعار معقولة، غير أنه يصل للمستهلك بأسعار ملتهبة، جراء المضاربة و الاحتكار، مشيرا أن منحنى الأسعار متغير من منطقة لأخرى و حسب فصول السنة، حيث لا يتعدى الكلغ الواحد من السردين بين أفريل و سبتمبر حدود 200 دينار، في حين تلامس الأسعار سقف 500 دينار وأكثر بين أكتوبر و مارس من كل سنة، وهذا نتيجة تراجع العرض وتزايد الطلب. *جمعية حماية المستهلك تطالب بمحاربة الوسطاء أما جمعية حماية المستهلك فأكدت على لسان أحد أعضائها أن السردين المحلي يعرض بالولايات الداخلية بأسعار أقل من تلك المتداولة بأسواق مستغانم رغم ارتفاع تكاليف النقل و وصف ذلك بأنها مفارقة غريبة، مستعجلا الجهات المعنية البحث عن الخلل، مع الحرص على محاربة الوسطاء للحد من المضاربة. *"ليسبادون" يغيب عن الأسواق بسبب منع صيده في الفترة الحالية في سياق آخر ، أعلنت مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية بولاية مستغانم عن فترة غلق صيد سمك أبو سيف الطويل المعروف ب "ليسبادون" و ذلك بموجب القرار المؤرخ في 9 جمادي 1439 الموافق ل 25 فبراير 2018 الذي يحدد فترة غلق صيد هذا النوع من السمك في المياه الخاضعة للقضاء الوطني من أول يناير إلى 31 مارس من كل سنة و ذلك بهدف ضمان الراحة البيولوجية وكذا إعادة تشكيل المورد في المنطقة.