عقد طاقم مسرحية "الشبيه"، أول أمس، بقاعة ابن قطاف بالمسرح الوطني ندوة صحفية لتقديم تفاصيل هذا العمل الجديد الذي يتناول طغيان التكنولوجيا على الإنسان التي حوّلته لشبه آلة مجرد من آدميته. مسرحية "الشبيه" إنتاج جديد، كتب نصّها مصطفى بوري وأخرجها عيسى جقاطي، ويؤدي أدوارها نخبة من الممثلين أغلبهم شباب من خريجي معهد برج الكيفان. "الشبيه" مسرحية من الخيال العلمي، وقد أشار مخرجها عيسى جقاطي إلى أنها تتناول ظاهرة الاستنساخ الذي طال كل شيء لتتحول الحياة لحقل تجارب دائم وسريع. تطرح المسرحية إشكالية وجودية محضة بتناقضات وتفاعلات كائنة، وهي تسجل مرحلة من تاريخ البشرية الذي يتميز بطغيان الآلة على حساب الإنسان. ويحاول بطل المسرحية أن يرى نفسه في المرآة لكن هذه الأخيرة لا تعكس صورته فيلجأ لاستنساخ شخص يشبهه (آلة)، وهنا يشير المخرج إلى أن العرض يقف عند هذه الظاهرة وغيرها من التجارب في مجال الذكاء الاصطناعي قائلا "نحن كفنانين نقترح أفكارا جديدة لتنوير المجتمع". بدوره أشار الناقد باديس فراح إلى أن العرض تزاوج بين الفن والعلم، وأن الاستنساخ تجاوز الشكل ليمس الفكر والقيم. في حديثه ل"المساء" أكد المخرج عيسى جقاطي أن العرض يمس أيضا ظاهرة "التوحّد" التي تعني الانعزالية والتفكك الأسري بفعل المد التكنولوجي السريع، وبالتالي فإن العائلة إذا رضخت كليا لهذه التقنيات ستتحوّل بدورها لآلة لا دور اجتماعي وإنساني لها . أما الممثل شنتوفة إبراهيم الخليل الذي يؤدي دورين (مساعد الشرطة والنائب العام) فقال ل"المساء" إن التحقيق في مقتل فنان يؤدي لاتهام المخترع لكن يتم اكتشاف أن هذا الأخير "الشبيه" ما هو سوى الآلة التي تم اختراعها، لتتوقف بعد أن تحبس جراء نقص الطاقة الشمسية وذلك في أسلوب ساخر. للإشارة فقد أكد طاقم المسرحية أن العرض الشرفي مقرّر خلال شهر جانفي ولم يحدد اليوم بعد.