يتخوف العالم في الآونة الأخيرة، من ضربة ثانية لفيروس منتشر قادم من القارة الآسيوية، وبالتحديد من الصين، وهي مخاوف نشرتها العديد من الصحف والمواقع، التي تحذر من موجة جديدة لوباء قد يصيب العالم من جديد، وعزز ذلك في الجزائر، الإصابات العديدة بأنفلونزا موسمية كثيرا ما وصفها المصابون بالغريبة من حيث الأعراض وقوة الاصابة، إذ أكد الكثيرون أنهم لم يشهدوا في حياتهم إصابة مماثلة، الأمر الذي دفع بخبراء الصحة إلى الخروج عن صمتهم، والتشديد على أهمية الوقاية، تجنبا لوباء جديد، بعد سنوات من فيروس "كورونا". في هذا الصدد، حدثنا ياسر بابا احمد، طبيب عام، بمصلحة الطب الجواري في بلدية الرغاية، مؤكدا على ضرورة أخذ جميع التدابير الوقائية لتجنب أي إصابة، وسلط الضوء بشكل محدد على "التباعد الاجتماعي"، حيث قال: "لم يعد يكفي ممارسة بعض السلوكيات الوقائية، كنظافة اليدين، أو ارتداء الكمامة، بل يجب اليوم التحلي بوعي وثقافة أكبر من باب الحيطة والوقاية"، وأشار إلى أن تقليل التجمعات، واحترام التباعد الاجتماعي، هو الوحيد القادر على وقف نزوح هذا النوع من الفيروسات التي تنتقل عبر الجهاز التنفسي. وأضاف أن بروتوكول الوقاية، لابد أن يعمل به مع بداية كل موسم فيروسات، خاصة في فصل الشتاء، مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، حين يشتد انتشار تلك الأمراض الفيروسية، مضيفا أنه لابد أن يتم ذلك على المستوى الشخصي، أي أنها ثقافة لابد أن يتبناها الشخص ذاتيا، دون أن يفرض عليه الأمر، وبذلك يحمي نفسه ومن حوله من الإصابة. وعن هذا الفيروس الجديد المنتشر في الصين، الذي أثار هلع سكان العالم، بعد التجربة الصعبة التي خاضها سكان المعمورة، هو فيروس التهاب الرئة "HMPV"، وهو فيروس الأنفلونزا، قال الطبيب، إنه أكثر ما يقلق خبراء الصحة، حيث يصعب التفريق بينه وبين نزلة برد أو أنفلونزا موسمية بسيطة، وهو ما يدفع إلى ضرورة إجراء تحليل وكشف لمعرفة حقيقة الإصابة ونوع الفيروس. وحسبما ذكرته الحكومة الصينية، وفق الطبيب العام، فإنه لا يوجد لقاح مضاد للفيروس شديد العدوى، والعلاج الوحيد إلى حد الساعة، يضيف، يكون عبر الرعاية الطبية فقط، لذلك تم حث الناس على ارتداء الأقنعة وتجنب الحشود خاصة. وعن أعراضها، قال بابا احمد، إنها تشبه إلى حد قريب الأنفلونزا الموسمية، السعال والحمى والصفير واحتقان الأنف، لكنه يمكن أن يتطور المرض إلى التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خاصة في الفئات المعرضة للخطر، كالمصابين بالأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، والسمنة المفرطة وضعف المناعة، فضلا على المرأة الحامل وكبار السن. وأضاف الطبيب أنه فيروس تنفسي، تم التعرف عليه لأول مرة في عام 2001، ويؤثر على كل الفئات العمرية، لكنه أكثر خطورة على الأطفال، وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ما قد يؤدي إلى الوفاة عند تعقد الحالة الصحية وعدم التكفل السريع بالمصاب. وأكد الطبيب، أنه حسب تقارير المنظمة العالمية للصحة، فقد يتسبب هذا الفيروس في التهابات في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، ويمكن أن يؤدي إلى أمراض، مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، ما قد يشكل تهديدا للحياة في الحالات الشديدة. وعن فترة حضانة الفيروس، يقول ياسر، تتراوح بين 3 و6 أيام، بينما قد تستمر الأعراض لفترات متفاوتة، بناء على شدة العدوى، وينقل من خلال الرذاذ، مثل السعال والعطس، والاتصال الشخصي، مثل المصافحة، أو الاتصال المباشر مع شخص مريض، كما ينتشر من خلال لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الوجه، الفم، الأنف والعينين.