شوقي إليها الآنَ حريقٌ ويقولُ النبضُ هل من مزيد؟هذي حرائقهُ الصاهدةُ إذْ تتعالى،والحنينُ عند وصيدِ النبضِ يلوِّحُ لحنينهِ الحانِّ عليها...تلك بونة الإنسيَّةُ، الجنيَّةُ،الحِنِّيَّةُ،البهيَّةُ،الشهيَّةُ،الحفِيَّةُ في الأولينَ والغابرينَ والآتينَ...والعابرون الألى مروا بها ثم إنهمْ يعودون،بعد ضربة العشق،إليها،وقدْ تركوا قلوبهمْ معلقةً عندَ ماءِ القطارة المزارة،والماءُ ماؤها في النبضِ وقدْ شربوا وظلوا عطاشاً،وعين بنت السلطان الساحرة ماؤها مُسْكِرٌ،وهذا جمالها الفاتنُ في الغواية...وتلك نبوءةُ عرافها،سيدي إبراهيم بن تومي،خلوتهُ كانتْ عند مدخلها فصار مقامُهُ قلبَها العارفَ...طوبى لمنْ أحبتهُ،فلهُ المجدُ ولهُ الخلودُ ولهُ هذي الآلاءُ :الفاتناتُ اللواتي يتمايسنَ رافلاتٍ في الغنج الزلال،هذي سمرتهنَّ وقد خرجنَ كأنما للتو من ماء بحرها إذْ تصرعْنَنا،هذي الدهشةُ الآسرة،هذي سهامهنَّ ترميننا بلحظهنَّ،ألوانهنَّ حورٌ وسودٌ وزرقٌ من سماءٍ عاشقةٍ وقد بشَّرتنا بهنَّ،وخضرُ اللواحظِ، هذي أشجارُ الكورِ وقد تمجدَ في أمكنة الخلود يدلُّ اخضرارها عليهنَّ،ويشهدُ اخضرارُ إيدوغ،هذا التعالي وقد ارتفعنْ عامراتٍ إليهِ،هذا عطرهنَّ وقد تضوع في الدُّنا،قرنفلاً ورياحين،وفي نبض القلوب،وقد تدافعتْ سكرى في الحنايا،وهذا «أوليس» وقد كتبَ وصيتهُ الأخيرةَ بدم العاشق ولمْ يخفها عن «بينيلوب»الوفية،إذ تغزلُ صوفَ حنينها وتفكهُ ليلَ السهادِ شوقا إليهِ:طوبى لبونة الملكية، هيبوجيريوس إذ يجيئها أوغيستينوس، وطوبى لساكنيها...حملتها الرياحُ الوصية آهةً حرَّى في الأمداءِ القصيَّة...وطوبى لها من بائها بدء كل البدايات، وقد انفتحتْ على الآفاقِ البعيدة،هذي الواوُ في ذا الهوى وقد غوى،يحكي الغوايةَ للكتابِ والشعراءِ الحيارى،وهذي النونُ إذ تحنو علينا ونحن في ماء تحنانها الحاني،وهذي الهاءُ الهتونُ وقدْ همنا بها،مثلما هامَ أوائلنا، فهي في ذا الهيامِ،وقدِ استكانَ إلى اسمها العارمِ إذ يتعالى في سمائها حتى الشهقةِ العاشقة...