مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    فروسية/ البطولة الوطنية للقدرة والتحمل: ناديا الفروسية "أسلاك" بتيارت و" لاشياندا' بالبليدة يتوجان باللقب في الفردي    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    الحزب الوطني الريفي يدعو لتبني موقف يجعل من الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في القارة الإفريقية    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    الجزائر العاصمة : غرس 70 شجرة بصفة رمزية تكريما لأصدقاء الثورة الجزائرية    لبنان : استشهاد 11 شخصا في غارة إسرائيلية على قلب بيروت    الفلبين : نائبة الرئيس تتوعده بالاغتيال إذا تم قتلها    المغرب: لوبي الفساد يتجه نحو تسييج المجتمع بالخوف ويسعى لفرض الامر الواقع    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    الشباب يهزم المولودية    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    أدرار.. أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى عدة ولايات بالجنوب    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    جبهة المستقبل تؤكد على ضرورة تعزيز الوعي والتعبئة الوطنية لمواجهة التحديات التي تواجهها الجزائر    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    العدوان الصهيوني: الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوء والكارثة تجاوزت التوقعات    لمست لدى الرئيس تبون اهتماما بالقضية الصومالية    قرار الجنائية الدولية ينهي عقودا للإفلات من العقاب    هذه شروط تأسيس بنك رقمي في الجزائر    صنصال.. دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر    3مناطق نشاطات جديدة وتهيئة 7 أخرى    دورة استثنائية للمجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة    "السياسي" يطيح بسوسطارة ويعتلي الصدارة    المرافقة النفسية للمريض جزء من العلاج    وفاة طفل تعرض لتسمم غذائي    ضبط مخدرات بالكرط    السداسي الجزائري يستهل تدريباته بمحطة الشلف    إيمان خليف وكيليا نمور وجها لوجه    مجلس الأمة يشارك في الدورة البرلمانية لحلف شمال الأطلسي بمونتريال    استكمال مشروع الرصيف البحري الاصطناعي بوهران    دعوة إلى إنقاذ تراث بسكرة الأشم    نحو تفكيك الخطاب النيوكولونيالي ومقاومة العولمة الشرسة    4معالم تاريخية جديدة تخليدا لأبطال ثورة نوفمبر    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كَمَا يَلِيقُ بِعَاشِقٍ ..!!
نشر في النصر يوم 08 - 10 - 2018


عبد الحميد شْكِيَّلْ
« .. أَيُّهَا العُشَّاقُ .. أَيُّهَا العُشَّاقُ .. أَيْنَ أَتْرَابُنَا ..؟»
«سان جون بيرس»
أَيُّهَا الوَاقِفُ عَلَى حَوَافِّ الرِّيحِ ..!
وَ هْيَ تَمْخُرُ عُبَابَ الرُّوحِ ..!
أَيُّهَا المُتْرَعُ بِخَمْرِ العِشْقِ ..!
و مَذَاقِ الصَّبَابَةِ، و شَفَافِيَّةِ المُحِبِّينَ ..! و هُمْ يَحْرُثُونَ أَوْجَاعَ قَلْبٍ ..!
فِي مُسَنَّنَاتِ عُمْرٍ، و عَمَاءِ ذَاكِرَةٍ ..! خُذْ بِيَدِي المُتْعَبَةِ ..
وَ هْيَ تُشِيرُ إِلى تُخُومِ بِلادٍ بَعيدَةٍ ..!
وَرَدَ ذِكْرُهَا فِي أَسْفَارِ العُشَّاقِ ..!
و رَحَلاَتِ المُحِبِّينَ، و هِجْراتِ الحَيَارَى ..! حَيْثُ الصَّبَايَا الجَمِيلاتُ:
يَمْرَحْنَ في شُعَبِ المُرْجَانِ ..!
و مُحِيطَاتِ الزُّمُرُّدِ ..!
و بِحَارِ الوَلَهِ العَمِيمِ ..!
يَلْمَعْنَ كَفَرَاقِدَ في أَغْسَاقِ ظُلْمَةٍ ..!
و مَلاَذَاتِ رُوحٍ جَرِيحَةٍ ..!
يُهِلُّ طَائِرُ المَنَافي المُجَنَّحِ ..! مُشَقْشِقًا ..
فَارِدًا جَنَاحَيْهِ ..! يَرُشُّ الأَصْقَاعَ البَعِيدَةَ ..!
بِالشَّرَرِ الأَزْرَقِ .. يَبْزُغُ الضَّوْءُ .. تُغَرِّدُ البَهْجَةُ ..
تَفِيضُ الوُجُوهُ التِي أَتْعَبَهَا الزَّمَنُ ..!
1
حَفَرَ أَخَادِيدَهُ عَلَى أَدِيمِهَا ..
ارْتَدَى غَسَقَ الحَلَكَةِ ..!
اسْتَوَى فِي لُجَجِ الشُّوَاظِ ..!
لاَئِذًا: بحَارَاتِ المَوْتِ ..!
الذِي أَصْبَحَ شِرْعَةً، مُقَنَّنَةً ..
فِي أَزْمِنَةِ: الذُّلِّ، و الخُنُوعِ، و الاسْتِلابِ البَلِيلِ ..!
لَمْ نَعُدْ نَرَى إِلَى الدُّنْيَا ..
كَمَا يَجِبُ،
و كَمَا نُحِبُّ ..! لَمْ تَعُدْ لَنَا أَفْرَاحُنَا، و مَسَرَّاتُنَا، و زَهْوُنَا،
الذِي يَنْشَعُ فِي أَمْدَاءِ الرُّوحِ ..!
إِذْ تَدِبُّ فِي أَوْجَارٍ، مَغْرُوسَةٍ، فِي أَرْضِ:
الحِقْدِ، و الضَّغينَةِ، و الصَّغَارِ، كَيْفَ يَكْبُرُ العِشْقُ ..؟
و يُعَرِّشُ الهُيَامُ ..؟ و يَقُولُ الهَيَمَانُ ..؟ فِي نُفُوسٍ مَحْفُورَةٍ:
بِسَكَاكِينَ مِنْ قَسْوَةٍ ..! و حِرَابٍ، مِنْ خِيَانَاتٍ مُجَنَّحَةٍ ..
طَاعِنَةٍ فِي سَوَادِهَا، و خُبْثِهَا، و وَحْشِيَّتِهَا القَاسِيَةِ ..؟
أَيُّهَا العَاشِقُ ..
أَيُّهَا الطَّاعِنُ فِي غُلُوَائِهِ، المَنْقُوعِ .. فِي بِلْوَاهُ ..و حُزْنِهِ، و تَدَاعِيَّاتِهِ ..!
و تَحَوُّلاَتِهِ، و إِحْبَاطَاتِهِ، و أَمَانِيهِ المَغْدُرَةِ ..! التِي لَا أُفْقَ لَهَا:
خُذْ مَجْرَى المَاءِ ..! لَا تَلْوِ عَلَى شَيْءٍ ..!
خُذْ أَشْيَاءَكَ ..! خُذْ مَزَايَاكَ ..! خُذْ مَرَايَاكَ ..
ارْحَلْ .. إِلَى بِلاَدٍ قَدْ تُسْعِدُكَ،
و تَجْعَلُ مِنْكَ إِنْسَانًا آخَرَ ..!
2
لَيْسَ هُنَا مَا يَجْعَلُ العَيْشَ جَمِيلاً ..!
و الحَيَاةَ سَبِيلاً ..! و السَّعَادَةَ أُفُقًا بَدِيلاً ..!
لَيْسَ هُنَا مَا يُحَفِّزُ عَلَى الغِنَاءِ ..!
و يُغْرِي بِالإنْشَادِ ..! و يُبَشِّرُ بِالإسْعَادِ ..!
لَيْسَ هُنَا مَا يُنِيرُ النُّفُوسَ الحَانِقَةَ ..!
و يُبْهِجُ القُلُوبَ العَاشِقَةَ ..!
و هْيَ تَشُقُّ عُبَابَ العَتَمَةِ !
و أَسْتَارِ الغَسَقِ المُسَمَّى ..!
لَيْسَ هُنَا سِوَى:
البُؤْسِ ..! و الفَظَاعَةِ ..! و الخِيَانَاتِ الضَّلِيعَةِ ..! و الانْكِسَارَاتِ البَلِيغَةِ ..!
و هْيَ تَشْحَذُ حِرَابَهَا .. لِتَجْتَرِحَ أَيْقُونَاتِ الآهِ ..!
تُريقُ مِيَاهَ الذَّاكِرَةِ .. تَذْهَبُ بَعِيدًا في:
السَّوادِ ..! و الظَّلامِيَّةِ ..! و بُؤْسِ اليَوْمِي ..!
الذِي لاَزَالَ يَرْفَعُ مِنْ سَوِيَّةِ أَحْزَانِهِ ..!
يُعْلِي مِنْ وَتِيرَةِ أَشْجَانِهِ التِي لَهَا:
لَدْغُ الأَوَارِ ..! و لَسْعُ النَّارِ ..! و عَذَابُ الأَسْفَارِ ..! و غَدْرُ الأَوْجَارِ ..!
أَيُّهَا العَاشِقُ ..!
أَيُّهَا العَاشِقُ ..!
خُذْ أَوْجَاعَكَ ..! خُذْ أَحْجَارَكَ ..!خُذْ أَشْجَارَكَ ..!
خُذْ نَوَايَاكَ ..! خُذْ كَلِمَاتِكَ الطَلِّيَّةَ ..
خُذْ مَا تَبَقَّى مِنْ قَبَسِ المَحَبَّةِ ..!
و نُورِ الصَّبَابَةِ .. و دَهْشَةِ المَآتِي ..
3
و عَفْوِيَّةِ القُرَى، و مَرَحِ المَشَاتِي ..! إِذ تذهَب إلى مُدُنِ الرّيحِ ..
و دَسَاكِرِ الذَّاكِرَةِ .. مَشْمُولًا بِنُورِ العِشْقِ، و مَاءِ التَّذَكُّرِ،
و تَحْنَانِ الجِرَاحَاتِ، و هْيَ تَنْزِفُ: في مَمَرَّاتِ الوَجَعِ، و مَهَاوِي الرَّدَى ..!
أَيُّهَا العَاشِقُ ..
أَيُّهَا الفَائِقُ ..
خُذْ أَنَّاتِكَ ..! خُذْ جَنَّاتِكَ ..! خُذْ مَا تَبَقَّى مِنْ نَزْرِ الشَّفَاعَةِ ..!
خُذْ مَا تَدَلَّى مِنْ فَرَحِ الرَّجَاحَةِ ..!
اذهَبْ إلى أرضٍ هُنَاكَ .. اذهَبْ إلى سَمَاءٍ هُنَاكَ ..
اذهَبْ إلى بَلَدٍ هُنَاكَ .. اذهَبْ إلى لُغَةٍ هُنَاكَ ..
اذهَبْ إلى مَلاَذٍ هُنَاكَ .. اذهَبْ إلى عُشْبٍ هُنَاكَ ..
اذهَبْ إلى عُمْرٍ هُنَاكَ .. اذهَبْ إلى سَمَواتٍ،
خَلْفَ السَّمَواتِ ..!
اذهَبْ إلى فُسحَةٍ في أُفُقِ المَعْنَى ..
عَلَّكَ تَحْظَى:
بالمَحَبَّةِ ..! و الصُّحْبَةِ ..! و الرّفْقَةِ ..!
الذِينَ يَهْتِفُونَ لَكَ: مَرْحَى .. مَرْحَى .. مَرْحَى ..!
لَيْسَ هُنَا سِوَى: القَهْرِ ..! و الغَدْرِ ..! و النَّذَالَاتِ ..!
ليْسَ هُنَا سِوَى: البُؤْسِ ..! و الحُزْنِ ..! و النَّشَازِ ..!
ليْسَ هُنَا سِوَى: الدَّنَاءَاتِ ..! و الصَّغَارِ ..!
الذِي اسْتَوْطَنَ: النفوسَ البائِسَةَ ..! و الخَوَاطِرَ النَّائِسَةَ ..!
و العُيُونَ التِي أَرْهَقَهَا العَيَاءُ ..! و أَتَى عَلَيْهَا العَمَاءُ ..!
و سَكَنَهَا الدَّاءُ ..! و اسْتَعْصَى عَلَيْهَا الشِّفَاءُ ..!
4
أَيُّهَا العَاشِقُ .. أَيُّهَا البَاشِقُ .. أَيُّهَا المُصَاغُ مِنْ:
شَفَافِيَّةِ النُّورِ ..! و صَفَاءِ البِلُّورِ ..! و بَهَاءِ الحُورِ ..!
و عَمَارِ الدُّورِ ..! و طَقْسِ البَخُورِ ..!
خَارِجًا مِنْ فُرْنِ الآلِهَةِ: حَارًّا .. طازَجًا .. يَفُوحُ بِرَوَائِحِ العَطَاءِ ..!
و مَبَاهِجِ الصَّفَاءِ ..! و نعمِيَّةِ اللقَاءِ ..! و سِرِّ الأَرْضِ ..
و رَحَابَةِ السَّمَاءِ ..! امْشِ فِي بَيَاضِ السَّوَادِ ..! خُذْ سَبِيلَ الرُّوَّادِ ..!
خُذِ الدَّرْبَ المُفْضِي، إِلَى دُشُمِ المُرَادِ ..!
اذهَبْ إِلَى دَسَاكِرِ الكِعَابِ الحُورِ ..!
و حَدَائِقِ النُّورِ ..! و بَرَاحِ الحُبُورِ ..!
سُحْ فِي انْبِسَاطِ الوَقْتِ .. و فُسْحَةِ الآنِ ..!
و مَيْعَةِ الذَّاكِرَهْ ..! و شَذْرِيَّةِ الخَاطِرَهْ ..!
و زَحْمَةِ السَّمَاءِ المَاطِرَهْ ..! هُنَاااااكَ ..! هُنَاااااكَ ..!
في شَسَاعِ الأرْضِ، و اسْتِدَارَتِهَا .. هُنَاااااكَ ..! هُنَاااااكَ ..!
حَيْثُ الإِقَامَاتُ المُطَوَّقَةُ: بِأَلْوَانِ الطَّيْفِ ..! و قَيْظِ الصَّيْفِ ..!
و لَطَافَةِ الضَّيْفِ ..! و مَرَارَةِ الحَيْفِ ..! و عَتَاقَةِ السَّيْفِ ..!
و صَدَحِ الأَغَانِي، و هْيَ تَطْفَرُ مِنْ فِلِزَّاتِ الرِّيحِ .. و نِتْرَاتِ الشِّيحِ ..
مُبَشِّرَةً بِميلادِ شَغَفِ الوَقْتِ .. الذِي يَكُونُ قَدْ تَمَنْطَقَ: بِعَقِيقِ الغَارِ،
و أَطْوَاقِ الفَخَارِ .. و ظِلَالِ الأَنْفَاسِ .. و بَذَخِ الأَعْرَاسِ ..
و هْيَ تَتَدَافَعُ شَطْرَ النُّفُوسِ المَجْبُولَةِ: بالعِشْقِ، و الضَّرَاعَةِ،
و المآلاتِ التي تشرقُ لها جِهَاتُ القلبِ و هو يقولُ:
أشجَانَهُ، و أحزَانَهُ، و عذَابَاتِهِ التي لهَا:
رَنِينٌ .. و أَنِينٌ .. و حَنِينٌ .. كلّما أوْجَعَتْهُ،
5
و أتْعَبَتْهُ تَصَادَى: بالهجْسِ، الصُّراخِ .. مَرّ إلى جِهَاتِ المَآتي،
التي أوْغَلَتْ في: أَرِيجِ الغَابِ ..! و رَشَحِ الأوْصَابِ ..
ثُمّ أولَمَتْ في سُقُوفِ البَرْقِ، و مَآتي الشَّرْقِ ..
كَيْمَا تَرْتَقِي في اصْطِفَاقِ المَاءِ .. مُتَدَفِّقًا في مَدَارَاتِ وَقْتٍ،
لائِذًا في سَرَيَانِ لَحْظَةٍ، مُتَفَاخِمَةً في غِبْطَةِ المَمَرِّ،
و ارْتِبَاكِ العُمْرِ، و فَسَادِ السِّرِّ، مُجَنَّحَةً، مُفَتَّحَةً،
عَلَى بَيَاضٍ خَارِجٍ من غَفْلَةِ الآتي .. مُنْدَمِجًا بِدَبقِ المَعنَى،
و صَدَى الأصواتِ التي لها:
فَرَحُ العُشْبِ الضَّافِي .. و حَفِيفُ المَاءِ الصَّافِي .. و أَلَمُ الخَطْوِ الحَافِي ..
أيُّهَا العَاشِقُ .. أَيُّهَا العَاشِقُ ..
اركُضْ فِي مُحْتَدَمِ العُمْرِ ..! اذهَبْ إلى غَابَاتِ الفَيْرُوزِ ..
و أَجَمَاتِ النَّدَى، و امْتِدَادَاتِ المَدَى .. طُفْ في أَرْضِ الخَرَابِ،
و مَتَاهِ السَّرَابِ .. حَلِّقْ في سَمَوَاتِ الطُّهْرِ، و فِجَاجِ العَفَافِ،
و فِتْنَةِ الضِّفَافِ، و سُمُوقِ الصَّفْصَافِ، و مِزَاجِ الألْطَافِ ..
احْتَسِ أقدَاحَ الطَّزَاجَةِ، و هْيَ تمرقُ من طواسِينِ العُشَّاقِ
الذينَ خَرجُوا من مَعِينِ الأشْوَاقِ، و لَمْعِ السَّاقِ ..
مَشْمُولِينَ بالعَافِيَةِ، و الكِفَايَةِ .. نافِرةً من جحيمِ الأباطيلِ،
و مِقْرَاضِ القِيلِ .. الذي أفْسَدَ متعةَ
الحياةِ .. جَعَلها نَكَدًا لا يستقيمُ في وجدانِ العاصفةِ،
إذ تُمَاهِي سرَّ الماءِ، و أَلَقَ القَصَائِدِ التي كَشَطَتْ،
و رَصَدَتْ آهاتِ العُشَّاقِ، و أشْجَانِ المُحِبِّينَ .. في طَرِيقِهِمْ إلى أرْضِ المَنِّ،
و السَّلْوَى، و الخُيَلَاءِ البَهِيجِ ..!
6
أَيُّهَا العَاشِقُ .. أَيُّهَا العَاشِقُ ..
اخْرُجْ مِنْ طَقْسِ المَوْتَى ..! و صَخَبِ المَأْتَى ..!
و تِيهِ الحُوَاةِ ..! و مَجَانِيَّةِ الرُّوَاةِ ..! و سَخَفِ الهُوَاةِ ..
خُذْ مًسَارَاتِ الرِّيحِ .. َتَنَكَّبُ جِبِلَّتَهَا في:
أَعْرَافِ الظَّرْفِ ..! و مَغَارَاتِ الخَوْفِ ..! و مَنَارَاتِ الحَرْفِ ..!
أَيُّهَا العَاشِقُ .. أَيُّهَا العَاشِقُ ..
خُذْ مَجْرَى النَّهْرِ .. خَائِضًا في لُجَجِ تَدَفُّقِهِ صَوْبَ يَنَابِيعِ:
الرَّوَاءِ ..! و مَصَبَّاتِ الوَفَاءِ ..! و مُلْتَقَى الأرْضِ بالسَّمَاءِ ..!
عَلَّكَ تَجِدُ مَحْبُوبَتَكَ المَدْهُونَةَ:
بِزِيتِ الرِّيقِ ..! و حِنَّاءِ الحَرِيقِ ..! و نَقْعِ الطَّريقِ ..! و هَلَعِ الغَرِيقِ ..!
و هْوَ يَنْشَعُ في غَابَاتِ لَبَنِ العُصْفُورِ لِتَصِيرَ:
لاَمِعَةً بالبَضَاضَةِ ..! مَيَّاسَةً باللَّطَافَةِ ..! عَالِيَّةَ الشَّهْوَةِ ..! قَمِيئَةَ الهُوَّةِ ..!
رَجْرَاجَةَ جَسَدٍ يَفِيضُ: بِاللَّذَاذَاتِ، يَشْرِئِبُّ إلى الذُّؤَابَاتِ،
مُتَدَلِّيَةً عَنَاقيدَ من حَدَائِقِ الخُلْدِ، و بَسَاتِينِ المَجْدِ ..
مُنْتَظِرَةً سَاعَةَ القِطَافِ، و لَحْظَةَ الانْتِصَافِ، و هْيَ:
تَنُطُّ ..! و تَحُطُّ ..! في مَلاَعِبِ الحُنَوِّ، و مَنَازِلِ الدُّنَوِّ ..!
أَيُّهَا العَاشِقُ .. أَيُّهَا العَاشِقُ ..
خُذْ جِهَةَ غَابَةٍ تَعْزِفُ أَنَاشِيدَهَا الرَّعَوِيَّةَ، في طَرِيقِهَا إلى:
أَرْضِ الخُلُودِ ..! و المَجْدِ المَوْعُودِ ..! و نُبْلِ الجُدُودِ ..!
و ضَبْحِ الخُدُودِ ..! هُنَاكَ .. هُنَاكَ .. في ضَوَاحِي الأَرْضِ،
و مَنَاطِ العَرْضِ .. عَلَّهَا تُدْرِكُ:
الغَايَةَ .. و تسمي الآيَةَ .. و تُثَبّتُ الرَّايَةَ .. طَافِرَةً مِنْ شَطَطِ الوَقْتِ،
7
و فَجَاجَة المَقْتِ .. سَابِحَةً في مَاءِ المَلَكُوتِ، و مُحِيطِ الرَّغَبُوتِ ..!
طُوبَى .. و طُوبَى .. ثُمَّ طُوبَى، و طُوبَى لِعُشَّاقٍ:
هَجُّوا، و ضَجُّوا .. و إِلَى أَرْضِ الوَلَهِ، و الشَّغَفِ:
حَجُّو، و حَجُّوا، و حَجُّوا .. في انْفِتَاحِ المَاءِ، و بَرَاحِ السَّمَاءِ ..
يَخْفِقُونَ .. و يَخْفِقُونَ .. و يَ خْ فِ قُ و نَ ..!
وِجْهَتُهُمْ: الأَفْقُ المَنْظُورْ ..! و الكِتَابُ المَسْطُورْ ..! و مَلِيحَاتُ الحُورْ ..!
و شَهِيَّاتِ الجَسَدِ المَعْبُورْ ..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.