يمرون على صهوة السهو كشهب خامدة... يرتقون إلى قناديل اللارجعة... صداهم موجع كضرب من الخيال... أطيافهم تسبّح في بقعة اليقين... ياه...لم ينمْ جنبي على ذات السكينة مذ ذاك الأزل... لم يصبني وابل الشخير البريء كما عاهدني على السمع والطاعة لم ينلني من هواجس النخل سوى سعف يدمن هستيريا الأشواك ربما لم تسعفني الأزقة في حمل المزيد من زنابق الرجوع ... وجّهت خطاي لما تيسّر من سطوة الأمل... أتفقّد المرايا في ملامح الجدران... أنادي على مَنْ لم يعودوا يتوسّدون رقّة الجدران... كانوا يسترقون البشاشة من سماحة الوجع... يمرّون و لا يعبرون... يبلّلون الريقَ بفتات تجمّع على مداخل النمل... يٌبسملون و يحوقلون على دأب النازحين من الآت... أذكرُ و أنا أمازح فيهم صبر أيّوب... أنّهم يتعمّدون ألا يحرجوا أيوب... يتوكّؤون على الريح .... يحرقون المآرب... و يمضون ككل الدروب... أذكر مشيهم على الماء... حين تفيض المواجع و الأرزاء... حين تعزف الفسحة عن المجيء و تكفهرّ ملامح الرُويضبة و الجريء... أذكر المثوى الذي كانوا يشتهون... و كم كانوا يأملون و يأملون... و على قارعة الخلسة يرمقهم نعاس و جفون...