تعطي دسترة الحركة الجمعوية و من ورائها المجتمع المدني في الجزائر تأطيرا قانونيا كي يكون الدور المناط بها في صلب الاهتمام و المراقبة أيضا ، باعتبارها هيأة خاصة تهتم بشؤون الشباب و تمنحهم فرصة المشاركة في النقاش الوطني و تقديم لبنات جديدة للبناء . و بدسترة دور الحركة الجمعوية في البلاد يكون هناك مجال واسع من أجل رصد اهتمامات و مطالب الفئة الشبانية التي يصير من واجبها في هذا الحال عدم الاكتفاء بالحقوق بل أداء الواجبات المناطة بها ، و الجميع يعرف الكفاءات العالية الموجودة وسط الشباب و التي في أحيان تستغلها الحركة الجمعوية و في أحيان أخرى يرفضها بعض الشباب لعدم وجود التأطير القانوني و السند التنظيمي . من جانب آخر فإن هذه الدسترة لفئة مهمة في المجتمع الجزا ئري تعطي لعمل المجتمع المدني بصفة عامة ديناميكية خاصة و تضعه أمام رهانات في سياق متصل بالفعل الجمعوي ، و أيضا السياسي من خلال فتح نقاش البناء الديمقراطي و المشاركة فيه و مدّه بالأفكار في ظل مقاربة مهمة صارت تطرح نفسها بقوة حيث أصبح المجتمع المدني يتبوأ مكانة مرموقة في الفعل الوطني و المبادرات الجماعية و أثبتت الظروف الأخيرة في البلاد أن الأمر يتعلق بدعامة لا يجب اهمالها في سياق التشاركية. و يتضح من خلال مواد الدستور التي تناولت دسترة العمل الجمعوي رغبة السلطات الحاكمة في البلاد مكانة الشباب في نسيج العمل ، بكل أبعاده السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و أيضا الثقافية بعيدا عن أي احتكار للسلطة بل طرح المشاركة كبديل لا غنى عنه . و تنمي دسترة الفعل الجمعوي عن الشوط الذي قطعته الإصلاحات في الجزائر إذ لا يكتفي الإطار الجمهور بتلك الجمعيات التي يغلب عليها الفعل الخير و التضامني بل أعدتها إلى مجالات أخرى متعلقة بحقوق الانسان و المرأة والبيئة و تنمية المهارات و غيرها و هذه الوضعية تنبىء بظهور تحولات جذرية في مستقبل البلاد ترسم أولا القطيعة مع ممارسات قديمة اتخذت من تفعيل الدور الجمهوري مجرد واجهة و احتفظت به في اديولوجيتها و فرضت عليه خطابها السياسي رغم أن الدور الممكن أن تلعبه الجمعيات كبير جدا و هو مكمل للعمل السياسي في الإستجابة للمطالب الشعبية ، و باعتبار الهدف بينهما واحد و وسيلة الوصول إليه تقاطعية . تجدر الإشارة أيضا إلى أن مستقبل العمل الجمعوي على ضوء دسترة هذا الفعل ينبغي له التعامل بمحاربة تمكن الشباب و الجمعيات بصفة عامة من المشاركة الفعلية في مختلف مناحي الحياة للتعبير عن التطلعات خاصة أن السياق السياسي و الاجتماعي الذي جاء فيه الدستور لعب فيه الشباب و الحراك الجمعوي دورا كبيرا و فعّالا .