- نقص في تغطية البلديات الشرقية لا تزال وسائل النقل الحضري وشبه الحضري بعيدة كل البعد عن إجراءات الوقاية المشروطة لاستئناف النشاط والمحددة من قبل الوزارة الأولى في إطار رفع الحجر الصحي التدريجي وعودة خدمات النقل العمومي التي عادت بالفعل ولكن لتحمل معها مخاوف جديدة من تفشي الفيروس وفتح باب آخر لانتقال العدوى بين المواطنين أمام عدم تقيد كل من الناقلين والركاب للتدابير الصحية التي حددتها الوزارة الأولى والتي يدعوا إليها الأطباء والأخصائيون كونها السبيل الوحيد للتخلص من الوباء في الوقت الراهن. وبعد أسبوع من انطلاق نشاط النقل شبه الحضري ومابين البلديات يشتكي العديد من الركاب من الغياب الكلي لتدابير الوقاية المشروطة في ظل انتشار الوباء، حيث تشهد الحافلات عبر الخطوط الرابطة بين كل من بن فريحة وحاسي بونيف وحاسي بن عقبة وبوفاطيس وحاسي عامر وغيرها ضغطا كبيرا واكتظاظا بالركاب بسبب نقص عدد الحافلات الناشطة والتي تشكل أزمة حقيقية يعيش جراءها سكان هذه المناطق مشقة التنقل إلى مدينة وهران يوميا متجاهلين حجم الخطر الذي يحيط بهم داخل وسائل النقل التي قد تتحول إلى مصدر لانتشار العدوى. وما زاد الوضع سوءا هو عدم تقيد الناقلين وغالبية الركاب بالشروط الصحية للحماية من انتقال عدوى كورونا ولم تطبق إجراءات التقليص من عدد الركاب ولا احترام مسافة التباعد ولا توفير مواد التعقيم داخل الحافلات التي يتجاوز فيها عدد الركاب عدد المقاعد المسموحة للجلوس خاصة بحافلات «اسيزي» و«طويوطا» مما جعل غالبية المواطنين القاطنين في البلديات المذكورة يقلون سيارات الكلونديستان أو سيارات الأجرة رغم عدم تطبيق تدابير الوقاية في هذه الأخيرة أيضا. ولا يختلف الوضع بالنسبة لحافلات النقل الحضري عبر مختلف الخطوط وسيارات الأجرة التي لم يطبق أصحابها أي من التعليمات الوقائية التي حددت كشرط أساسي لاستئناف النشاط حيث لازالت وسائل النقل العمومي تسير على نمط الاستهتار التام وغياب كل الإجراءات التي من شانها أن تمنع انتقال عدوى فيروس كورونا ويلقي الناقلون على مستوى هذه الخطوط كل اللوم على الركاب كونهم لا يحترمون التدابير الوقائية المفروضة ويصعدون للحافلات رغم اكتظاظها كما أنهم لا يلتزمون بوضع أقنعة الوقاية، وأن الناقل لا يمكن أن يفرض على الراكب هذه التعليمات التي أقرتها الوزارة الأولى وأكدت عليها مديرية النقل في مراسلاتها إلى ممثلي الناقلين من نقابات محلية التي قامت بدورها بعمليات تحسيس المتعاملين الخواص بخطورة الوضع الصحي وبضرورة التقيد بتعليمات الوقاية المفروضة، إلا أن تطبيقها في الميدان غائب تماما وهذا ما تأكد من خلال جولاتنا المتكررة عبر مختلف الخطوط الحضرية شبه الحضرية والطاكسيات. ومن جهتهم أكد بعض الناقلين عبر مختلف الخطوط وكذا سائقي الطاكسي استعدادهم التام بتطبيق إجراءات الوقاية وذلك من خلال التزامهم بارتداء القناع الواقي بالنسبة لكل من السائق والقابض مع التعقيم المستمر للحافلات ونفس الشيء بالنسبة للطاكسي وفي نفس الوقت يخلون مسؤوليتهم من ضبط الركاب وفرض شروط وقائية للركوب، وهذا ما ذكره أيضا رئيس الاتحاد الجهوي للناقلين الخواص والذي أكد أن المسؤولية يتقاسمها الجميع وأنه على المواطن الجزء الأكبر منها. وأكدت البرفيسور موفق نجاة رئيسة مصلحة كوفيد على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي د.بن زرجب أنه من الضروري فرض مسافة التباعد وتجنب الاحتكاك وتهوية الحافلات وتطهيرها بعد نهاية كل مسار مع الالتزام بوضع الكمامات، محذرة من حالة الاستهتار التي تشهدها وسائل النقل والتي قد تكون سببا إضافيا لرفع عدد الإصابات بالفيروس، موضحة أن رفع الحجر التدريجي لا يعني العودة إلى الحياة الطبيعية كما هو الحال على مستوى ولاية وهران خاصة ما تشهده وسائل النقل العمومي.