تتواصل عمليات إخماد النيران المشتعلة منذ مساء أمس الجمعة بغابات قوراية بولاية تيبازة إثر الحرائق التي تسببت في هلاك شخصين, في أجواء مناخية صعبة, فيما خرج جميع المصابين من مستشفى المدينة, حسب ما علم اليوم السبت من خلية الأزمة الولائية. و أوضح مدير الصحة لولاية تيبازة, محمد بورحلة, في تصريح لوأج, أن جميع المصابين بجروح خفيفة أو اختناقات جراء التصاعد الكثيف للدخان قد غادروا المستشفى في ساعة مبكرة من نهار اليوم فيما أبدى المسؤول أسفه عن تسجيل هلاك شخصين في العقد الرابع من العمر حرقا داخل كوخ لتربية الدواجن بدوار "مهابة", المنطقة الأكثر تضررا من الحرائق. و إلى جانب أعوان الغابات و الحماية المدنية المجندون منذ قرابة ال20 ساعة, يشارك في عمليات إخماد النيران التي تجري في ظروف صعبة بسبب قوة الرياح التي تساعد على انتشار اللهيب, أفراد من الجيش الوطني الشعبي وفق أولوية حماية المناطق الآهلة و ضمان عدم وصول النيران للسكان فيما تم إجلاء عدد من العائلات و وضعها على مستوى بيت الشباب و المخيم الصيفي لنفطال في إطار التدابير المتخذة من قبل خلية الأزمة التي تترأسها والي تيبازة وتجتمع منذ اندلاع الحرائق بمقر دائرة قوراية. و خيمت على مدينة قوراية, 70 كلم أقصى غرب تيبازة, التي عاشت ليلة هلع و خوف امتزجت بروح التضامن و التكافل, أجواء من الحزن و الصدمة, وتعالت الأصوات و النداءات على مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم يد المساعدة للسكان من خلال إستقبال المواطنين الذين تركوا منازلهم من هول النار أو مساعدة الاطقم الطبية على مستوى مستشفى المدينة أو مساعدة الأعوان المجندين لإخماد النيران. وأبرز مدير الصحة بأن مصالح مستشفى قوراية استقبلت 61 حالة اختناق بسبب الدخان وجروح طفيفة, غادروا جميعهم المستشفى, مشيرا إلى قيام مصالحه بتفعيل مخطط استعجالي لمواجهة حرائق الغابات من خلال تسخير 17 طبيب عام و 07 أطباء مختصين إلى جانب 43 ممرض و 07 ممرضين مختصين في الإنعاش و كذا تسخير 10 سيارات اسعاف تنفيذا للقرارات المتخذة من قبل والي تيبازة, لبيبة ويناز, التي تترأس خلية أزمة للنظر في الحلول الاستعجالية. و أكد ذات المتحدث أن مستخدمي قطاع الصحة بالمنطقة مجندون للتكفل بجميع الحالات بما فيهم المصابون بالصدمات النفسية جراء هول الحريق. للاشارة, لقيت الضحيتين "ب م" و "خ ب" اللتين هلكتا حرقا بعدما حاصرتهما ألسنة النيران بكوخ لتربية الدواجن بدوار مهابة المنطقة الأكثر تضررا من الحرائق بأعالي قوراية, حملة تضامن واسعة, ووجه الرأي العام المحلي أصابع الاتهام "للفعل الإجرامي و ما يسمى عصابات نهب العقار". وقد إمتدت الحرائق بالمناطق الآهلة بالسكان ما اضطر سكان بعض الدواوير المجاورة لقوراية إلى مغادرة منازلهم خوفا من الكارثة. ولم تساعد الاحوال الجوية المسجلة و المتمثلة في سرعة رياح قوية تصل ال60 كلم في الساعة مصحوبة بتيارات هوائية ساخنة, أعوان الحماية المدنية المجندون في أداء مهامهم و عقدت من مهمتهم في إخماد النيران التي لا تزال مشتعلة إلى حد الآن. و من جهتها, أوقفت مصالح سونلغاز, شبكة توزيع الكهرباء و الغاز, كإجراء احترازي, ببعض الأحياء التي اقتربت منها ألسنة النيران تفاديا لتسجيل انفجارات أو حوادث مماثلة. و بلغت ألسنة النيران بفعل سرعة الرياح و التيارات الهوائية الساخنة لخمسة دواوير باعلي قوراية و هي "إملحاين و نهابة و سعدون و اعاشورن و إزغران و واد السبت" مما دفع بالسلطات المحلية إلى إجلاء بعض سكانها كإجراء احترازي, استنادا الى مصادر من خلية الأزمة. ومن جهتها, باشرت مصالح محافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية في عملية تجنيد واسعة من أجل التحكم في لهيب النيران و ضمان عدم وصوله الى المناطق الآهلة بالسكان. و إلى جانب أفراد الجيش الوطني الشعبي و الرتل المتنقل لمصالح الغابات, سخرت جميع وحدات الحماية المدنية بولاية تيبازة ودعمت بعناصر من الوحدة الوطنية للتدخل بالجزائر العاصمة و البليدة, وفقا لنفس المصدر. و أحصت ولاية تيبازة خلال صائفة 2020 أثقل حصيلة خسارة في الثروة الغابية خلال العشرية الفارطة حيث أسفرت الحرائق عن إتلاف أزيد من 2000 هكتار من غابات الصنوبر الحلبي.