- 100 عمارة في حالة متقدمة من الاهتراء لا تزال 684 بناية هشة مدرجة في الخانة الحمراء متواجدة على مستوى 9 مندوبيات أحصاها مركز الخبرة التقنية في آخر تقرير له تم رفعه إلى الوالي تمثل الذاكرة الوطنية وتشهد على تعاقب عدة حضارات مرت على ولاية وهران، تصارع من أجل البقاء في ظل الإهمال الذي طالها وجعلها تحتضر وتفقد قيمتها، حيث عرفت العديد من الانهيارات الجزئية خلال السنوات الفارطة دون أي تدخل من قبل السلطات المحلية. مثلما هو الشأن بالنسبة للبناية المتواجدة على مستوى حي المقري «سانت أوجان» التي انهارت منذ سنة ولا زال قاطنوها يعتمدون على خيم تم نصبها في العراء ينتظرون الالتفاتة اليهم، حسبما أوضحته مصادر مطلعة من «سيتيسي»، يأتي هذا دون أن ننسى الإشارة إلى أزيد من 100 بناية تجاوز عمرها القرنين من الزمن والتي تشكل خطرا حقيقيا على قاطنيها بالأحياء العتيقة كسيدي الهواري والدرب وحي الحمري وهي مهددة بالانهيار في اية لحظة وتستدعي ترحيل قاطنيها في اقرب الآجال لتجنب الكارثة التي تحذق بساكنتها باعتبار أن وضعية هذا العقار المدرج في الخانة الحمراء انتهت صلاحيته وأصبح غير قابل للترميم وهو يتطلب الهدم كونه يعرف انهيارات جزئية متواصلة الى جانب تصدع الأسقف وتشققات الجدران التي تزيد بالعمارات يوما بعد يوم، وكذا الرطوبة التي طالتها بفعل تسربات المياه التي تسببت في تآكل الأعمدة الحديدية وحتى أرضياتها في ظل التدهور الذي عرفته، ونوهوا إلى أن التقلبات الجوية لا سيما الأمطار والرياح القوية التي شهدتها ولاية وهران منذ اسبوع تسببت في انهيارات جزئية بها استدعت «سيتيسي» إلى معاينتها ورفع تقارير بخصوصها ونفس الأمر كان ايضا حتى بالنسبة للبنايات الأخرى المدرجة في الخانة الحمراء التي لم تسلم من هذا المشكل وعرفت عدة أضرار مؤخرا منها 10 بنايات قديمة تتواجد بحي الدرب وبكوشة الجير والمقري والمقري «سانت أوجان» سابقا وبأحياء أخرى. وما تجدر الاشارة اليه هو انه رغم تعاقب 5 ولاة على مدينة وهران وتأكيدهم على إدراج هذا الملف ضمن أولوياتهم إلا أن الوضع ظل على حاله وهو ما يتضح جليا لأي زائر لهذه الأحياء العتيقة خاصة، و ما أكده حتى مركز الخبرة التقنية الذي أوضح خطورة وضع هذه البنايات التي باتت تضمحل شيئا فشيئا وجعلت هذه المناطق التاريخية تنطفئ، ودفعت بالغيورين على مدينتهم والمهتمين بالتاريخ الى إطلاق نداء استغاثة إلى السلطات المحلية وعلى رأسها والي وهران السيد مسعود جاري من اجل الالتفاتة إليها وترحيل سكانها وترميم البنايات التي يمكن الحفاظ عليها لحمايتها من الزوال. وطالبوا في ذات السياق بضرورة ايجاد حلول أيضا للعمارات القديمة الشاغرة التي تم ترحيل قاطنيها الى سكنات لائقة بالقطب العمراني لبلڤايد خلال السنوات الفارطة و لم يتم هدمها حيث أصبحت هي الأخرى أماكن مهجورة تشكل خطرا على المارة وحتى على الغرباء الذين يقومون باقتحامها مثلما هو الشأن بالنسبة لتلك التي تتواجد بحي سيدي الهواري وكذا بحي الدرب التي تتعرض دوريا الى انهيارات جزئية حسبما أفاد به العديد من سكان هذه الأحياء و حتى المختصون المعماريون الذين عاينوها وطالبوا الجهات المعنية بأخذها بعين الاعتبار لإنقاذ ما تبقى من هذا المناطق التاريخية، مؤكدين بان الوضع الذي آلت اليه البنايات القديمة التي تحولت الى هاجس حقيقي للسكان أضحى يعكس مدى هشاشة التكفل بقلب مدينة وهران وعماراتها التاريخية و الأثرية التي تعود الى الحقبة الاسبانية و التي تندثر أمام لامبالاة الجهات المسؤولة.