في صباحاتي أنت ...يلدك الضياء كل يوم لتتسلل معه عبر شقوق الذاكرة ..يرسمك تماما ككحل عتيق على حواف المقلتين كسيلان على حدود النبض ..ينثرك على حواف نافذتي كقمح يجلب حواصل الطير فيغدو قلبي خماصا....ويعود خماصا ،يتوارى طيفك خلف الريح يوشي به شرشف منسي على حبل الغسيل منذ رحيل ..في بيتنا العتيق مازالت جدرانه تشكو من رطوبة غيابك ..على الرف فانوس قديم مازال يفرك عينيه من الأرق ..خلف النافذة عتمة خانها القمر حين سرب رسائلك ..ومازلت أركض خلف معنى يفسر لم آخر رسالة وصلت من دون توقيع .....مازلت أتمرن على الكذب كطفلة نسيت واجبا مدرسيا تلبس مئزر الارتباك وبجيبها الصغير تدس يدها البيضاء الغضة وتغمغم بأن لا يطالها غضبك فكان تاجيل رجعتك صفعة من صقيع ...مازلت أقول لمن يسألني ...كان هنا ....أرتب فطور الصباح وأضع فنجان قهوتك فارغا كنوع من التمويه لأشغل العين ..والقلب لا يثق الا بنبضه فيرتد البصر حسيرا ...وفي فنجاني كالعادة زهر البرتقال يسبح ..يتنفس ...يغرق ثم يموت ويطفو كجثة تحللت ..ففاح العبق ...أرتشفها على مهل أطيل عمرها ..ففنجاني بحيرة الذاكرة ..لا شيء يسبح غير وجهك ..لسعات القهوة الساخنة توقظني من سكرة الحلم ...لتعود الذكرى تستلقي على شاطئ الحقيقة تحترق بشمسها لا مرطب يقيها ..فأنت غياب . وأتمتم في سري أنت عودتني على إرتشاف القهوة وهي ساخنة ..ليتك لم تفعل ..فلربما اليوم لو شربتها باردة لكان الحنين برد ...وخف العتاب في شريان حرفي .. وأسمع غمغمة من جديد وسؤال يرتشفني بجرعة واحدة ..لم تملأ المكان ..وكلما غفت الذاكرة حضرت تمام الشوق ... والساعة على جدار إنتظاري المتآكل تشير الى أنا ....إلا أنت ..