تحيي الجزائر الذكرى ال 61 للتفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية (13 فيفري 1960) التي خلفت ضحايا وكوارث بيئية، حتى لا تنسى الأجيال القادمة ما فعلته الدولة الاستعمارية في الأجداد و الآباء وحتى جيل الاستقلال الذي مازال يعاني من الإشعاعات التي تسببت فيها هذه التفجيرات التي راح ضحيتها 42 ألف جزائري . يقول الدكتور بوشيخي الشيخ حول هذه الذكرى الأليمة للشعب الجزائري : « في صباح ال13 فيفري على الساعة السابعة و4 دقائق، 1960 استيقظ سكان منطقة رقان الواقعة بالجنوب الغربي الجزائري على دوي انفجار مهول، بلغت طاقة تفجيره 60 كيلو طن، ما يعادل 70 قنبلة كقنبلة مدينة هيروشيما مما جعل سكان المنطقة بمثابة حقل للتجارب النووية وتحويل أكثر من 42 ألف من المدنيين العزل، ومن المجاهدين المحكوم عليهم بالإعدام إلى فئران تجارب لخبراء فرنسا وجنرالاتها. وكان الجنرال «لافو» قد سبق وصرح أنّ اختيار منطقة «رقان» لإجراء تجربة نووية، كان مبرمجا منذ شهر جوان 1957، و أنه قد شرع في توفير اليد العاملة التي يحتاج إليها المشروع خلال سنة 1958، لتصل في أقل من ثلاث سنوات إلى 6500 فرنسي و3500 جزائري، كانوا يشتغلون ليل نهار لإجراء التجربة في آجالها المحددة. اليربوع الأزرق، اليربوع الأبيض، اليربوع الأحمر، تكون خاتمتها اليربوع الأخضر، وقد سمحت هذه التفجيرات لفرنسا أن تعمل أكثر من أجل التنويع في تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، لتصل قوة تفجيراتها إلى 127 كيلوطن من خلال التجربة الباطنية التي نفذتها بمنطقة اين ايكر بالهقار.» الدكتورة فاطمة غانم باحثة في التاريخ تصرح قائلة: «إذا صنفنا التفجيرات النووية الفرنسية بصحراء الجزائر فنعتبرها جريمة ضد الإنسانية بالنظر لما خلفته من آثار مدمرة على صحة الإنسان والبيئة» ، معر بة عن «رفض كل أشكال التهرب و المماطلة التي تنتهجها فرنسا في مسار الإعتراف بهذه الجريمة النووية البشعة التي ارتكبت ضد الإنسان والبيئة»، وأفادت المتحدث بأنه يتعين إدراج هذه التفجيرات النووية ضمن البرنامج الدراسي بالمؤسسات التربوية كجزء هام من الذاكرة التاريخية للوطن وأشار إلى أن المخلفات الإشعاعية الناجمة عن تلك التفجيرات النووية برقان لا تزال تشكل كابوسا مرعبا يؤرق الحياة اليومية لسكان المنطقة حسب علمها من زملائها المختصين في هذا المجال .