تمر اليوم الذكرى ال 63 على تأسيس الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني و التي استطاعت ان تعرف العالم بالقضية الجزائرية ابان الثورة التحريرية حيث يعود إنشاء الفرقة الفنية إلى إدراك جبهة التحرير الوطني أن الفن سلاح من نوع آخر في غاية الفعالية، لتأمر بإنشاء هذه الفرقة بتونس، وتكون ناطقا باسم الكفاح الثوري، وللوقوف عند محطات هامة حول هذه الذكرى، أكد أمس الدكتور أحمد بلغالية أستاذ الفنون المسرحية بجامعة وهران في تصريح خص به الجمهورية أن الفرقة الفنية بعد سنوات قليلة من اندلاع الثورة الجزائرية ، قد قرّرت جبهة التحرير الوطني تأسيسها من خلال فتح باب جديد للمقاومة ضدّ الاستعمار وهو الباب الفني والثقافي المجيد، وانبثق عن هذا الوعي إنشاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بتونس في مارس 1958 تحت قيادة الفنان المرحوم مصطفى كاتب، حيث تمّ استدعاء الفنانين الجزائريين من عالميّ التمثيل والموسيقى في كلّ من عدة دول ولبى الكثير منهم النداء حوالي 40فنانا والتحقوا جميعهم بتونس لتنطلق التدريبات الفنية في غضون 6 أشهر كاملة كان فيها الفنان كالجندي يطبّق التعليمات ويحضّر نفسه لمهمته. كان أوّل عرض فني تحت اسم «نحو النور» بالمسرح البلدي لمدينة تونس ، وهذا في 24 ماي 1958، وهو عرض مطوّر للعرض « الجزائر تسير» الذي قدّمته الفرقة في المهرجان العالمي للشباب بموسكو ، و عدة دول منها تونس، الصين، يوغسلافيا، البوسنة ،كرواتيا وصربي.، الى جانب عدة أعمال مسرحية منها «الخالدون» ، «نحو النور» ، منوه بالعمل الرائع الذي كتبه و عبد الحليم رايس في مسرحية «أولاد القصبة» التي تحكي عن الكفاح الجزائري داخل المدن ، مبرزا القدرات الفنية لعدة أسماء كانت اللبنة الأولى لهذه الفرقة و على رأسهم المايسترو مصطفى كاتب، سيد علي كويرات، إبراهيم دري، الطاهر بن أحمد ، مصطفى سحنون ، طه العامري . و ذكر الدكتور بلغالية مقولة للفنان الهادي رجب أصغر فنانا لفرقة جبهة التحرير يقول فيها : كنت أغني للجيش، وسمع الملازم بوعلان صوتي وقال لي أنت لست للبندقية أنت لجهة أخرى، وهكذا اتّصلت بالفرقة وقدّمت ثلاث أغنيات هي «بعدك يا أمي عذبني»، «يا أمي ما تخافيش» و«قلبي بلادي لا نساك»، الأغنيتان الأولى والثانية كتبهما محمد بوزيدي ولحنهما أحمد وهبي، والثالثة كتبها مصطفى تومي ولحّنها مصطفى سحنون.. كنت خائفا في أوّل حفلة شاركت فيها ولكنّها كلّلت بالنجاح، فالكلّ كان يشجّعني وأنا صغير قليل الخبرة. حسب الدكتور أحمد بلغالية ، فلقد ولد الفن لخدمة البندقية والثورة في تلك الحقبة التاريخية الهامة من الثورة الجزائرية ، وكان يجب أن يكون للفن هدف، ولهذا قامت الفرقة الفنية بدور كبير من 1958 إلى 1962 من خلال توعية الجيش في الحدود وكذا اللاجئين، وأظهرت كاتبا كبيرا وهو عبد الحليم رايس الذي يعتبر أوّل من كتب للمسرح الثوري في تونس وليبيا وفي دول أخرى ، لتكون هذه الجولات كلها برهانا أكيدا على أن الجزائريين ليسوا فرنسيين، وأن لهم باعا طويلا في الثقافة والتراث الأصيلين.