تنشط مختلف التشكيلات الحزبية، بشكل مكثف منذ إعلان السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، إنطلاق عملية جمع التوقيعات والمزمع انتهاءها في 22 أفريل الجاري. حيث جنّدت الأحزاب السياسية وأصحاب القوائم الحرة، هياكلها محليا من أجل جمع التوقيعات من جهة وكذا للتحضير لحملة انتخابية ستكون مغايرة للحملات الانتخابية السابقة باعتبار، أن المواطن اليوم لا يمكن الاستهانة به وإعطاءه وعود مزيفة من أجل الوصول لمناصب المسؤولية لذا فعلى مترشحي تشريعيات جوان المقبل العمل على تقديم خطاب واقعي يمس المواطن ويعمل على إيصال مشاكله إلى المسؤولين. كثيرا، ما يتذكّر المواطنون العديد من المسؤولين سواء كانوا محليين أو على مستوى البرلمان، مروا على بلدياتهم من أجل تنشيط حملاتهم الانتخابية، وقدّموا وعودا وأحلاما ورديّة للمواطنين، على أساس أنهم بمجرّد وصولهم لمناصب المسؤولية سيعملون على حل مشاكل المواطن البسيطة على غرار السكن، الشغل والصحة وغيرها من المشاكل المحلية التي باتت تؤرق المواطن ولا حل لها مع مرور الزمن... نفس المواطنون، وما إن تقترب منهم عدسات التلفزيون سواء كان العمومي أو الخاص، يتذكرون هؤلاء ةالمسؤولين ويتبادر إلى أذهانهم نفس الجمل «المسؤولون يتذكروننا في الحملات الانتخابية وما إن تنتهي الانتخابات تبقى دار يعقوب على حالها...»، لذا على مترشحي الانتخابات التشريعية العمل على تقديم خطاب قوي وواقعي بعيدا أن الوعود المزيفة التي أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع ... بعيدا عن الوعود وذلك لعديد الاعتبارات، ولعلّ أوّلها هو أن الشعب الذي قام ذات 22 فيفري من أجل التغيير هو نفسه من قام بانتخاب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ذات 12 ديسمبر 2019، وهو نفسه كذلك من سينتخب ممثلي الشعب بالغرفة السفلى للبرلمان في 12 جوان المقبل...، والتغيير لن يتأتى إلا بتظافر جهود الجميع، المواطن من خلال الذهاب بقوة لصناديق الاقتراع والمترشّح بالعمل على إقناع نفس المواطن للمشاركة في الانتخابات وذلك من خلال تقديم خطاب يلامس الواقع الاجتماعي للمواطن وكذا تطلعاته وآماله من أجل بناء الجزائر الجديدة. اليوم، الخطاب الذي سيقدّمه مترشحو الانتخابات التشريعية سيكون بمثابة الجسر بين الأحزاب والبرلمان، على أن يكون بعيدا عن التصريحات اللامسؤولة والوعود المزيفة، باعتبار أن الموعد الانتخابي المقبل سيكون محطة حاسمة في تاريخ الجزائر، لإعادة بناء مؤسسات شرعية بسواعد أبنائها وبناتها من الشباب والنخبة المثقفة والمسيّسة، لتكون انتخابات نظيفة ونزيهة وشفافة مثلما تعهّد به رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وأكّده رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي في كل مناسبة، من أجل إعطاء مصداقية لمؤسسات الجمهورية.