- ركزت على الجانب الدرامي أكثر من الحبكة التاريخية كشف المخرج جعفر قاسم أمس خلال ندوة صحفية نشطها رفقة كوكبة من ممثلي فيلم " هيلوبوليس " بفندق الروايال بوهران أن هناك مساع للترويج للعمل السينمائي بالولايات المتحدةالأمريكية حتى تكتمل شروط إدراجه ضمن مسابقة الأوسكار ، مضيفا أن الترشح لمثل هذه المسابقات يستوجب شرطين أساسيين ، الأول أن يعرض الفيلم في قاعات السينما الخاصة بالبلد المنتج وهو ما توفر في فيلم " هيلوبوليس " الذي شاهده الجمهور الجزائري في عدة مدن جزائرية من بينها قسنطينة و الأغواطوالجزائر العاصمة ، وآخرها كان بمدينة وهران بقاعة السعادة، بحضور فريق العمل وجمهور غفير جاء خصيصا لمتابعة أحداث هذا العمل السينمائي الذي تدور أحداثه حول حياة عائلة جزائرية أيّامًا قبل أحداث 8 ماي 1945 . وفيما يخص ثاني شرط، أوضح جعفر قاسم أنه حتى يترشح الفيلم في أمريكا و أوروبا لابد من الترويج له في هذه الدول ، بمعنى لابد من دفع المال مقابل أن يُعرض في القاعات ويتحدث عنه الإعلام، بعدها فقط يكون له حظ الترشح ضمن قائمة الأفلام المتنافسة ، مؤكدا أن العمل السينمائي لا يقتصر فقط على الإنتاج والإخراج، بل على التوزيع والتواصل ، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية تعمل على الأمر وسيكون هناك ترويح جيد للفيلم في الخارج. وبخصوص سبب اختياره لطبيعة الفيلم الذي أنتجه المركز الجزائري لتطوير السينما التابع لوزارة الثقافة والفنون، قال جعفر قاسم إنه أراد أن يخوض تجربة الإنتاج التاريخي، لكنه أخذ الجانب الدرامي، بمعنى أن " هيلوبوليس " ليس عملا وثائقيا ثوريا، بل هو فيلم خيالي درامي، استلهم قصته من وقائع ثورية عاشتها الجزائر إبان فترة الاحتلال الفرنسي، ويتعلق الأمر بمظاهرات 8 ماي 1945 التي سقط خلاها مئات الضحايا من الجزائريين ، مشيرا إلى أن هناك مشاهد صعبة تم تصويرها في هذا الفيلم وكانت بمثابة تحدي له ولفريق العمل، مع العلم أن كلمة «هيلوبوليس» هو اسم مدينة قالمة القديم ولازالت مكانا أثريا شاهدا على تاريخ المنطقة . عرض الفيلم في «المالح» قريبا أمام الجمهور ومن جهته كشف الممثل مهدي رمضاني أنه سيتم عرض فيلم " هيلوبوليس " على الهواء الطلق في المناطق التي لا تتوفر بها قاعات سينما، وستكون البداية مع قالمة، خراطة ، سطيف وحتى بلدية المالح التي صورت بها معظم المشاهد..مضيفا أن التحضير للفيلم أخذ وقتا طويلا ومرّ عبر مراحل ناجحة ، من تدريبات وضبط للنص وملامح الشخصيات، وغيرها من التفاصيل التي أسهمت في تقديم العمل بكل احترافية بشكل تفاعل معه الجمهور وتجاوب مع تفاصيله، أما الممثل عزيز بوكروني فقال خلال الندوة الصحفية إن التجربة التي خاضها في فيلم "هيلوبيس" كانت مغامرة رائعة وجديدة، خصوصا أنه اشتاق كغيره من الممثلين إلى السينما والحركية الجميلة التي تخلقها، والأهم من ذلك هو عودة الجمهور إلى قاعات السينما التي فتحت أبوابها من جديد أمام العروض السينمائية وعشاق الفن السابع . ومن جهته أوضح محمد فريمهدي أن الممثل مهما قام بمجهود معين ، إلاّ أن يحس بأنه لم يصل إلى الصورة المثالية التي دائما تسكن مخيلته و روحه ، وهذا ليس سلبيا بقدر ما يجد نفسه في رحلة البحث عن الجمال والكمال ، مُضيفا أن الممثل عندما يتلقّى السيناريو ويبدأ في التعرف على شخصيته وعلاقتها بالشخصيات الأخرى، تتكوّن لديه صورة غير واضحة ، لكن عندما يباشر العمل على القراءات المتعددة لسيناريو ويركز أكثر ، على دوره تبدأ الصورة المثالية تتضح ويقترب أكثر من الشخصية ..مؤكدا أن أداء الممثل على المسرح يختلف تماما عن آدائه أمام الكاميرا ،حيث أن هناك أساسيات في التكوين المسرحي تختلف عن تقنيات التعامل مع الكاميرا ، خاتما تصريحه بأن جميع الممثلين حاولوا أن يكونوا طبيعيين في تقمص الأدوار وتجسيد شخوص العمل السينمائي.