أعلنت الشرطة الإسبانية عن توقيف أربعة أشخاص في مدينة سبتة بالجيب الاسباني, وذلك في إطار التحقيقات المستمرة حول شبكة تهريب المخدرات المرتبطة بالنفق المكتشف في فبراير الماضي, والذي كان يستخدم لنقل الحشيش على الحدود المغربية-الإسبانية. وأفادت مصادر إعلامية إسبانية, أن الاعتقالات تمت ضمن عملية أطلق عليها اسم "الضحى", التي كانت قد أسفرت في وقت سابق عن توقيف ثمانية أشخاص ومصادرة أكثر من 1000 كيلوغرام من الحشيش. وتشير المعطيات إلى أن ثلاثة من الموقوفين الأربعة و الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و 78 عاما, لديهم سوابق عدلية, ومن المتوقع أن يعرض المتهمون على القضاء "خلال اليومين المقبلين", كما أكدت الشرطة أنها لا تستبعد إجراء اعتقالات إضافية مع استمرار التحقيقات. وكانت القضية قد بدأت في أغسطس 2023, عندما تم ضبط شحنة مخدرات في ميناء "الجزيرة الخضراء", و أظهرت التحقيقات أن الشحنة أعدت في سبتة قبل تهريبها إلى الأراضي الاسبانية عبر مركبات معدلة بأرضيات مزدوجة, بهدف توزيعها في جنوب البلاد, وعلى إثر ذلك, تولى قاضي التحقيق بالمحكمة رقم 4 في سبتة الإشراف على القضية مع فرض سرية تامة على مجريات التحقيق. وفي سياق متصل, كانت السلطات الإسبانية قد نفذت أولى التدخلات الأمنية في فبراير الماضي, حيث ألقت القبض على خمسة أشخاص وضبطت أكثر من 700 كيلوغرام من الحشيش وثلاث مركبات خلال مداهمات استهدفت مرائب قريبة من معبر "تراخال" الحدودي, و أسفرت تلك العمليات عن اكتشاف النفق الذي كان يستخدم لتهريب المخدرات بين مدينة الفنيدق بالمغرب وسبتة بالجيب الاسباني. هذا الاكتشاف, الذي جاء بعد تحقيقات مكثفة في إطار عملية تفكيك شبكة لتهريب المخدرات أسفرت عن توقيف 14 شخصا, بينهم برلماني مغربي-اسباني وأفراد من الشرطة, يؤكد مرة أخرى الدور المركزي الذي يلعبه المغرب في تجارة المخدرات العابرة للحدود, حيث تحولت المملكة إلى مورد رئيسي لهذه السموم نحو القارة الأوروبية.