تعكس قيم التآزر والتكافل الاجتماعي مطاعم الرحمة.. موائد مبسوطة لعابري السبيل في رمضان
اقترن الشهر الفضيل في مجتمعنا بفتح الآلاف من مطاعم الرحمة كصورة من صورة التضامن والتكافل الاجتماعي لاستقبال المعوزين وعابري السبيل ومن لم تتح لهم الفرصة لتناول الإفطار مع عائلاتهم بسبب بعد المسافة ومشاغل الحياة والعمل بحيث تتجند أيادي الخير لتوفير كافة الظروف الملائمة لإطعام الصائمين عبر موائد الرحمن التي تجمع مختلف الفئات والشرائح العمرية في أجواء مميزة تعكس بذرة الخير ومظاهر الكرم والسخاء بين الجزائريين في أفضل الشهور. نسيمة خباجة تجسد مطاعم إفطار المعوزين وعابري السبيل أو ما تُسمى بمطاعم الرحمة التي تُفتح خلال شهر رمضان المعظم عبر كامل ولايات الوطن على غرار ولاية البيض إحدى أهم أوجه التضامن والتكافل الاجتماعي التي يسارع فيها المحسنون والجمعيات الخيرية لبذل الجهد والخير وتؤكد تمسك المجتمع بقيم التآزر. وتنظم العديد من الجمعيات الخيرية وإلى جانب نشاطها الاجتماعي والخيري السنوي موائد الإفطار الجماعي خلال الشهر الفضيل ويبرز دور المنخرطين والمتطوعين الذين يعملون دون كلل أو ملل سواء من خلال ترتيب موائد الإفطار أو جمع مختلف المواد الغذائية مما يجود به المحسنون أو إعداد مختلف الأطباق لإفطار الصائمين سواء عابري السبيل أو المحتاجين في أجواء من التضامن والتكافل. ويعمل الهلال الأحمر الجزائري من خلال لجنته الولائية وفروعها البلدية خلال الشهر الفضيل على تجنيد متطوعيه لخدمة مرتادي هذه المطاعم حيث تم بالمناسبة إفتتاح ثلاثة مطاعم لإفطار الصائمين ببلديات البيض والرقاصة والشلالة وفقا لرئيس ذات اللجنة الولائية محمد فوزي. فبعد الإنتهاء من العملية التضامنية الكبرى التي جرت أياما قليلة قبل حلول رمضان والتي عرفت توزيع 15 ألف طرد غذائي على المعوزين بالولاية آثر منخرطو ومتطوعو الهلال الأحمر الجزائري في شهر الصيام العمل الجماعي وخدمة عابري السبيل والمحتاجين بدلا عن الإفطار في بيوتهم مع العلم أنه يتم تقديم أزيد من 500 وجبة إفطار يوميا عبر المطاعم الثلاثة يضيف نفس المصدر. من جانبها بادرت الجمعية الخيرية الولائية كافل اليتيم بفتح ثلاثة مطاعم رحمة عبر بلديات البيض والخيثر والغاسول لتمكين الصائمين من الإفطار في جو عائلي. ويقصد مطاعم الجمعية على غرار ذلك المتواجد على مستوى محطة الخدمات الأبطال بالطريق الوطني رقم47 بمنطقة الثنية (البيض) العديد من المواطنين خاصة مستعملي الطريق والمحتاجين للإفطار في أجواء تسودها روح الأخوة والتضامن حيث يتم يوميا تقديم ما بين 150و260 وجبة إفطار عبر هذا المطعم وفقا لرئيس الجمعية نور الدين عباس. كما فتحت جمعية الإرشاد والإصلاح هي الأخرى مطعما لعابري السبيل بمدخل بلدية بوقطب تحت شعار يمضي الرجال ويبقى الأثر حيث يسهر فيه متطوعو الجمعية يوميا على إعداد وتوزيع وجبات الإفطار لعابري السبيل والمعوزين في أجواء رمضانية وعائلية متميزة. من جهتها تساهم جمعية جزائر الخير في هذا العمل الانساني بفتح مطعم للإفطار الجماعي بعاصمة الولاية يقدم هو الآخر يوميا ما بين 180 و350 وجبة إفطار فضلا عن 40 وجبة محمولة للعائلات المتكفل بها خلال الشهر الفضيل مثلما أبرزه رئيس المكتب الولائي للجمعية بوزادة الشيخ. وأشار الدكتور نورالدين مهداوي أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الإنسانية والإجتماعية بالمركز الجامعي نور البشير للبيض الى أن هذه المبادرات الخيرية لإفطار عابري السبيل والمحتاجين من خلال مطاعم الرحمة والتي يتم التكفل من طرف المحسنين فإلى جانب الجزاء والأجر الديني الذي يناله القائمون عليها فلها أهمية كبيرة إجتماعيا وروحيا في تقوية اللحمة الوطنية والروابط الأخوية. كما تساهم إلى جانب مؤسسات الدولة في تعزيز روح التضامن والتعاون في المجتمع.