تجرى الانتخابات، اليوم، في اليونان، لخلافة الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، حيث يتقدم الإسباني خوان أنطونيو سامارانش جونيور، والبريطاني سيباستيان كو، والزيمبابوية كيرستي كوفنتري، على 4 مرشحين آخرين. وفي حال انتخاب سامارانش سيسير على خطى والده الذي يحمل نفس اسمه، ليصبح الثنائي أول أب وابنه يتم اختيارهما للمنصب المرموق، فيما سيكون كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أولَ بريطاني رئيس للمنظمة الدولية، بينما ستنفرد كوفنتري (41 عاما) بميزة أول سيدة، وأول إفريقية، والأصغر بين الرؤساء السابقين. لكن لا يمكن استبعاد المفاجآت من أكثر من 100 ناخب عضو في اللجنة الدولية، في معركة ستفرز رئيسا يكون الشخصية الرياضية الأكثر نفوذا في العالم. ومن المرشحين أيضا رئيس الاتحاد الدولي للتزلج والناشط البيئي السويدي - البريطاني يوهان إلياش، ورئيس الاتحاد الدولي للجمباز الياباني موريناري واتانابي، ورئيس الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية الفرنسي دافيد لابارتيان، والأمير فيصل بن الحسين شقيق ملك الأردن. تبدو انتخابات كوستا نافارينو (اليونان) على ضفاف البحر الأيوني، على النقيض تماما من الانتخابات السابقة في 2021، والتي شهدت إعادة انتخاب باخ بأغلبية ساحقة، حين كان المرشح الوحيد للمنصب. وفي هذا "العالم المعقد للغاية" حسب سامارانش حيث أصبحت الحقائق السابقة مثل "العالمية، والأخوة، والوحدة، موضع نزاع، ليس هذا الوقت المناسب للقفز في المجهول". وأكد ابن الخامسة والستين وصاحب خبرة عقدين في اللجنة الدولية، أنه يملك الشخصية المطلوبة لقيادة اللجنة. وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "لا يتعلق الأمر بالجنس أو القارة، حتّى في أفضل الظروف، يجب أن ننتخب الشخص الأفضل للمنصب". وفي حال نجاحه سيتولى سامارانش لجنة مختلفة تماما عن تلك التي قادها والده بين 1980 و2001، وأجرى تغييرات جذرية على هيكليتها المالية. ورغم ذلك رفض "خوانيتو" مرارا مقارنته بوالده؛ "لا شيء مما فعله هو وكل هؤلاء الأشخاص الاستثنائيون لإحياء الألعاب الأولمبية، مرتبط بما نواجه راهنا". كو "الخلافي" وكوفنتري المتحفظة إعلاميا وقد يبدو كو بالنسبة لباخ شخصية خلافية رغم أن كثيرين يعدّونه مستقلا. وفيما يضفي سامارانش جونيور طابعا هادئا، يتميز حامل ذهبيتين أولمبيتين في سباق 1500 م، بالكاريزما، والفطنة. ويملك كو (68 عاما) سيرة ذاتية لافتة، فهو مشرّع سابق عن حزب المحافظين اليميني -الوسطي. كان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012، بعدما قاد ملف ترشحها بنجاح على حساب باريس الأوفر حظا. ويُنسب إليه الإصلاح في الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد تبوّئه الرئاسة في 2015. ووعد أعضاء اللجنة الدولية برفع الصوت أكثر من فترة باخ الممتدة 12 عاما. وقال لفرانس برس إن مقاربته ستكون "عدم التدخل في التفاصيل الدقيقة". وتابع كو الذي أثار حفيظة الحركة الأولمبية عندما قرر منح مكافآت لحاملي الميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية: "إذا كان لديك أشخاص أذكياء جدا حولك وطموحك كقائد أن يكون حولك أشخاص أذكى منك، فعليك الاستفادة منهم، لا تفرّط في الإدارة الدقيقة". وقام كل من سامارانش جونيور وكو بحملات إعلامية كبيرة خلافا لكوفنتري المتحفظة. وتُعدّ الفائزة بسبع ميداليات أولمبية في السباحة، بينها ذهبيتان، المرشحة المفضلة لدى باخ رغم نفيها. وقالت كوفنتري التي تبدو حازمة بشأن حماية النساء في الرياضة: "أفضل وسيلة بالنسبة لي، متابعة الدفع نحو المساواة بين الجنسين لدى المدربين والمسؤولين الرياضيين لدينا". وأردفت: "لكني أريد القيام بهذا الأمر بنفسي مع خبرتي كرياضية. تعاملي مع قضايا سياسية حساسة في زيمبابوي عبر القدوم من دولة تقع في جنوب الكرة الأرضية، لكن أيضا من خلال دراستي في الولاياتالمتحدة والإقامة هناك فترة طويلة. بتّ أملك وجهة نظر خاصة بي". ولا ترى الزيمبابوية مشكلة في الترشح رغم كونها وزيرة للرياضة في حكومة تم التشكيك في نزاهتها بعد انتخابات 2023. ومع ذلك تقول إن مشاركتها في الحكومة سمحت لها بإجراء إصلاحات من الداخل؛ "تعلمت أشياء كثيرة منذ توليَّ هذا الدور الوزاري. أخذت على عاتقي تغيير الكثير من السياسات داخل بلدي، وكيفية تنفيذ الأمور". وأضافت: "أعتقد أن كل بلد لديه تحدياته ومشكلاته، أليس كذلك؟ بالنظر إلى زيمبابوي تحديدا، كانت انتخابات 2023 المرة الأولى منذ أكثر من 20 أو 30 عاما التي لم تشهد عنفا. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح". وترى كوفنتري أن انتخابها سيكون "شيئا عظيما" لقارة إفريقيا. وسيُظهر أن اللجنة الأولمبية الدولية "منظمة عالمية حقا". وانتقد كو عملية الانتخاب، معبرا عن استيائه من قصر مدة العرض التقديمي المخصص لكل مرشح، الذي اقتصر على 20 دقيقة فقط، أمام 109 عضو في اللجنة الدولية، سيختارون الرئيس الجديد. ولا يبدو كو المرشح الأقوى، خصوصا في ظل تقارير عن اتصال باخ ببعض الأعضاء؛ لعدم التصويت له. ومع ذلك قال عضو في اللجنة الدولية لفرانس برس، "لا تستبعدوا كو أبدا... هو لا يقبل الخسارة".