احتضنت أمس كلية العلوم الاجتماعية بمجمع الدكتور طالب مراد سليم جامعة وهران تأبينية للراحل الإعلامي والأستاذ الجامعي البروفيسور عبد العزيز بن طرمول الذي وافته المنية يوم 11 أفريل 2021 إثر وعكة صحية بحضور عائلته المتمثلة في ابنه عماد الذي تم تكريمه من قبل كل من البروفيسور بلاسكة اسماعين مدير جامعة وهران 2 محمد بن أحمد و عميد كلية العلوم الاجتماعية بشهادات تكريمية و مبلغ رمزي جمعه زملاء و موظفو الكلية تضامنا مع أسرة المرحوم حيث ذكر البروفيسور بلاسكة في كلمته التأبينية أنه يحمل محبة كبيرة للرجل و هذا منذ سنوات خاصة و أنهما عاشا في نفس الحي و كانا يلتقيان دائما في سوق حي «قمبيطا « كل يوم خميس و يتحدثان في العديد من الأمور الحياتية و اليوم قد خسر صديقا غاليا على قلبه . بدورها أثنت الأستاذة بلخير نائبة المدير المكلفة بالإدارة العامة بجامعة وهران 2، أنها عملت مع المرحوم بن طرمول عندما كان على رأس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حيث شهدت له بحنكته القانونية وبالعقلانية في التسيير الإداري، مبرزة أنه كان يقول دائما أن القانون أساسه المجتمع و كانت له نظرة استشرافية في تحاليله السياسية التي نتجت عن تداوله على عدة محطات في الصحافة و الأسر المختلفة بالجامعة مما أعطى للمرحوم القدرة التحليلية في تدخلاته سواء على مستوى التلفزيون أو الإذاعة الوطنية أو من خلال مشاركاته في الملتقيات العلمية حيث كان أول شخص سمعت منه في إحدى الندوات العلمية يقول أن المجتمع هو السلطة الخامسة من خلال مجتمعه المدني و هذا يدل حسبها على حنكة الرجل السياسية و الإستشرافية للأمور. من جانبه أثنى الأستاذ عباسة جيلالي على الرجل معددا مناقبه من خلال الاحتكاك به طيلة 30 سنة من عملهما معا، سواء في الإعلام أو في الجامعة، وذلك من خلال الندوات الفكرية التي كانا يحضرانها معا عبر عدة جامعات، مشيدا بوطنيته وبحبه الكبير للجزائر الذي كان يحملها في قلبه ووجدانه، مذكرا الحضور بأن الرجل كان قلما جريئا يدافع عن الحقيقة وكان ينتقد الواقع و يرد على كل من يريد بالوطن شرا و كان إنسانا متواضعا يتحدث مع عامة الناس و كان همه الوحيد رؤية الجزائر شامخة بفضل طاقاتها المادية و البشرية من كفاءات مخلصة التي تزخر بها . عدّد أصدقاء و زملاء بن طرمول عدة مناقب وخصال الراحل وأجمعوا على أنّ الرجل كان وطنيّا مخلصا وصاحب كلمة حق خدمت الجزائر في أحلك الأوقات وأصعبها وعرف بسخائه الإنساني والفكري، وموضوعيته في الطرح، وقوة التحليل التي كانت تبتعد عن الذاتية خاصة في تدخلاته الإعلامية خاصة «مقهى الصحافة « في إذاعة وهران، أو في حصة «دائرة الضوء» بالتلفزيون الجزائري . وقام الأستاذ بوزيد هواري من قسم علم الاجتماع بجامعة وهران بتنشيط هذه التأبينية، وتحدث عن صديقه المرحوم بن طرمول و ذكر بعض المحطات عن مساره العلمي و الانساني، كما أشاد بجريدة الجمهورية و على رأسها الرئيس المدير العام لجريدة «الجمهورية» السيد محمد عالم الذي كان حاضرا، والأستاذ و الإعلامي جيلالي عباسة رئيس جمعية أحباب الجمهورية، اللذان أقاما تأبينية المرحوم عبد العزيز بن طرمول ، ليأتي دور كلية العلوم الاجتماعية لإقامة هذه التأبينية التي حُضر لفعالياتها منذ شهر شاكرا كل الأساتذة الأفاضل الذين حضروا و قدموا شهادات حية حول خصال الرجل و من بينهم الاستاذ حكيم بن دحه ، و العميد السابق للكلية و أصدقاء المرحوم الذين أتوا من عدة كليات لحضور هذه الوقفة التكريمية، مؤكدا أيضا أن البروفسور بن طرمول كان من بين الحاملين للخطاب الإعلامي في الجامعة، من خلاله إشرافه على قسم الإعلام والاتصال وكذا قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية. ذكر في الأخير ابنه عماد بن طرمول في تصريح خص به الجمهورية، أنه سعيد جدا بالشهادات التي قدمت في حق والده و هذا يجعله فخور جدا بوالده و بما قدمه للوطن الجزائر.