* قتلت 28 عسكريا فرنسيا وأسقطت طائرة مروحية للعدو الفرنسي * كنت شاهد عيان على معركة جبل تقورايت التي استشهد بها 93 شهيدا سنة 1958 المجاهد محمد تيجني المدعو "مهدي" من الأبطال الشجعان الذين ناضلوا من أجل حرية الجزائر، حيث قام بعدة عمليات فدائية في عدة ولايات في الغرب الجزائري، وشارك في عدة اشتباكات في العديد من الجبال الممتدة من سبدو إلى غاية سعيدة. التقينا بالحاج تيجني بمقر مديرية المجاهدين وذوي الحقوق بوهران من أجل أن نسجل شهادته الحية حول بطولات المجاهدين الذين تعرضوا إلى أبشع العذاب عند القبض عليهم إضافة لإخوانهم الذي سقطوا شهداء. المجاهد تيجني محمد من مواليد 1938 وترعرع في بلدية تفسور بولاية سيدي بلعباس يقول عن طفولته: "عشت مع عائلتي مشردين وفي فقر مدقع، كنا نسكن الجبال وكانت معيشة أسرتنا صعبة جدا لا دراسة و لا عمل، مهمشين من قبل الاحتلال الفرنسي، وكانت القرى والعروش موزعة بين الجبال، وسكان الريف وأبناؤهم أي أهالي وعائلات الثوار كانوا محاصرين في المحتشدات، حيث استهدفهم الاستعمار لمنعهم من التواصل مع المجاهدين بأي شكل من الأشكال. في سنة 1955 انضم المجاهد محمد تيجني المدعو "المهدي" إلى صفوف جيش التحرير الوطني، وبقي إلى غاية 25 فيفري 1961، أين أُلقي القبض عليه في إحدى الاشتباكات بين الثوار مع العدو الفرنسي. وحول أهم العمليات التي شارك فيها يقول تيجني: "شاركت في 41 عملية بين اشتباكات في الجبال وحرق لمزارع المعمرين وعمليات فدائية في عدة ولايات في الولاية الخامسة، ومن أهمها معركة جبل تقورايت الذي استشهد فيها 93 شهيدا في سنة 1958، و يقال أنه سقط حوالي 400 جندي من الجيش الفرنسي، ومعركة جبال الحجيرة في سنة 1959 الذي استشهد فيها 86 شهيدا من ضمنهم قائد المنطقة عبد الهادي وخير الدين قائد الكتيبة، وفي معركة جبل سيدي دومة الذي استشهد فيها 23 شهيدا وأسقطنا مروحية من خلال رميها بالرصاص وأيضا مروحية مازالت آثارها موجودا إلى غاية اليوم. * 28 طائرة ألقت قنابل محرمة دوليا على المجاهدين وفي يومي 24 إلى 25 فيفري 1961، وقعت معركة بجبل شقارة مع القوات الفرنسية المتكونة من 12 ألف عسكري و28 طائرة متنوعة ومزودة بأنواع من القنابل المحرمة دوليا و2000 من الدبابات الحربية والشاحنات العسكرية وفرقة متخصصة في القتل تابعة للجنرال بيجار التي كانت موجودة في سعيدة، في مواجهة قوات جيش التحرير الوطني المتكونة من 46 مجاهدا ومن فرقة من الكومندوس على رأسها موفق ونوابه، وكانت لديهم مختلف أنواع الأسلحة. وفي هذه المعركة الفاصلة، تم إلقاء القبض على عمي محمد، حيث أضاف يقول: "كنت في مركزي الخاص بالحراسة أين رأيت طائرات وشاحنات وعساكر مثل الذباب من كل ناحية، أين بدأت الاشتباكات وبدأت الطائرات تقذف المكان بالقنابل وحرقت كل شيء أخضر، وبدأ الاشتباك في الساعة الحادي عشر صباحا واستمر إلى غاية وقت المغرب، ثم أصبت طائرة كانت على بعد 15 مترا مني عن طريق الرصاص، وذهبت والدخان يخرج منها، و بعد مدة واستشهاد الكثير من الإخوان، ثم تم رشوا علينا السم وأُلقي القبض علينا بعد ما غبنا عن الوعي، وقد استشهد 11 مجاهدا وأُلقي القبض أيضا على 4 مجاهدين آخرين كانوا لا يزالون على قيد الحياة، وتم نقلي بعد ذلك إلى مستشفى سعيدة، بعدها نقلوني إلى مركز التعذيب حيث حملوني في سيارة من نوع "جيب" لإعدامي وبدؤوا يقولون للشعب أنه آخر مجاهد وكل "الفلاقة" ماتوا في الجبل، حيث تعرضت في هذه الفترة إلى كل أنواع التعذيب والخوف جراء التعذيب من طرف العدو الفرنسي، أتذكر أنني بقيت 6 سنين في الجبال، واجهت فيها مختلف المصاعب، لكن بعد محاكمتي حكم عليّ ب 7 سنوات بسبب انتمائي للثورة، إضافة إلى سنة ويوم واحد، لأني لم أقم بالخدمة العسكري في الجيش الفرنسي، وبدأت أسب لأني كنت أعلم اني سأموت لا محالة، وتعرضت لأشد أنواع العذاب بأسلاك الكهربائية والذي لا يمكن أن يتحمله أي شخص، فكنت في سجن سعيدة، ثم رحلت إلى سيدي بلعباس ثم إلى سجن وهران، وهناك قصة أخرى من العذاب والحكم بالإعدام على الإخوة في كل ليلة مرعبة.