تجددت معاناة معلمي محو الأمية المتعاقدون مع الديوان الوطني لمحور الأمية مؤخرا بعد أن تأخرت أجورهم لأزيد من 4 أشهر حسب مصادر من إدارة الديوان المذكور . ويحدث هذا رغم اقرار لا مركزية تسير ديوان محو الأمية وتعليم الكبار خلال الموسم الحالي حسب ما كان قد كشف عنه مديره السيد بلبشير زين الدين خلال مناسبات مضت. ويعاني أكثر من 450 معلم متعاقد في اطار الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب منذ أكتوبر الفارط تاريخ توظيف هم لتعليم أزيد من 9000 أمّي بوهران عبر أقسام محو الأمية المتوزعة عبر 26 بلدية وذلك بعد أن تم توسيع نطاق نشاط الديوان للمناطق البعيدة عن الوسط الحضري في اطار برنامج محو الأمية الوطني الذي يستهدف القضاء على الأمية تماما في 2015. وقال المعلمون المدمجون في اطار هذا البرنامج أنهم أضحوا في فاقة مزمنة تضطرهم للإستدانة قصد تغطية مصاريف الحياة اليومية فيما أكد آخرون أن الوضعية الحالية تهدد يتقويض أهداف الديوان المتمثلة في تعميم التعليم والقضاء على نسبة الأمية المرتفعة في أوساط كبار السن الذين لم يكتب لهم الحصول على فرصة جيدة للتعليم في صغرهم نتيجة ظروف الإستعمار الذي كرّس الجهل في أوساط الشعب الجزائري آنذاك . وتعود أسباب المشكل الذي تكرر أكثر من مناسبة لعدم وجود ميزانية واضحة المعالم لهذه الهيئة حسب تأكيدات مصادر موثوقة من إدارة الفرع المحلي له بوهران والتي قال مصادرنا أنها أضحت تؤرق المعلمين الذين يعانون كل موسم من نفس الإشكال خاصة وأنهم عرفوا أزمة مماثلة الموسم الماضي لم يتلقوا من خلالها أجورهم لفترة فاقت التسعة أشهر. وللإشارة يتخرج سنويا بأقسام محو الأمية بوهران التي يناهز عددها 500 قسم 9000 شخص سنويا تسلم لهم شهادة شرفية في النهاية كتشجيع لهم على تغلبهم على شبح الأمية. ومن جانب آخر فقد أبرم ديوان محو الأمية فرع وهران عدة إتفاقات ثنائية مع هيئات وحركات جمعوية قصد المساهمة في توفير فرص لتكوين فئات اجتماعية هشة كالمصابين بالإعاقة السمعية والنطقية ، حيث تم تكوين 28 معلما ومعلمة في لغة الإشارة لتمكين الصمّ البكم الأميين كذلك من فرصة للتعلم ومواجهة شبح الجهل والتخلف فيما جمعت ذات الهيئة إتفاقية مع مديرية التكوين المهني قصد توفير مقاعد للكبار الذين تخلصوا من أميتهم في مراكز التكوين المهني قصد تعلم حرفة معينة.