سببت ظاهرة ندرة أكياس الحليب التي تشهدها منذ مدة مختلف بلديات ولاية معسكر، حالة من الاستياء و تذمر لدى شريحة واسعة من سكان الولاية ، حيث يضطر المواطنين إلى الاصطفاف باكرا في طوابير طويلة أمام المحلات دون الظفر بكيس من الحليب في غالب الأحيان، هذه الحالة اضطرت العديد من سكان مدينة معسكر على سبيل المثال، إلى اقتناء بودرة الحليب لتعويض الندرة و النقص الحاد لأكياس الحليب السائل بأنواعه، و هذا ما أكده عدد من مواطنين بأن كيس البودرة المتوفر بأسعار مختلفة في المحلات أصبح البديل أمام مشقة رحلة البحث عن كيس الحليب الذي إن توفر يكون من النوعية الرديئة . مشكل ندرة الحليب بمحلات معسكر ، مطروح على مستوى عدة بلديات بإقليم الولاية، على بلدية بوحنيفية التي يقصدها الكثير من السواح في هذه الفترة من السنة للاستمتاع بحماماتها الحموية، أما سكان مدينة سيق فقد أبدوا رضاهم عن نوعية الحليب المسوق في المنطقة ، و أكد بعض سكان مدينة سبق، أن المشكل في الحصول على كيس حليب و المرتبط أساسا بالنهوض باكرا واقتنائه قبل الساعة التاسعة صباحا، في وقت تشتكي سكان عين افكان، عوف، و البرج من ندرة حادة في المنتوج و تذبذب توزيعه تسبب في فقدانه في المحلات منذ أيام ، فضلا عن زيادات في سعر الحليب فرضها التجار بحجة عدم استفادتهم من هوامش الربح. من جهتا أرجعت مديرية التجارة للولاية ، عوامل الشكوى من ندرة حليب الأكياس المبستر ، إلى الطلب المرتفع على هذه المادة الأساسية ، مما أدى إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، في صورة العجز المسجل بين الإنتاج المحلي للحليب و الاحتياجات الولائية للسكان، الحليب المبستر وحليب البقر منها إنتاج 90 الف لتر يوميا من الحليب المبستر المدعم، تنتجه ثلاث ملبنات لتغطية الطلب المحلي ، فضلا عن انتاج يوجه لتغطية الطلب على الحليب بولاية غليزان ، حيث تتوفر ولاية معسكر على 9 ملبنات ، تجتهد في التوفيق بين تلبية احتياجات السوق المحلية و بين معضلة توفر المادة الأساسية للحليب التي لم تعد تكفي للدفع باستثمارات المؤسسات الانتاجية الخاصة الراغبة في تنويع منتجاتها من الحليب و مشتقاته ، فضلا عن 19 موزعا معتمدا لهذه المادة الحيوية يلتزم بتغطية احتياجات المواطنين وفق خارطة توزيع مضبوطة لم تسجل بشأنها مصالح التجارة أي تجاوزات أو اختلالات، ما يرجح أن مشكل أزمة الحليب يرجع إلى نقص الإنتاج مقابل الاحتياجات المرتفعة للولاية .من جهتها أرجعت رئيسة جمعية حماية المستهلك بمعسكر، حالة تذبذب التموين بالمواد الغذائية الأساسية في السوق المحلية، على رأسها الحليب، الى الانعكاسات الكبرى للأزمة الاقتصادية العالمية التي زادت الجائحة الصحية لكورونا من حدتها، داعية في ذات السياق منتجو الحليب إلى الالتزام بالمصداقية حيال نوعية منتجات الحليب ومشتقاته و التي عرفت مع الأزمة الأخيرة للحليب تردي في قيمته النوعية.