كلّلت المساعي الدبلوماسية التي قادتها الجزائر و جنوب إفريقيا بالإضافة إلى بلدان عربية و افريقية إلى « تكبيل « قرار رئيس المفوضية الإفريقية موسي فقي محمّد القاضي بمنح الكيان الصهيوني صفة مراقب داخل الاتحاد . و كان ذلك خلال انعقاد المجلس التنفيذي لذات المنظّمة في ختام اجتماعات دورته التاسعة و الثلاثين في أديس أبابا مساء الجمعة. و أمام شدّة الصراع و الاختلاف الذي نشب بين ممثلي الدول العضوة في المنظمة الإفريقية وجد رئيس مفوضيتها نفسه مرغما على إحالة الملف على اجتماع رؤساء الدول العضوة خلال لقائهم المقبل . للعلم كان الكيان الصهيوني عضوا مراقبا في ذات الاتّحاد عندما كان تحت تسمية «الوحدة الإفريقية « بعد تغيير صفته القانونية و تحوّله إلى الاتحاد الإفريقي في 2002 « طارت « عضوية هذا الكيان المستعمر بصفته مراقبا في حين لا تزال السلطة الفلسطينية عضوا مراقبا في ذات الاتحاد الإفريقي. و قد اعتبر عديد المحللين القرار الذي اتّخذه التشادي موسى فقي محمّد بالخطأ التاريخي ، الذي يطمح إلى الفوز بولاية ثانية على رأس نفس المنظمة الإفريقية ، و كان الكيان الصهيوني قد أودع طلبه منذ عقدين ، أي بعد حل منظمة الوحدة الإفريقية التي كان عضوا مراقبا فيها و واصل مساعيه في الوصول إلى الهدف المنشود من خلال توسيع علاقاته مع دول إفريقيا التي بلغ عدد تلك التي أقامت معه علاقات سياسية و دبلوماسية 46 دولة من أصل 54 ، و هي كلها دوّل تمني نفسها بأن يساعدها الكيان المستعمر في القضاء على الإرهاب و التطرّف و جائحة كورونا و هذا التواجد ينمي عن محاولة الكيان التوسّع باسم الاقتصاد و إن هوّ في الحقيقية تمدّد سياسي وأمني و استراتيجي من أجل إرباك المساعي العربية و الإفريقية داخل المنظمة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية. للعلم فإنّ القرار لم يكن قد اتّخذ نهائيا بعد أن أرجأ المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي في أكتوبر 2021 الموضوع إلى قمة رؤساء دول المنظمة الإفريقية المقرر عقدها في الفترة من يناير إلى فبراير 2022 و ها قد جاء موعد هذه القمّة التي التأمت بداية من الجمعة الماضي في أديس أبابا و للعلم رفض رئيس المفوضية الإفريقية موسي فقي محمّد ضبط برنامج عمل في شهر أكتوبر 2021 كي يناقش أعضاء المنظمة طلب الكيان و قد أجبره ممثلو الدول الإفريقية على ذلك . و عضوية الكيان كمراقب في القارة من شأنها إحداث انقسام داخل الدول الأعضاء و ذلك ما يطمح إليه من أجل إضعاف الإجماع الحاصل بشأن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. فكانت الهبّة الجزائر و جوهنسبورغ الخطوة التي أوقفت وقاحة موسى فقي أوّل أمس الأحد الراغب في اختراق الكيان للمنظّمة و القارة .