و أعود إلي.. و كلي أعمده من دمائك.. أهتف باسمك يا فرحا واسعا رائعا.. قمرا في ازدحام المساء.. كامتداد السماوات معراجنا نحو أوبتنا من بعيد و في القلب ظل يذوب.. و شوق نعتقه من دمانا.. و نذخره في جرار القصائد.. دمعا نديا عنيد.. إذا ما نسينا.. يذكرنا.. و يبدّدنا.. عطر كل الطيوب.. كلحن شجي.. يسري علينا.. و يغرقنا لجة.. من صفاء.. كم ستنصهر الذات فينا.. و توزع لحظتنا.. عالما من غيوب.. و تبدد ظلماءنا.. موسما عارما من ورود .. كم سيهفو إلينا الضياء.! ... و أراني.. أعاند صمت النبوءات في الروح.. أرسم في لوحة الوجد وشم البقاء.. كطفولة لحن خديج.. يموسقني من رذاذ اللقاء.. كهديل الحمام الذي ضم فينا مسافاتنا.. رغم هذي المسافات.. كاهتزاز الهباء الذي سكن الدرب و القلب.. يوما.. كحلم تراءى لنا.. جنة قاصية.. أيهذا الهدوء الهيولى.. كما لحظة للبداية من كل شيء.. كما أنت دون رياح تؤديك للهاوية .. كما أنت.. أنت.. و كل الحقائق.. لحظتك الثاوية.. في العميق.. البعيد.. ... أيا لغة.. توشم الذكْر و العمر في عصب القلب.. ذاك البياض.. و تدفئ نار التراب الهلامي.. من عمقها المتفجر زلزال غربتها الباكية... و أيان نمعن.. تسري بنا راسيات التذكر .. في اللحظات الوحيدات.. طقس الخشوع.. و لحن الحنين.. لأيامنا الخالية.. فطوبى لذكرى تعيد إلينا ابتساماتنا.. و تغزل من أفقنا.. واحة دانية.. في هجير الحياة.. و تغمسنا في غموض البياض.. تؤجلنا.. لحظة آتية.. و كم من طقوس التأمل تشرق فينا.. فنبصر ما كان يوما.. حقائقنا الناصعات تنام و توقظ فينا.. . بحيراتنا الغافية.. و كم يستقيم البكاء.. على سوق أغصانه.. زهر بلسمنا في القصيد..! و حين نعود إلى مستهل التفاصيل.. ندرك.. كم موهم جرحنا ... بانتشاء الربيع.. . و كم موغل في المجاز المعتق من وردة القلب.. فيض الذي مر.. كالحلم ما بيننا.. ذاك.. ذاك النشيد..! ... خافق مرهف.. يتأجج من صدف باسقات.. يتورد في دمعه.. موعدا باسما.. و كم.. كان ما بيننا غارقا في دمانا.. و كم نبضه موغل في أقاصي النداء الذي سكن العمر.. عمرا لنا وحدنا.. يتقاطر ضوءا يضيء لنا معتم الخطوات.. و ها فجأة.. يتراءى لنا..... كل ذلك حلم لنا مستهام به.. سوف يتركنا بعد لأي.. و يمضي.. كما أغنيات الصباحات.. تلك العصافير حين تغرد في شجر القلب.. ذكرى لنا.. و سيكملنا الكون دورته في القصيدة.. سوف نضيع كما طلسم البدء.. مثل هيولى انتماء.. ... فيا أيها النرجس.. الماءُ يجرح فيك التقاسيم.. يترك فيك صدوع المرايا.. و أنت تكابد. . كل الفراغ البياض.. تقاسمه هامش الإستعارات.. كل اغترابات أسمائنا.. و من مائنا.. تتبخر في فيض زلزالها الأزلي المقامات.. تغزل موالها.. تتردد.. تصمت.. كم تتوجع.. تبكي.. تئن.. توتر فينا مسافاتنا.. و تبلغ فينا مقام التجلي.. لنبلغ فيها مقام الحياة.. فطوبى لنا.. و لأسمائنا..!