كشف رئيس مصلحة »الميكروبيولوجيا« التابعة للمخبر الجهوي للنوعية بوهران أمس خلال فعاليات اليوم التحسيسي حول جودة الحليب المنظم بغرفة التجارة أنّ هيئته أجرت تحليل ميكروبيولوجية أثبتت من خلالها غش المنتجين للمادة الواسعة الإستهلاك حيث قدّم حصيلة مقلقة لنشاط المصلحة خلال 2011 أثبتت بالأرقام أن 85 بالمائة من منتجي الحليب لا يحترمون دفتر الشروط المنصوص عليه في المرسوم الوزاري (03-09) المؤرخ في 25 فيفري 1998 المتعلق بحماية المستهلك. وأشار المتحدث إلى أنّ المصلحة قامت بإجراء (113) تحليل »ميكروبيولوجي« حول الحليب المبستر تم رفض 26 بالمائة من العينات المأخوذة من مختلف الملبنات المتواجدة بالولاية وكذا السل المتوزعة على مستوى (4) ولايات غربية تعتمد عليها وهران في تلبية إحتياجاتها السنوية من هذه المادّة الواسعة الإستهلاك وأضاف السيّد »سنوسي نوردين« رئيس ذات الهيئة أن العينات رفضت بسبب إحتوائها مختلف أنواع البكتيريا الخطيرة على الصحة حيث فاقت نسبتها في اللتر الواحد المعايير المنصوص عليها في المرسوم الوزاري المذكور حيث عثر على الجرثومة المسببة لمرض السل المعدي للإنسان داخل العينات خاصة وأن تكلفة علاج المريض الواحد تناهز 300 مليون سنتيم إلى جانب العثور على أنواع أخرى من الميكروبات داخل العينات المذكورة. ولم يقتصر وجود البكتيريا على عينات الحليب المبستر حيث راقبت ذات الهيئة عينات من الأجبان المختلفة وصل عددها ل (24) تحليلا تبين أنّ (27) بالمائة منها غير مطابقة للمقاييس وهو نفس الوضع الذي إكتشفه أعوان المراقبة بالنسبة لليايورت حيث أجرى 10 تحاليل جرثومية أثبتت أن 10 بالمائة منها غير مطابقة. ومن جهة أخرى فقد أسفرت نشاطات المخبر الجهوي للنوعية عن تسجيل (48) عيّنة مخالفة للشروط المنصوص عليها في المرسوم الوزاري والمتعلقة بنسبة المادة الدسمة حيث تم إجراء (221) تحليل أثبت أعوان المصلحة من خلالها أن 46 عينة غير مطابقة للمقاييس حيث ينص المرسوم على ضرورة أن يحتوي اللتر الواحد من الحليب المبستر على 34 غراما من المادة الدسمة بينما لم تتجاوز العينات المرفوضة نسبة 2 بالمائة من ذات المادّة الغذائية في الوقت الذي تجاوزت فيه نسبة الحموضة فيها 1.8غ في اللّتر الواحد بينما شملت المراقبة كذلك الأجبان المتنوعة أين أثبتت التحاليل أنّ معظم المصانع مخالفة للتشريع المذكور حيث عثر داخل العينات المحللة على بكثيريا مضرة إلى جانب عدم مطابقتها للوزن. وتخلل اللقاء التحسيسي مداخلات أخرى لمختلف الهيئات المرتبطة بصحة المستهلك وكذا جودة الحليب كان أبرزها مداخلة الدكتور أحمد الكبير رئيس مفتشية البيطرة بوهران الذي دعا المربين والمنتجين والموزعين على حد سواء لإعتماد الطرق العلمية المنتهجة في البلدان المتطورة قصة تجنب تلويث الحليب بما فيها إجراءات تنظيف أدوات الحليب وأماكن جمع الحليب والصهاريج إلى غير ذلك من المعدّات المستخدمة في القطاع فيما قدّم توصيات هامة للفاعلين في الميدان تركزت حول تجنب إستعمال المبيدات داخل الملبنات فيما دعا لإحترام شروط الحفظ والتبريد. وأشار في ذات السياق مدير المخبر الخاص للنوعية والذي حصل على دكتوراه من معهد متخصص بنيوجيرسي بالولايات المتحدةالأمريكية إلى أهمية تكوين عمال الملبنات للتحكم في تقنيات البسترة والتعقيم حيث دعا المنتجين للتحكم في جهاز التطهير ( CIP) في الوقت الذي دعا مهني القطاع بالولاية لإعتماد نظام المراقبة العالمي المضاد للبكتيريا المسمّى ( HACCP) والذي لا يزال حبّر على ورق رغم النصوص القانونية الملزمة للمنتجين لإنتهاجه كوسيلة فعالة للحفاظ على صحة المستهلك نتيجة الأخطار المحدقة المترتبة عن الحليب والمعروفة في الأوساط الصحية كمرض السل والحمى المالطية والمولونيكول والسالمونال التي قال أنها تفرز السموم »المفرزات« داخل الحليب رغم البسترة تحت درجة 85 درجة حيث تتغلب هذه الأنواع على الحرارة مما يستدعي تكثيف »الكشف« عنها عن طريق إختبار الحموضة بكل الملبنات تجنبا لإصابة المستهلك بالتسممات وهو ما جعل المشروع الجزائر صارما في إلزام كل الملبنات على إجراء ذات التحاليل يوميا على العينات التي يتم أخذها من صهاريج التخزين فيما تنص التدابير المنصوص عليها على إعتبار أن العينات التي تتجاوز معدل الجراثيم داخلها مليون (ملل ملوثة) .