مات الرئيس أحمد بن بلة! هكذا سقط نبأ وفاة »سيد أحمد الوطني« على قاعة تحريرنا أمس الأربعاء بعد الظهيرة ساعة »الأقفال«... مات الرئيس الأول للجزائر المستقلة بعد قرابة قرن من الحياة هنا بهذه الحياة الدنيا. إنتقل إلى الرفيق الأعلى وحبيبته تتأهب للإحتفال بخمسينية الإستقلال والحرية والإنعتاق. رحل »السي حمِيمَدْ« وهو يحمد الله على نمو هذا الوطن ويدعو له بالنجاة من مكائد الكائدين. عرفناه في مراحل الصبا الأولى على تآليف تلك الطقطوقة الحلوة بطعم الفانيلا.. »لا كرام ألافَاني سيد أحمد الوطني«! ثم سمعنا عنه وقرأنا وأيقنا فيما بعد أنه من عظماء الجزائر والعرب... المناضل، المحارب المجاهد الفدائي والقائد والديبلوماسي المفاوض وخير سفير للجزائر قبل النصر ورئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المنتشية بجلاء الإستعمار. فارع القامة كبير الهامة، اللبق الأنيق صديق العرب والعجم وصاحب زعماء العالم الحر ورفيق الثوار والأحرار من عيار جمال عبد الناصر وماوتسي تونڤ وهو شي منه ونهرو وتيتو وكيندي وبورڤيبة ومانديلا والملك فيصل وكاسترو والثائر أرنستو شيغيفارا... هو بن بلة من خطت الجزائر تحت قيادته أول الخطو وما أصعب أول الخطو!.... 3 سنوات من حكم الجزائر المستقلة قضاها فقيد الجزائر يؤمّن حدود الوطن ويحرر الإذاعة الوطنية من فلول الإستعمار ويؤسس رفقة عظماء الجزائر لأول دستور للجزائرو...يودع والدته ويدشن محطة البث الإذاعي والتلفزي قرب سيدي بلعباس ويحضر بوهران يوم 19 جوان مباراة الجزائر مع البرازيل وبعدها صفحة للتاريخ حكم التاريخ عليها.. فقط أسر أو إقامة جبرية قبل أن ينعم بالحرية ثانية سنة 1980... على مسار آخر بلا حقد ولا عقد ليكشف عن وجه الرجل المتسامح واسع القلب والخاطر لا يخوض ولم يخض في الحديث عن 19 جوان... رحل بن بلة إلى الدار الأخرى شامخا معززا مكرما وترك لمن يريد أن يعتبر أن رجال الجزائر لا يحقدون أبداً أبداً على رجال الجزائر. وداعا يا السي أحمد ورحمة الله على الزعيم على الإنسان الشريف.