تتواصل بوهران الندوات التاريخية حول أبطال ثورة التحرير المظفرة في إطار الإحتفالات الكبرى بخمسينية الإستقلال حيث أعادت الذاكرة الثورية أمس إحياء المناضلة والمجاهدة من الرعيل الأول »صليحة ولد قابلية« التي كرمت روحها الطاهرة ممثلة في أختها وبإسم عائلتها التي قدمت 3 شهداء للجزائر في مبادرة من »أكاديمية المجتمع المدني« التي إرتأت أن تدشن مكتبها الولائي بوهران وتخلدة بعبق التاريخ ومآثر شهداء الجزائر وأبطالها ... وسرد المجاهدون ورفقاء الدرب أهم مراحل كفاح الطالبة الجامعية المولودة بمعسكر في صيف 1934 والتي كانت قد حصلت على شهادة الباكالوريا بالمنطقة التي غرست فيها منذ صباها روح التحرر والتمرد على المستعمر الفرنسي بعد أن تفوقت بشكل لافت على أبناء وبنات »الكولون« الذين تمكنت »صليحة «من مزاحمتهم على مقاعد الجامعة بالعاصمة أنذاك لتدرس الطب سنوات (54 55) وتتخصص بعدها في جراحة الأسنان إلا أن نداء جبهة التحرير الوطني لم يكن ليمر على صليحة مرور الكرام خاصة بعد أن ورثت بذور المقاومة والمجد من خلال سماعها عن مآثر ومعارك الأمير عبد القادر وتمر الأيام وتجد »زبيدة« وهو الإسم الحقيقي للمجاهدة نفسها ضمن خلية النشاط السري والفدائي بالعاصمة عقب إنضمامها لطليعة الطلبة الذين تخلوا عن مقاعد الدراسة ورغد العيش ولبوا نداء الوطن وساهموا في الإضراب التاريخي الذي هز فرنسا وأخلط حساباتها فيما أصبحت »صليحة« وهو الإسم الميداني للطبيبة الشابة التي لم تتعدى العشرين من بين »الحسناوات« اللائي وضعت القنابل بمختلف أنحاء العاصمة لترغم بعد إلقاء القبض على بعض أفراد الخلية للعودة لمسقط رأسها بمعسكر وتنشط في المنطقة السادسة التاريخية أين أشرفت بنفسها على الوحدة الطبية الميدانية بجبال إسطمبول بعد إستشهاد قائدها البطل »يوسف دمرجي« الملقب »بالسي السعيد« إلى أن سقطت في ميدان الشرف في سبتمبر 1958 بضواحي معسكر . وروت المجاهدة »مخطاري مريم« وهي من رفيقات درب »صليحة ولد قابلية« ومجاهدات أخريات لا يسعنا المقام لذكرهن كيف واجهت المناضلة المصاعب خاصة وأنها كانت متابعة من »البوليس الفرنسي« بعد تيقنه من وضعها لإحدى القنابل التي هزت »ملعب بولوغين « أنذاك في الوقت الذي أشرفت بسرية تامة على النشاط السياسي بالمنطقة السادسة وعملت في ميدان تعبئة وتجنيد نساء المنطقة علاوة على عملها الميداني الطبي وتخللت الندوة التاريخية مداخلات قيمة وشهادات تاريخية لكل من المجاهدة »بن سعدون« رفيقة درب »صليحة« والمجاهد عمراني على المدعو »سي فوزي« كما تم تكريم المجاهدة »مخطاري مريم« وروح الشهيد »لكحل محمد« المدعو »سي محفوظ« والمجاهد »عمراني علي« وأخت الشهيدة »صليحة ولد قابلية« نيابة عن العائلة الثورية »ولد قابلية« وللإشارة فقد تأسست أكاديمية المجتمع المدني في 2002 ويترأسها »تسنة أحمد« فيما يترأس مكتبها الولائي الدكتور مخطاري خالد إلى جانب بعض الأكاديميين بجامعة وهران