ذكرت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية أن سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي معمر القذافي يرغب في أن تتم محاكمته على الأراضي الليبية، وأنه أعرب عن تأييده للحكومة الجديدة في معارضتها تسليم المجرمين ليواجهوا محاكمات بتهم جرائم حرب في لاهاي. وقال محققو المحكمة الجنائية الدولية -الذين التقوه في مركز احتجازه جنوبي طرابلس في وقت سابق من الشهر الجاري- إنه أعرب عن تفضيله أن تتم محاكمته في بلاده، حتى لو كان سيواجه عقوبة الإعدام، وأكدوا أن سيف الإسلام تعرض للتعذيب وسوء المعاملة بعد اعتقاله في أكتوبر الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن تعليقات سيف الإسلام ربما تكون صدرت عنه تحت الضغط أو الرعب من مسؤول حكومي ليبي كان يجلس أثناء زيارة المحققين الدوليين لزنزانته، مضيفة أن ترحيل سيف الإسلام ليواجه محاكمة لدى المحكمة الجنائية الدولية، من شأنه إزالة التهديد من مواجهته عقوبة الإعدام، حتى لو ثبتت عليه جميع التهم المتعلقة باقترافه جرائم حرب. وأضافت أن سيف الإسلام قال لمحققي المحكمة الدولية الذين زاروه في زنزانته، والذين كانوا برفقة عدد من ثوار مدينة الزنتان الليبية حيث يحتجز "إنني آمل في أن أتمكن من أن أحاكم هنا في بلدي، سواء كانوا سيعدمونني، أم لا"، وأن تعليقاته بعثت الرضا لدى المدعي العام الليبي الذي حضر اللقاء الذي استمر ساعة. وقالت إن فريق المحكمة الجنائية الدولية استغلوا استراحة خرج فيها المدعي العام الليبي، وسألوا سيف الإسلام إذا كان تعرض لسوء المعاملة، وإنه رفض الحديث، ولكنه أعطى إيماءتين معبرتين، موضحة أنه تغير من حال الهدوء إلى التوتر، وأنه دون أن يتلفظ بكلمة، أومأ بيده اليمنى التي فقد فيها إصبعين، وأشار إلى أحد أسنانه المخلوعة من الفك العلوي من الأمام. ونسبت الصحيفة إلى رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب قوله "إننا نحترم القانون الدولي، ولكن لدينا المزيد من الاحترام للقانون الليبي"، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي مشكلة. وقال الباحث لدى منظمة العفو الدولية مارك ماركزينسكي إن ليبيا لم تثبت قدرتها على إجراء محاكمة معقدة، وإنه يجب عليها أن تمتثل لقرار المحكمة الجنائية الدولية، مضيفا أن الأمر الرئيسي لا يتمثل في مدى قدرة ليببيا على .تنظيم قاعة محكمة، ولكنه يتمثل في النظام القضائي الليبي نفسه، فيما إذا كان قادرا على تحقيق العدالة بما يتناسب